قام رئيس الجمهورية التركي رجب طيب
أردوغان، أمس الثلاثاء، بزيارة للمقر الرئيسي
لحزب
الشعب الجمهوري المعارض في العاصمة التركية أنقرة. وجاءت هذه الزيارة ضمن
محاولات تخفيف التوتر في المعترك السياسي التركي، وتطبيع العلاقات بين
الأحزاب
المؤيدة للحكومة والمعارضة لها، وردا على الزيارة التي قام بها رئيس حزب الشعب
الجمهوري أوزغور أوزل، لحزب
العدالة والتنمية في ذات الإطار.
وذكر المتحدث
باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشليك، أن الزعيمين تحدثا خلال الزيارة التي استمرت
حوالي ساعة ونصف الساعة، حول الحاجة إلى صياغة دستور جديد، والوضع الاقتصادي في
البلاد، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب، وتبني موقف مشترك في البرلمان من العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة.
نتائج الانتخابات
البرلمانية والرئاسية التي أجريت العام الماضي، هزت أحزاب المعارضة، وبدأت رياح
التغيير تهب في صفوفها. وكان مرشح تحالف "الطاولة السداسية" للانتخابات
الرئاسية، كمال كليتشدار أوغلو، هو أول ضحية للهزيمة الانتخابية. وبعد إسقاطه من
رئاسة حزب الشعب الجمهوري لم يفقد كليتشدار أوغلو آماله في العودة إلى منصبه، إلا
أن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي حل فيها الحزب بقيادته الجديدة في
المرتبة الأولى، وجّهت لتلك الآمال ضربة قوية، ليصبح احتمال عودة كليتشدار أوغلو
إلى رئاسة حزب الشعب الجمهوري ضئيلا للغاية.
نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت العام الماضي، هزت أحزاب المعارضة، وبدأت رياح التغيير تهب في صفوفها. وكان مرشح تحالف "الطاولة السداسية" للانتخابات الرئاسية، كمال كليتشدار أوغلو، هو أول ضحية للهزيمة الانتخابية
أوزغور أوزل
يتبنى سياسة خفض التوتر في العلاقات بين الحكومة والمعارضة، بخلاف سلفه كمال
كليتشدار أوغلو الذي كان يفضل التصعيد. وبفضل هذه السياسة، قد يترك أوزل بصماته في
الساحة السياسية التركية، وتكون مدة رئاسته لحزب الشعب الجمهوري أطول مما يتوقع،
إن نجح في إدارة ملف علاقاته مع رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
الحزب الجيد
برئاسة ميرال أكشينار هو الآخر اهتزّ في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
بالإضافة إلى ذلك، لم يستطع أن يستعيد ثقة الناخبين في الانتخابات المحلية التي
خاضها دون التحالف مع أي حزب آخر، بل تلقى ضربة قاسية وتراجعت شعبيته إلى 3,7 في المائة
بعد أن كانت 9,96 في المائة في أول انتخابات برلمانية خاضها عام 2018، الأمر الذي
دفع أكشينار إلى ترك رئاسة الحزب.
أردوغان استقبل أكشينار
قبل أيام في المجمع الرئاسي، بناء على طلب الأخيرة. وفاجأت الزيارة الرأي العام
والحزب الجيد الذي أكد أنه لم يكن على علم بها، كما انزعج المدافعون عن سياسة
التصعيد ضد رئيس الجمهورية، من اللقاء الذي جمع رئيسة الحزب الجيد السابقة مع
أردوغان، في ظل أنباء تشير إلى استعداد أكشينار لفتح مكتب في أنقرة لمواصلة جهودها
السياسية.
المقربون من أكشينار
يؤكدون أنها تركت رئاسة الحزب الجيد، ولكنها لم تترك ممارسة السياسة، ومن المتوقع
أن تلعب أكشينار دورا في صياغة دستور جديد، وإجراء حوار بين الحكومة والمعارضة،
نظرا لخبراتها في السياسة، كما أن كلمتها ما زالت مسموعة في الحزب الجيد الذي
أسسته، وتولت رئاسته حتى أواخر نيسان/ أبريل الماضي.
