طب وصحة

%70 من الأشخاص المصابين بالربو والانسداد الرئوي لا يتم تشخيصهم

تحدث الباحثون إلى أكثر من 38 ألف شخص يعانون من مثل هذه الأعراض في كندا- الأناضول
تشير التقديرات إلى أن ما بين 20 إلى 70% من الأشخاص المصابين بالربو أو مجموعة أخرى من الحالات التي تسمى مرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يسبب أعراضا مشابهة، لا يتم تشخيصهم.

وتحدث الباحثون إلى أكثر من 38 ألف شخص يعانون من مثل هذه الأعراض في كندا، ووجدوا في النهاية أكثر من 500 مريض إما يعانون من الربو غير المشخص أو مرض الانسداد الرئوي المزمن يمكنهم المشاركة في تجربتهم السريرية.

أحد هؤلاء كانت  جازمين هاين التي تلقت مكالمة هاتفية آلية من مستشفى أوتاوا في كندا، تسأل عما إذا كانت هي أو أي شخص في منزلها قد عانى من الصفير أو ضيق التنفس أو مشاكل التنفس الأخرى في الأشهر الأخيرة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، إن سؤال المستشفى لفت انتباه هاين، فقبل أسبوع واحد فقط، ذهبت في نزهة مع حماتها وطفلها الرضيع، لتشعر في نهاية المطاف وكأن صدرها يحترق.

قالت هاين: "أدركت أنني كنت أعاني من مشاكل في التنفس منذ صغري". عندما كانت طفلة، كان عليها في كثير من الأحيان أن تلتقط أنفاسها في أثناء دروس الصالة الرياضية. كشخص بالغ، اضطرت في كثير من الأحيان إلى التوقف مؤقتا بعد حمل الغسيل إلى أعلى الدرج. لذلك ضغطت السيدة هاين على الرقم "1" لتلقي مكالمة متابعة من ممرضة.

وبعد بضعة أشهر، وفي إطار دراسة أجراها باحثون في جامعة أوتاوا، قام طبيب بتشخيص إصابة السيدة هاين بالربو.

وطُلب من نصفهم تقريبا المتابعة مع مقدم الرعاية الأولية وتلقي الرعاية القياسية، مثل جهاز الاستنشاق سريع المفعول، لاستخدامه حسب الحاجة. أما النصف الآخر، فقد رأى أطباء أمراض الرئة الذين وصفوا في كثير من الأحيان أدوية أفضل وطويلة المفعول، وعملوا مع معلم قام بتعليم المريض كيفية استخدام جهاز الاستنشاق بشكل صحيح وتجنب المواد المسببة للحساسية، وقدموا الدعم للإقلاع عن التدخين، وقدموا استشارات حول التمارين الرياضية والوزن، وأكثر من ذلك. 

وقال الدكتور شون آرون، أخصائي الرئة في مستشفى أوتاوا والأستاذ بجامعة أوتاوا الذي قاد البحث، إن هذه الإجراءات يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض.

وتظهر نتائج الدراسة، التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة نيو إنغلاند الطبية، أن العثور على أشخاص يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والحصول على الرعاية لهم يمكن أن يؤتي ثماره. 

وقال الدكتور آرون إن الأشخاص الذين "حصلوا على رعاية من الدرجة الأولى حصلوا على نتائج أفضل بكثير من المجموعة التي حصلت فقط على الرعاية المعتادة من قبل طبيب الأسرة"، بما في ذلك زيارات طوارئ أقل بسبب تفاقم الحالة في العام التالي للتشخيص. لكن كلتا المجموعتين شهدت تحسنا في التنفس ونوعية الحياة، ما يشير إلى أن التشخيص وحتى الحد الأدنى من العلاج يمكن أن يحدثا فرقا.

قالت الدكتورة سونالي بوس، أخصائية أمراض الرئة في معهد ماونت سيناي الوطني اليهودي للصحة التنفسية، إن الأمراض يمكن أن تبدو مختلفة من شخص لآخر.

وأكدت الدكتورة بوس أن الأشخاص المصابين بالربو يمكن أن يظلوا من دون أعراض لعدة أشهر، حتى يصبحوا في "حالة مثالية لظهور الأعراض"، كما هو الحال عندما تتسبب مسببات الحساسية مثل حبوب لقاح الأشجار أو التهاب مجرى الهواء بعد نزلات البرد في حدوث تفاقم. 

وقد يشعر آخرون بضيق في الصدر بعد ممارسة التمارين الرياضية، أو يعانون من السعال أو الصفير كل مساء.

من ناحية أخرى، يظهر مرض الانسداد الرئوي المزمن (C.O.P.D.) بمرور الوقت، حيث تصاب الرئتان بشكل تدريجي بسبب التعرض للمهيجات. يعدّ التدخين وتلوث الهواء من أكثر الأسباب شيوعا. تشبه الأعراض تلك التي يسببها الربو، ولكنها يمكن أن تختلف أيضا على مدار يوم أو أسبوع أو حسب الموسم.

وهذا يجعل من الصعب التعرف على المرض، فقد لا يركز العديد من المرضى على شكاوى الجهاز التنفسي التي ترتفع فقط في بعض الأحيان، وقد ينسب الأطباء الأعراض لأسباب أخرى، مثل الحساسية. 

وإذا بدأت الأعراض تتداخل مع حياتك اليومية، فمن المهم إخبار الطبيب، واذكر ما إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالربو أو الحساسية أو الأكزيما، أو إذا كنت تعاني بنفسك من الحساسية أو الأكزيما. وترتبط هذه العوامل بزيادة خطر الإصابة بأمراض مجرى الهواء.