جاء تحذير أمين عام
حزب الله السيد حسن نصر الله للحكومة
القبرصية من فتح
مطاراتها وقواعدها لإسرائيل بالحرب، والمستند إلى معلومات عن إجراء
إسرائيل
مناورات في مناطق ومطارات قبرصية، والتأكيد بأنها إن فعلت ذلك فإنها ستصبح جزءا من
الحرب، كدافع لتقييم دور قبرص في المنطقة، لتطفو الجزيرة الصغيرة التي تعد الثالثة
بالمساحة بين جزر البحر المتوسط على المشهد العسكري والسياسي حاليا.
فرغم مساحتها البالغة 9251 كيلومترا مربعا والتي تجيء بالمركز 169 بين دول
العالم، وعدد سكانها الذي يدور حول المليون نسمة والذي يحتل المركز 158 دوليا،
وصادرتها السلعية في العام الماضي البالغة 4.453 مليار دولار لتحتل المركز 126
دوليا، إلا أن موقعها الجغرافي في شرق المتوسط كحاجز بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا،
وقربها الجغرافي من كل من تركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا، يزيد من أهميتها
الاستراتيجية في الحرب الدائرة في غزة وفي الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله.
ونظرا لوجود قاعدتين عسكرتين لبريطانيا في قبرص منذ عام 1960، هما أكروتيري
وديكيليا، فقد تم استخدام القاعدتين في أعمال حربية خلال العقود الماضية، سواء من
خلال استخدام الولايات المتحدة لقاعدة أكروتيري الخاصة بسلاح الجو البريطاني في منتصف
الثمانينات من القرن الماضي لتنفيذ هجمات ضد ليبيا، أو استخدمها من قبل القوات
الأمريكية عام 2010 للقيام بعمليات استطلاع جوى فوق سماء لبنان لجمع معلومات عن
حزب الله، إلى جانب استخدامها في عمليات حربية في العراق ضد داعش.
موقعها الجغرافي في شرق المتوسط كحاجز بين دول الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، وقربها الجغرافي من كل من تركيا وسوريا ولبنان وإسرائيل وليبيا، يزيد من أهميتها الاستراتيجية في الحرب الدائرة في غزة وفي الحرب المتوقعة بين إسرائيل وحزب الله
وخلال الحرب الحالية على غزة استخدمتها طائرات التجسس للقيام بعشرات الطلعات
فوق غزة لتوفير معلومات استخباراتية لإسرائيل، كما تم استخدامها في الغارات
البريطانية على الحوثيين خلال العام الحالي، وفي التصدي للطائرات الإيرانية التي
هاجمت إسرائيل من قبل القوات البريطانية.
مناورات عسكرية مع إسرائيل منذ 2017
وفيما يخص العلاقات العسكرية بين قبرص وإسرائيل، فمنذ عام 2017 جرت سلسلة
مناورات عسكرية، بين قبرص وإسرائيل بمشاركة 500 من الكوماندوز والطيارين المقاتلين،
للتهيئة لخوض معارك خارج إسرائيل، وبرر الجانب الإسرائيلي اختيار قبرص لإجراء تلك
المناورات العسكرية في قبرص، بأن الطبيعة الطبوغرافية لقبرص تشبه مناطق تواجد حزب
الله بلبنان وحركة حماس في غزة، وأن الأمر يتخطى المناورات الميدانية بوجود
اتفاقيات ثنائية للعمل في حالات الطوارئ.
وتزايد التعاون العسكري الإسرائيلي مع كل من اليونان وقبرص، عقب تدهور
علاقة إسرائيل مع تركيا عام 2010 بعد حادث السفينة مافي مرمرة، التي كانت تحمل
مساعدات لغزة وهاجمتها القوات الإسرائيلية حينذاك وقتلت بعض ركابها، ورغم المصالحة
بين تركيا وإسرائيل عام 2016، فقد استمر التعاون العسكري بين إسرائيل وكل من
اليونان وقبرص، حيث عُقد اجتماع ثلاثي لزعماء الدول الثلاثة عام 2016 لإيجاد كيان
جو- سياسي جديد في شرق المتوسط؛ من ضمن أهدافه غير المعلنة مواجهة تركيا.
وهناك اتفاقية تعاون عسكري بين قبرص وإسرائيل منذ آذار/ مارس 2023، لإقامة
العديد من الفعاليات الثنائية، بما فيها التدريبات المشتركة بين الحرس الوطني القبرصي
والقوات الإسرائيلية، كما تم التوقيع العام الماضي على برنامج تعاون ثلاثي بين
القوات المسلحة لكل من قبرص واليونان وإسرائيل، لتعزيز دور الأطراف الثلاثة في منطقة
شرق المتوسط وما وراءها.
