نشر موقع "
فيوتشريزم" تقريرا، قال فيه؛ إن شركة غوغل تعمل على إدخال ميزة جديدة للذكاء الاصطناعي في محرك البحث الرئيسي الخاص بها؛ فيما يشعر ناشرو الأخبار بالذعر، وذلك وفقا لشبكة "سي إن إن"؛ لأن ذلك يبدو إلى حد كبير بمنزلة ناقوس الموت لأي زيارات متبقية إلى المواقع الإعلامية.
ستقوم هذه الميزة الجديدة، المدعومة بنموذج Gemini AI من غوغل، بتلخيص الإجابات على استعلامات البحث كأفضل نتيجة للعديد من الاستعلامات، حسبما أعلن عملاق التكنولوجيا أمس، وأطلق على هذه الميزة AI Overviews.
على الرغم من أنه سيتم تضمين الروابط كجزء من الإجابات، إلا أنها تظهر أسفل الإجابة الموجزة التي تم إنشاؤها بواسطة
الذكاء الاصطناعي، والتي يبدو أنها ستقلل بشكل واضح من عدد المستخدمين الذين ينقرون فعليا لقراءة المصادر الأولية مثل الصحف والمجلات.
أي إنه من المحتمل أن يكون هذا حدثا لديه قابلية التسبّب بالانقراض كما حدث عندما اصطدم كويكب بالمكسيك قبل 66 مليون سنة، ينهي عهد ديناصورات
الصحافة.
وقالت دانييل كوفي، وهي الرئيس التنفيذي لتحالف الأخبار ووسائل الإعلام، لشبكة "سي إن إن": "سيكون هذا كارثيا على زيارات مواقعنا، حيث يتم تسويق هذه الميزة، بواسطة غوغل بأنها تلبي استفسارات المستخدمين بشكل أكبر، مما يترك حافزا أقل للنقر على الرابط حتى نتمكن من تحقيق الدخل من المحتوى الخاص بنا".
وفي السياق نفسه، كان تحالف الأخبار ووسائل الإعلام، وهو منظمة تجارية تمثل أكثر من 2200 ناشر أخبار، يدافع عن وسائل الإعلام وسط ازدهار الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2022، أصدر ورقة بيضاء حول أضرار غوغل لصناعة الأخبار.
وقالت كوفي لشبكة "سي إن إن"؛ "إن الزيارات القليلة التي نحصل عليها اليوم سوف تتضاءل بشكل أكبر، ومع وجود محرك بحث مهيمن يعزّز قوته السوقية، يتعين علينا مرة أخرى الالتزام بشروطهم. هذه المرة مع منتج يتنافس بشكل مباشر مع المحتوى الخاص بنا، ويستخدم المحتوى الخاص بنا لتغذيته؛ وهذا تطور ضار في "الابتكار".
من جانبها، تدّعي غوغل أن الأشخاص ينقرون على الروابط التي تظهر بعد ملخص عام تقدمه أداة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى نشر الثروة من خلال النقر على مجموعة واسعة من مواقع الويب.
إلى ذلك، أوضحت غوغل في إعلانها عن نشر الميزة، مطمئنة الناشرين: "بينما نقوم بتوسيع هذه التجربة، سوف نواصل التركيز على إرسال زيارات قيمة إلى الناشرين وصناع المحتوى".
لكن الدراسات الأولية حول استخدام غوغل للذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها، تشير إلى أن لديه القدرة على تقليل الزيارات لمواقع الويب بنسبة 25 في المئة، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
يمكن أن يؤدي ذلك إلى خسارة إيرادات بالمليارات، وفقا لمقابلة أجرتها وكالة "أسوشييتد برس" مع مارك ماكولوم، وهو كبير مسؤولي الابتكار في شركة Raptive الاستشارية لصناع المحتوى.
وقال ماكولوم، ملخصا المشكلة: "كانت العلاقة بين غوغل والناشرين تكافلية إلى حد كبير، ولكن عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، فإن ما حدث بشكل أساسي، هو أن شركات التكنولوجيا الكبرى أخذت هذا المحتوى الإبداعي، واستخدمته لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها".
وأضاف؛ "إننا نشهد الآن استخدام ذلك لأغراضهم التجارية الخاصة، فيما يمثل فعليا نقلا للثروة من الشركات الصغيرة المستقلة إلى شركات التكنولوجيا الكبرى".