حزب السعادة،
برئاسة تمل كارا موللا أوغلو، سيختار رئيسه الجديد في مؤتمره العام في 30 حزيران/
يونيو. وحصل الحزب على 10 مقاعد في البرلمان التركي بفضل تحالفه مع حزب الشعب
الجمهوري، إلا أن شعبيته تراجعت في الانتخابات المحلية إلى 1,09 في المائة. وأعلن
كارا موللا أوغلو البالغ من العمر 84 عاما، أنه لن يترشح لرئاسة الحزب مرة أخرى.
وهناك مرشحون محتملون، إلا أن المتوقع أن يفوز المرشح الذي سيشير إليه رئيس الحزب
بعد العيد.
الأحزاب الثلاثة
الأخرى في تحالف الطاولة السداسية، وهي حزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، وحزب
الديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان، والحزب الديمقراطي برئاسة غولتكين
أويصال، لا يتوقع فيها أي تغيير يذكر، لأنها أحزاب مبنية بالدرجة الأولى على شخصية
رؤسائها.
وحصل حزب
المستقبل على 0,07 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية، إلا أن
داود أوغلو يرى أن الحزب هو المسؤول عن نتائج الانتخابات، وأن شعبيته هو أكبر من
تلك النسبة المتدنية التي حصل عليها الحزب في 31 آذار/ مارس، وأنه سيترشح لرئاسة الجمهورية في
الانتخابات القادمة.
الزيارات واللقاءات الأخيرة التي تشهدها الساحة السياسية التركية، تشير إلى أن أردوغان يفضل الحوار والتفاوض مع الأحزاب الكبيرة، بدلا من تقديم الأحزاب الصغيرة تنازلات لا تستحقها
الأحزاب الصغيرة
في السياسة التركية بحاجة إلى تحالف مع الأحزاب الكبيرة لتحقيق مكاسب في الانتخابات.
وبهدف تعزيز علاقات حزب المستقبل مع الأحزاب الأخرى، قام داود أوغلو بزيارة إمام
أوغلو في بلدية إسطنبول، وفاتح أربكان، في المقر الرئيسي لحزب الرفاه الجديد.
ويسعى داود أوغلو إلى ضمان استمرار تحالفه مع حزب الشعب الجمهوري من جهة، ويبحث عن
تحالفات بديلة من جهة أخرى.
الزيارات
واللقاءات الأخيرة التي تشهدها الساحة السياسية التركية، تشير إلى أن أردوغان يفضل
الحوار والتفاوض مع الأحزاب الكبيرة، بدلا من تقديم الأحزاب الصغيرة تنازلات لا
تستحقها. ويقول رئيس حزب الرفاه الجديد فاتح أربكان، إنه مستعد للقاء مع الأحزاب
الأخرى، سواء كانت مؤيدة للحكومة أو معارضة لها، لإبداء آرائه، إلا أنه يُستبعد أن
يلتفت إليه أردوغان بعد انشقاق حزب الرفاه الجديد عن تحالف الجمهور وضمه كل منشق عن
حزب العدالة والتنمية إلى صفوفه.
هناك محاولات
لتشكيل تحالف يضم حزب السعادة وحزب المستقبل وحزب الديمقراطية والتقدم، بالإضافة
إلى حزب الرفاه الجديد، إلا أن هذا النوع من التحالف شبه مستحيل في الظروف الراهنة،
نظرا لتضارب طموحات قادة تلك الأحزاب. كما أن حزب الرفاه الجديد الذي حصل في
الانتخابات المحلية على 6,19 في
المائة، يرى أن شعبيته اقتربت الآن من الحاجز الانتخابي (7 في المائة)، وبالتالي، ليس بحاجة إلى التحالف مع أي حزب آخر، وأن فاتح
أربكان هو مرشحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة.
x.com/ismail_yasa