قالت صحيفة الغارديان، إن تأثير حركة
حماس، يتصاعد بين فلسطينيي
لبنان، لدرجة أنك، تجد المثلث الأحمر المقلوب، مرسوما في كل مكان على الجدران
وأبواب المتاجر، ويرشد الزوار خلال الأزقة الضيفة، في مخيم برج البراجنة ببيروت.
والتقت الصحيفة، بعدد من الفلسطينيين في المخيم، ونقلت في تقرير لها
ترجمته "عربي21" عن نهاية أيهم إبراهيم، 25 عاما، والرسامة
التي تزين لوحاتها جدران المخيم، قولها: "نشعر بالفخر وصرنا أكثر وعيا
بالقضية".
ومن اللوحات الجدارية التي رسمتها واحدة تظهر
مظليين في استعادة للطائرات الشراعية لمقاتلي حماس وهم يهبطون داخل المناطق
المحتلة، لتنفيذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي لوحة أخرى تصور المتحدث باسم الجناح
العسكري لحماس، أبو عبيدة المتلثم بالكوفية الفلسطينية. وقالت نهاية: "نحن
معهم، رغم ما حدث في
غزة ورغم الضحايا".
وأشارت الصحيفة: "حتى وقت قريب كانت جدران
البنايات المتداعية تحمل شعارات جدارية باهتة، كدليل على قضية أصبحت من الماضي،
إلا أن عملية حماس وما أعقبها من حرب على غزة أحيا الآمال بدولة فلسطينية وحلم
العودة إلى الأرض التي كانت تعيش فقط في الذكريات للجيل القديم".
وقالت نهاية: "كان الجيل القديم هو من
يتحدث عن فلسطين"، والفتاة التي ولدت في المخيم هي جزء من جيل ترك السياسة
للتركيز على توفير متطلبات الحياة. لكن جيلها يشعر بالتحفيز بطريقة لم تظهر عليه
من قبل. وأشارت: "لديك أولاد ما بين العاشرة والخامسة عشرة من العمر يتحدثون
عما يجري في فلسطين".
ولفتت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين بلبنان، ينظرون لعملية طوفان
الأقصى، على أنها عمل ملهم كسر قيود السجن، وبات المثلث الأحمر، وصورة أبو عبيدة
والطائرات الشراعية، جزءا من الثقافة الشعبية، تزين الملابس وأكواب القهوة وتجاوز
الاهتمام بها مجتمعات الفلسطينيين.
وشددت الرسامة الفلسطينية على أن دعم المقاومة أمر أخلاقي، وليس
سياسيا، رغم أن دعم المخيم تاريخيا كان لحركة فتح. بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن حركة فتح تتراجع بسبب اتهامات الفساد وفشلها في تحقيق
وعودها، بعد اتفاق أوسلو، ورغم أن السلطة تخصص 15 مليون دولار شهريا للمخيمات في
لبنان، إلا أن معظمها يذهب إلى شبكة الرعاية التابعة لفتح وليس لتقديم خدمات
للفلسطينيين.
وقال مقاتل في حماس بالمخيم، رفض الكشف عن
هويته إن حالة تعبئة بدأت في المخيم بعد اندلاع العدوان على غزة، حيث اصطف الشباب
للانضمام إلى حركة حماس.
وقال أحد المتطوعين الذين انضموا بعد عملية
طوفان الأقصى، إنهم "يعلموننا حول الأسلحة وتفكيكها وتجميعها من جديد"،
وقال: "سيكون القتال شرفا". وعملية التجنيد لحماس تأخذ وقتا، حيث تبدأ
بالتثقيف الديني والفحص الأمني ويتم التدريب خارج المخيمات بالتنسيق مع حزب الله.