طالبت منظمة
العفو الدولية "أمنستي"، الخميس، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالتحرك على جناح السرعة لمنع وقوع أعمال وحشية جماعية في مدينة
الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، في ظل تصاعد حدة المعارك المتجددة بين الجيش
السوداني وقوات
الدعم السريع، وسط تحذيرات أممية من خطورة الوضع على المدنيين هناك.
وقال مدير المكتب الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في منظمة العفو الدولية، تيغيري شاغوتان، إن السودانيين "يجدون أنفسهم عالقين في خضم أعمال العنف المتصاعدة التي تشهدها مدينة الفاشر بالسودان".
وأضاف في بيان نشر عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمنظمة، أنه "يجب على المجتمع الدولي، بما فيه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، التحرك على نحو طارئ لمنع وقوع أعمال وحشية، سواء في الفاشر أو في القرى المحيطة بها، من أجل حماية المدنيين وضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات".
وأوضح شاغوتان، أن "مئات الآلاف من النازحين داخليًا الذين لاذوا بالفرار، في بادئ الأمر، من أعمال العنف التي وقعت في مناطق أخرى بدارفور، يقيمون في الفاشر"، مشيرا إلى أن "النزاع يسفر عن خسائر فادحة بين صفوف المدنيين. فقد وردت أنباء حول قصف مناطق سكنية، تضمنت مخيم أبو شوك للنازحين داخليا، ما ألحق إصابات بالمدنيين، مع عدم قدرة الكثير منهم على الفرار".
وشدد على أن منظمة العفو الدولية "تطالب جميع أطراف النزاع بوقف جميع الهجمات العشوائية والتي تشن عمدا على المدنيين. كما يجب عليهم السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل آمن، وأن يضمنوا المرور الآمن للمدنيين الذين يحاولون الفرار من العنف في المدينة".
يأتي ذلك في ظل تصاعد حدة المعارك المتجددة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب السودان، وسط تحذيرات أممية من خطورة المواجهات المحتدمة على المدنيين.
وقال مكتب الأمم المتحد لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه لا يزال يدق ناقوس الخطر بشأن تأثير الاشتباكات المستمرة في الفاشر، حيث يواجه مئات الآلاف من المدنيين وضعا إنسانيا سيئا على نحو متزايد.
وأضاف في بيان صحفي أن "أجزاء كثيرة من المدينة بدون كهرباء أو ماء، تعاني نسبة متزايدة من السكان من محدودية فرص الحصول على الضروريات الأساسية والخدمات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية".
وأوضح المكتب أنه تلقى تقارير مثيرة للقلق بشأن تأثر المرافق الطبية ومخيمات النازحين والبنية التحتية المدنية الحيوية في المدينة جراء الأعمال العدائية.
ووفقا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، فإن المواجهات المحتدمة بين طرفي الصراع تسببت من نيسان/ أبريل الماضي، في نزوح نحو 58 ألف شخص من مدينة الفاشر، التي تعد الملاذ الأخير لضحايا الحروب في الإقليم المضطرب.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور وأكبر مدنها، وهي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمسة الأخرى (شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب دارفور، شرق دارفور، وسط دارفور) التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع في نزاعها المسلح ضد الجيش، بحسب وكالة الأناضول.
ومنذ نيسان/ أبريل 2023، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما تسبب في مقتل أكثر من 13 ألف شخص ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أطلق الجيش السوداني مهمة عسكرية للقضاء على "الدعم السريع"، بعدما فشلت مفاوضات بينهما رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية، بإحراز اختراق يقود إلى وقف الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.
ولم تنجح مساع أفريقية تقودها "الهيئة الحكومية للتنمية شرق أفريقيا" (إيغاد)، بالجمع بين البرهان و"حميدتي"، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، وفقا لوكالة الأناضول.