نشر موقع "
المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات"، تقريرا، سلّط من خلاله الضوء على دعوة الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، يريفان رسميًا إلى التركيز على الحقائق القائمة لوضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع
أنقرة بالتوازي مع عملية الترسيم المعلنة على أجزاء معينة من حدود أرمينيا وأذربيجان.
وقال
الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن نشاط أردوغان على مستوى السياسة الخارجيّة يتزايد على الرغم من الهزيمة الأخيرة لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية.
وذكر الموقع، أنه بعد توجيه وابل من الانتقادات نحو دولة الاحتلال الإسرائيلي والإدلاء بمجموعة من التصريحات الحادة، يعتزم أردوغان في أوائل الشهر المقبل القيام بجولة خارجية. وهنا تقدم ديناميات الأحداث السياسية الدوليّة الأخيرة العديد من التوضيحات المتعلّقة في المقام الأول بالخيار الجيوسياسي للسلطات التركية التي لا تخص فقط منطقة الشرق الأوسط، بل إنها تمتد إلى ما هو أوسع.
ويرى مجتمع الخبراء الروسي أن سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تتفق إلى حد كبير مع توجه الرئيس الروسي، فلاديمير
بوتين، رغم نشأة بعض التناقضات المرتبطة باختلاف المقاربات في إطار التسوية السورية.
وعلى مدى السنوات العشرين الماضية التي قضاها حزب أردوغان في السلطة، فقد نشأت حوادث أخرى أقل وضوحًا ألقت بظلالها على التعاون الثنائي. مع ذلك، فيبدو أن الضرورة الجيوسياسية والاقتصادية تملي على الكرملين خطًا معينًا من السلوك تجاه تركيا.
ذكر الموقع أن تركيا أعربت عن اهتمامها الحقيقي بالتعاون العسكري التقني مع روسيا، وتجلى ذلك في الاهتمام بتوقيع عقود توريد فرقتين للدفاع الجوي من منظومة الدفاع الجوي من طراز "إس 400". وأعلنت السلطات التركية وأردوغان شخصيًا استعدادهما لشراء طائرات مقاتلة روسية.
وقد كوّن المراقبون الدوليون انطباعًا بأن العلاقات الروسية التركية ليست ذات قيمة في حد ذاتها، ذلك أن العلاقات مع موسكو تستخدمها أنقرة للحصول على مكاسب وتعزيز موقفها التفاوضي مع واشنطن.
يدعم هذه الفرضية القرار الذي اتخذته تركيا بقبول انضمام فنلندا والسويد إلى كتلة الناتو. ومع الفهم الكامل لمدى تأثير هذا القرار المؤلم على أمن روسيا، التي اضطرت إلى تعزيز مناطقها الغربية، فقد صوّت البرلمان التركي بالإجماع على توسيع التحالف ولم يكن حزب أردوغان استثناءً.
أورد الموقع أنه خلال زيارة أردوغان إلى العراق، فإنه وّقع على مذكرة تفاهم رباعية بمشاركة قطر والإمارات. واتفق المفاوضون على التعاون في مشروع "مسار التنمية". وينبغي اعتبار ممر النقل هذا، المصمم لربط الخليج العربي عبر الأراضي العراقية مع تركيا منافسًا مباشرًا، لممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب. وهذا ينطبق بشكل خاص على الوصول إلى الممر البحري للهند.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يصبح الممر التركي الإيراني، المدعوم من الممالك العربية، منافسًا لمبادرة الحزام والطريق الصينية على الأراضي التركية. ومع أن تركيا أعربت في وقت سابق عن اهتمامها في المشاركة في "الممر الأوسط" الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، فإن احتمالات دمج أنقرة في مشروع بكين اليوم ضئيلة.
وذكر الموقع، أنه من المحتمل أن تمضي الولايات المتحدة قُدما في تنفيذ طريق التنمية لأن مشروع النقل والخدمات اللوجستية الأمريكي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا، قد يتعثر بسبب استبعاد الموانئ الإسرائيلية من اللعبة.
ويضاف إلى ذلك مواصلة الحوثيّين من حركة أنصار الله منع العالم الغربي من إيصال البضائع بحرية عبر مضيق باب المندب وقناة السويس وعدم تحمس الأمريكيين لاستخدام إمكانات العبور الروسية.
إن الاستفادة من المشروع التركي العراقي ستصبح ممكنة إذا تم استيفاء شرط رئيسي واحد، وهو حل "المشكلة الكردية" في سوريا والعراق وفي تركيا نفسها، حيث اندلعت الاضطرابات مؤخرا. وفي الواقع، فإن من المرجح تخلّي أمريكا عن الأكراد الذين تدعمهم حاليًا مقابل تأمين ممر نقل تسيطر عليه الشركات العالمية.
ومن الواضح أن الاجتماع بين الزعيمين التركي والأمريكي، المقرر عقده في التاسع من أيار/ مايو، ينبغي أن يكون بمثابة حل لهذه المشكلة، مع العلم أن هذه أول مفاوضات بينهما في البيت الأبيض خلال رئاسة بايدن منذ كانون الثاني/ يناير 2021.
ونوّه
الموقع إلى أن خطط عقد اجتماع بين رئيسي روسيا وتركيا، بوتين وأردوغان، التي تم تأجيلها في العديد من المناسبات، لا تزال يشوبها الغموض بعد حظر المدفوعات المصرفية من روسيا وتحذير السفارة الروسية من استخدام خدمات الناقل الوطني للخطوط الجوية التركية.