حذر مبعوث الولايات المتحدة الخاص بالسودان توم بيرييلو، من إمكانية سقوط
الفاشر بولاية شمال دارفور غرب البلاد في أيدي قوات
الدعم السريع في وقت قريب، في حين استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مقتل أطفال في المدينة الأخيرة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في المنطقة.
وقال المبعوث الأمريكي، الأربعاء، إن "البعض في قوات الدعم السريع يعتقد أن السيطرة على الفاشر ستساعدهم في تأسيس دولة انفصالية في إقليم دارفور".
وأضاف في حديثه لـ"بي بي سي"، أن الولايات المتحدة لن تعترف بدارفور كدولة مستقلة "تحت أي ظرف"، داعيا إلى وقف إطلاق النار في المدينة التي تشهد اشتباكات عنيفة بين طرفي النزاع.
وأشار إلى أنه "في حال كان هنا أي شخص في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يعتقد أن الاستيلاء على الفاشر يعني بطريقة أو بأخرى أنه سيكون له الحق في السيطرة على ولاية دارفور، فيجب عليه أن يتحرر من هذه الأسطورة"، مشددا على أن "الاستيلاء على الفاشر، لا يعني السيطرة على دارفور"، وفقا لـ"بي بي سي".
وحول تفاقم المأساة الإنسانية بسبب الصراع، فقد ذكر المبعوث الأمريكي أن "هناك ما يزيد على المليون شخص بريء يتضورون جوعاً بسبب حصار قوات الدعم السريع. وقد أدت التفجيرات إلى مقتل أشخاص داخل المستشفيات".
وقال: "إننا نرى 45 ألف امرأة حامل لا يحصلن على رعاية حقيقية قبل الولادة فحسب، بل ليس حتى لديهن وجبات يومية كافية من أجل حمل صحي"، مضيفا أنه "بقدر سوء الأوضاع، فمن الممكن أن تتجه الأمور إلى الأسوأ في أي يوم إذا سقطت الفاشر، ليس فقط بسبب الفظائع التي قد تؤدي إليها المعارك، ولكن بسبب فرار الناس"، وفقا لـ"بي بي سي".
مقتل 6 أطفال
وفي سياق متصل، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن استنكارها مقتل 6 أطفال على الأقل وإصابة آخرين في مدينة الفاشر منذ السابع من حزيران/ يونيو الجاري".
وأشارت إلى أن "الآلاف من الأطفال، بمن فيهم من يعيشون في مخيمات نزوح كبيرة، أصبحوا محاصرين وسط قتال متزايد وغير قادرين على الوصول إلى بر الأمان"، بحسب وكالة الأناضول.
ودعت المنظمة الدولية، جميع أطراف الصراع إلى "تهدئة الوضع على الفور، والسماح بالحركة الآمنة والطوعية للمدنيين، وضمان حمايتهم، بما في ذلك الأطفال والنساء والأعيان المدنية".
والأربعاء، حذرت منظمة الصحة العالمية، من "خطر حقيقي للغاية" لمجاعة جماعية في العديد من مناطق
السودان جراء الصراع المتواصل بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرة إلى تدهور النظام الصحي وخروج معظم المستشفيات عن العمل في الولايات المتضررة من النزاع.
يأتي ذلك في ظل احتدام المعارك المتواصلة منذ الشهر المنصرم، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وأكبر مدنها، وذلك رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.
ومنذ نيسان/ أبريل 2023، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما تسبب في مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أطلق الجيش السوداني مهمة عسكرية للقضاء على "الدعم السريع"، بعدما فشلت مفاوضات بينهما رعتها السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية، بإحراز اختراق يقود إلى وقف الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.
ولم تنجح مساع أفريقية تقودها "الهيئة الحكومية للتنمية شرق أفريقيا" (إيغاد)، بالجمع بين البرهان و"حميدتي"، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، وفقا لوكالة الأناضول.