قالت صحيفة "
نيويورك تايمز" إن غضب
الشباب
الأمريكيين بشأن الحرب الإسرائيلية على
غزة هيمن على الحوار السياسي لأسابيع.
وقام المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون بزيارات إلى
جامعة كولومبيا وحرم جامعي آخر لتقديم الدعم للمظاهرات التضامنية مع غزة أو
للتنديد بها، وتحدث الرئيس
بايدن عن الاضطرابات في تصريحات يوم الخميس.
لكن هذه العناوين الرئيسية لا تعكس المخاوف الرئيسية
للناخبين الشباب في هذا العام الانتخابي، وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة. وتظهر
استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأخيرة أن الناخبين الشباب أكثر عرضة
للتعاطف مع الفلسطينيين في الصراع، لكن القليل منهم يصنف الحرب هناك من بين أهم
قضاياهم في انتخابات عام 2024. مثل الناخبين الآخرين، غالبا ما يضع الشباب المخاوف
الاقتصادية على رأس القائمة.
وبينما أصبح الناخبون الشباب أكثر برودة تجاه بايدن
مما كانوا عليه في نفس المرحلة من عام 2020، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أن
الدعم الأمريكي للغزو الإسرائيلي لغزة يشكل عاملا حاسما في استيائهم النسبي.
قال ديفون شوارتز، الطالب في جامعة تكساس في أوستن:
"عندما يكون لديك رئيسان لهما نفس الموقف بشأن قضية واحدة، فهذا يضع هذه
القضية تلقائيا - أكره أن أقول ذلك- في أسفل القائمة، لأنه من الواضح أنها قضية
مهمة، لكنها لا تجعلها قضية تجعلني أفضل دونالد ترامب على جو بايدن".
يعتقد شوارتز، 19 عاما، وهو طالب من أصل مسلم ويهودي
وينشط في مجموعة جامعية تروج للحوار بين الأديان، أن الاحتجاجات في كليته، والتي
اجتذبت حملات قمع الشرطة، كانت "لحظة تاريخية". وقال إنه كان يود الحصول
على فرصة التصويت لمرشح "أكثر تقدمية بشأن إسرائيل" من بايدن في تشرين
الثاني/ نوفمبر. لكنه يخطط للتصويت له على أي حال.
وتابع: "أريد أن أرى تغييرات في سياسة جو بايدن.
لا أريد التصويت لصالح دونالد ترامب ثم أرى نفس السياسات بالضبط".
لقد تحول التعاطف الأمريكي في الصراع الإسرائيلي
الفلسطيني بشكل متواضع تجاه الفلسطينيين على مدى العقد الماضي. وعلى الرغم من أن
51 بالمئة من الأمريكيين ما زالوا أكثر تعاطفا مع الإسرائيليين، إلا أن 27 بالمئة
يتعاطفون الآن أكثر مع الشعب الفلسطيني، مقارنة بـ 12 بالمئة في عام 2013، وفقا
لمؤسسة غالوب.
إن هذا التحول هو إلى حد كبير جيلي، وعلى الأرجح لا
يعكس فقط التغيرات في الصراع نفسه، والتحول نحو اليمين في السياسة الإسرائيلية،
ولكنه يعكس أيضا عقدا عمل فيه الناشطون المؤيدون للفلسطينيين على ربط القضية
بالحركات المحلية في الولايات المتحدة مثل "حياة السود مهمة" والحملات
الرامية إلى سحب الاستثمارات من "إسرائيل" أرضية واسعة في حرم الجامعات.
أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو"
للأبحاث أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما أكثر عرضة بثلاثة
أضعاف للتعاطف مع الفلسطينيين في الصراع مقارنة بمن تزيد أعمارهم عن 65 عاما،
وأكثر احتمالا بمرتين من البالغين ككل.
قالت لورا سيلفر، المديرة المساعدة للأبحاث العالمية
في مركز "بيو": "ليس بالضرورة أن يكون الجميع متحمسين لهذا الأمر
كما نرى من المحتجين. لكن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يختلفون
كثيرا عن الأمريكيين الأكبر سنا".
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن هذا التعاطف لم
يُترجم بعد إلى إعطاء الأولوية للحرب كقضية تصويت في عام 2024.
في استطلاع رأي الشباب الذي أجراه معهد هارفارد
للسياسة قبل وقت قصير من موجة المظاهرات وحملات القمع في الحرم الجامعي الشهر
الماضي، انتقد الأمريكيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما بأغلبية ساحقة
تعامل بايدن مع الصراع في غزة، حيث رفض 76 بالمئة منهم ذلك التعامل ووافق عليه 18
بالمئة. لكن 2 بالمئة فقط منهم صنفوها على أنها مصدر قلقهم الأكبر في الانتخابات،
مقارنة بـ 27 بالمئة قالوا إنهم أكثر اهتماما بالقضايا الاقتصادية.
