أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنطوني
بلينكن٬ أمرا للحد وملاحقة كل المسربين داخل وزارته بشأن الحرب في غزة. وقال موقع "بوليتيكو" إن أمره وصل إلى كل قسم وزاوية في الوزارة.
وفي التقرير الذي أعده ألكسندر وورد٬ قال فيه إن بلينكن أصدر توجيهات لكبار المسؤولين في الوزارة لمكافحة
التسريبات المتعلقة بالدبلوماسية الأمريكية في
الحرب الإسرائيلية على غزة.
وجاء في التقرير أن بلينكن يبدو وبشكل واضح أنه "غاضب" من التقارير الإعلامية المتكررة، التي تستند على معلومات حساسة.
ووبخ بلنيكن المسؤولين بالقول إنه لم يتم تسريب معلومات سرية إلى الإعلام فقط، بل والمقترحات الجديدة حول وقف إطلاق النار وتأمين الإفراج عن الأسرى لدى حماس.
وقال إن التسريبات جعلت المحادثات الجارية شائكة وصعبة جدا٬ وأدت إلى تآكل الثقة داخل وزارة الخارجية بأن وثائق سرية وحوارات خاصة خلف الأبواب المغلقة لن تجد طريقها إلى مراسلين.
وفي اللقاء حث بلينكن من يتعاملون معه مباشرة٬ في المساعدة على وقف التسريبات وبخاصة المتعلقة منها بغزة، حسب ثلاثة مسؤولين في الوزارة.
وقال مسؤول آخر طلب عدم الكشف عن هويته، إن رسالة بلينكن تم تمريرها وبصرامة لكل أقسام الوزارة. كما لم يؤكد ماثيو ميلر، كبير المتحدثين باسم وزارة الخارجية تفاصيل النقاشات، لكنه قال في بيان:" كان وزير الخارجية واضحا بأن تسريب التفاصيل الحساسة عن المناقشات الدبلوماسية لا تدعم مصالح الولايات المتحدة وتعَقّد عليها مهمة التواصل في المشاورات الداخلية بشكل تغذي عملية صناعة القرار".
وتقول المجلة إن التحذيرات من وزير الخارجية هي علامة عن عدم الارتياح داخل إدارة بايدن من أن التيار المتدفق للتسريبات يُعقد عمل وزارة الخارجية، ويأتي في وقت استقال فيه بعض المسؤولين احتجاجا على سياسة إسرائيل في غزة.
وتؤكد أيضا حالة الإحباط بين فريق بايدن من أنهم وصلوا إلى طريق مسدود من أجل الإفراج عن الإسرائيليين من غزة٬ ومحاولة زيادة المساعدات الإنسانية لألاف الفلسطينيين هناك. وفي الوقت الذي ترفض فيه أي إدارة التسريبات غير الموافق عليها، إلا أن بلينكن الذي عمل لعقود مع الرئيس جو بايدن، يدافع وبشراسة عن مساحة القرار لرئيسه.
وعبر المسؤولون البارزون عن عدم ارتياحهم من رؤية تقارير تتحدث عن عدم موافقة مسؤولين في المستوى المتدني من الوزارة٬ من أن إسرائيل لا تستخدم الأسلحة التي تقدمها لها الولايات المتحدة بناء على القانون الدولي.
وأعلنت الوزارة في الأسبوع الماضي في تقرير للكونغرس عن وجود أدلة "معقولة" للافتراض أن إسرائيل لا تلتزم بالقانون، مع أن الوزارة لم تقدم تقييما رسميا.
وتؤكد المجلة أنه إلى جانب الدور الذي يلعبه بلينكن في مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، فهو له دور فاعل في جهود الولايات المتحدة في دفع عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل ووضع الفلسطينيين على طريق إنشاء الدولة الفلسطينية.
وكان مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان في المنطقة لدفع هذه الجهود وعرض اتفاقية دفاع مشتركة مع السعودية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن سوليفان وولي العهد السعودية محمد بن سلمان، ناقشا "المسودة النهائية تقريبا لاتفاق استراتيجي" و "راجعا عمل الطريق بشأن القضية الفلسطينية". ولكن العقبة الوحيدة هي الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تقاوم فكرة الدولة الفلسطينية مما يجعل من استحالة تحقيق الاتفاقية الأمريكية- السعودية.