وفي استطلاع للرأي أجرته مجلة "إيكونوميست"
بالتعاون مع "يوغوف" في أواخر نيسان/ أبريل، ذكر 22 بالمئة من الناخبين
الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما أن التضخم هو القضية الأكثر أهمية
بالنسبة لهم. واعتبر 2 بالمئة أن السياسة الخارجية هي مصدر قلقهم الأكبر. (لم يسأل
الاستطلاع على وجه التحديد عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني).
وقالت كورال لين (20 عاما)، الطالبة في جامعة ديوك:
"أنا وأصدقائي، نحن جميعا قلقون للغاية بشأن الحرب في الشرق الأوسط، ونحن
نختلف مع أجندة إدارة بايدن هناك". وأوضحت أن لديها صديقا صوت "غير
ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي احتجاجا على هذه القضية.
وتابعت: "لكنني ما زلت أعرف الكثير من الأشخاص
الذين لديهم هذا الرأي وما زالوا يصوتون لبايدن"، مشيرة إلى أن مخاوفها بشأن
المناخ واعتقادها بأن ترامب يشكل تهديدا للديمقراطية دفعها إلى الاستمرار في دعم
بايدن.
قالت كلارا غيتي، 21 عاما، وهي طالبة في جامعة
فرجينيا ومؤيدة لبايدن، إنها رأت أوجه تشابه مع مشاكل ليندون جونسون في الانتخابات
التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 1968 أثناء مواجهته الغضب بشأن حرب فيتنام. وأضافت:
"لقد أحرز [ليندون جونسون] تقدما كبيرا في القضايا الداخلية، وأعتقد أنه كان
من الممكن أن يستفيد كثيرا من فترة ولاية ثانية. وأعتقد أن الكثير مشابه بالنسبة
لبايدن".
ومع ذلك، يرى آخرون أنه حتى لو لم يؤد الصراع في غزة
إلى نزوح جماعي للناخبين الشباب لصالح ترامب، فإنه قد يشكل مشاكل لبايدن إذا لم
يصوت الشباب.
قال كاميرون دريجرز، وهو طالب بجامعة فلوريدا يبلغ من
العمر 19 عاما وعضو مجلس الشباب في الحزب الديمقراطي بالولاية: "إنك تسمع من
الكثير من الأشخاص الذين أصبحوا لا مبالين بشكل متزايد بشأن التصويت لجو بايدن".
وأشار دريجرز، أحد منظمي حملة سحب الاستثمارات
الإسرائيلية في حرمه الجامعي، إلى أن بايدن لن يحتاج إلى الأصوات فحسب، بل إلى
منظمي الشباب للفوز في عام 2024، بما في ذلك العديد ممن أصبحوا ناشطين في سياسات
الاحتجاج حول غزة.
وقال: "إنه [بايدن] يواصل البصق في وجه المنظمين
الشباب في جميع أنحاء البلاد. إنه يثير غضب الأشخاص الذين أدلوا بأصواتهم بشكل خاص".
وفي بيان، أشارت ميا إهرنبرغ، المتحدثة باسم حملة
بايدن، إلى استثمارات الحملة في منظمي الحرم الجامعي ومجموعات الشباب، وعزمها على
"مواصلة الظهور والتواصل مع الناخبين الشباب بشأن القضايا التي تهمهم"،
بما في ذلك المناخ والتغيير وقوانين الأسلحة وقروض الطلاب.
أعلنت إدارة بايدن مؤخرا عن المزيد من التغييرات في
سداد القروض الطلابية ووجه بايدن إدارته للنظر في إعادة تصنيف الماريجوانا كمخدرات
أقل خطورة.
وقال دريجرز إنه دعم بايدن على نطاق واسع قبل غزو
غزة، مستشهدا بخطواته في تحرير سياسات الماريجوانا، ودعم حقوق العمال، وانسحاب
القوات الأمريكية من أفغانستان. لكن دعمه تعرض للاختبار في غزة.
وقال: "أدرك أن ترامب سيكون بالتأكيد أسوأ من
بايدن في كل هذه القضايا. ولكن في مرحلة معينة، كما تعلمون، يجب أن يكون هناك خط
محدد [لبايدن]. وأعتقد أنه قريب من تجاوز ذلك".