أجرت إسرائيل مناورات بحرية واسعة النطاق شهدت إبحار عدة سفن إسرائيلية إلى قبرص، وتدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص للاستفادة من تشابه التضاريس الصخرية لقبرص مع التضاريس في لبنان، كما ذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بمبرر حماية وارداتها من البضائع في حالة استهداف ميناء حيفا. وخلال حرب غزة الحالية استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية المجال الجوي القبرصي، لإجراء تدريب
وخلال العام الماضي أجرت إسرائيل مناورات بحرية واسعة النطاق شهدت إبحار
عدة سفن إسرائيلية إلى قبرص، وتدريبات للقوات الخاصة الإسرائيلية في قبرص للاستفادة
من تشابه التضاريس الصخرية لقبرص مع التضاريس في لبنان، كما ذكرت إحدى الصحف الإسرائيلية
أن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص بمبرر حماية وارداتها من البضائع في
حالة استهداف ميناء حيفا. وخلال حرب غزة الحالية استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية
المجال الجوي القبرصي، لإجراء تدريب يحاكي سيناريو هجوم إيراني على إسرائيل.
إسرائيل الشريك التجاري الثامن
أما عن العلاقات العسكرية بين قبرص والولايات المتحدة، فقد أنهى الكونجرس
الأمريكى عام 2019 حظرا استمر منذ عام 1987 لبيع الأسلحة الأمريكة لقبرص، رغم
اعتراض تركيا على ذلك، كما شجع المسؤولون الأمريكان التقارب بين إسرائيل وكل من
اليونان وقبرص، وتم إجراء تدريبات عسكرية مشتركة للمرة الأولى عام 2020، وعبّر وزير
الخارجية الأمريكي بلينكن عن تلك العلاقة عقب اجتماعه بوزير الخارجية القبرصى
مؤخرا، بأن قبرص أصبحت لاعبا مهما في المنطقة وبرزت كمركز للقوات الخاصة الأمريكية،
مع إجراء تدريب مشترك بين أمريكا وقبرص هذا العام.
وهكذا فإن قبرص منخرطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على غزة،
ويعزز ذلك سعيها لإيجاد حلفاء على خلاف مع تركيا التي تتواجد لها قوات عسكرية منذ
عام 1974 في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي اعترضت كذلك على قيام قبرص بالبحث عن
الغاز في منطقة اعتبرتها تركيا ضمن الحدود الإقليمية لها، كذلك سعيها كدولة عضو في
الاتحاد الأوروبي للتماهي مع مواقف الدول الرئيسية بالاتحاد المساندة لإسرائيل،
مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، خاصة وأنها بحاجة لمساندة الاتحاد الأوروبي إذا
تعرضت لأية أزمة مالية، حيث تعانى قبرص من ارتفاع نسبة الدين الحكومى للناتج
المحلى الإجمالى منذ الأزمة المالية التي تعرضت لها عام 2013 وحتى الآن، حيث بلغ
الدين الخارجي لقبرص بنهاية العام الماضي 189.7 مليار دولار، بينما بلغت قيمة احتياطيات
النقد الأجنبي لديها 1.271 مليار دولار في بداية آذار/ مارس الماضي، كما يعاني الاقتصاد
القبرصي من عجز دائم طوال الأعوام العشرين الأخيرة، في حساب المعاملات الجارية، نظرا
للعجز التجاري السلعي المزمن فيها، وكذلك العجز في ميزان الدخل الأولى والثانوي.
وكان البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولى قد تعاونوا
معا لتقديم حزمة إنقاذ بقيمة 10 مليارات يورو للتغلب على الأزمة المالية القبرصية في
آذار/ مارس 2013.
قبرص منخرطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على غزة، ويعزز ذلك سعيها لإيجاد حلفاء على خلاف مع تركيا التي تتواجد لها قوات عسكرية منذ عام 1974 في الجزء الشمالي من الجزيرة، والتي اعترضت كذلك على قيام قبرص بالبحث عن الغاز في منطقة اعتبرتها تركيا ضمن الحدود الإقليمية لها، كذلك سعيها كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي للتماهي مع مواقف الدول الرئيسية بالاتحاد المساندة لإسرائيل
كذلك تحتفظ قبرص بعلاقات تجارية جيدة مع إسرائيل، ففي العام الماضي كانت إسرائيل
الشريك الثامن في التجارة الخارجية القبرصية، نظرا لاحتلال إسرائيل المركز السابع في
الواردات القبرصية، وخلال السنوات الخمس والعشرين الماضية حققت إسرائيل فائضا
تجاريا مع قبرص، حيث ظلت الواردات من إسرائيل تمثل مركزا متقدما في الواردات
القبرصية، وفسر خبراء ذلك باستيراد قبرص سلعا إسرائيلية ثم إعادة تعبئتها وتصديرها،
لتفادي الحظر الذي تفرضه بعض الدول العربية على المنتجات الإسرائيلية، وربط هؤلاء
بين ذلك واحتلال ليبيا المركز الأول في الصادرات القبرصية في العام الماضي تليها
لبنان في المركز الثاني.
وإلى جانب التجارة السلعية، فهناك تعاون في التجارة الخدمية خاصة السياحة،
حيث جاءت إسرائيل في المركز الثاني بين دول السياحة الواصلة لقبرص عام 2022، كما
توجد استثمارات عقارية إسرائيلية لرجال أعمال في قبرص، إلى جانب التعاون في اكتشاف
النفط والغاز الطبيعي ودراسة إقامة خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى قبرص،
ومنها إلى أوروبا عبر اليونان، لتعويض أوروبا جزئيا عن نقص الغاز الروسي إليها.
x.com/mamdouh_alwaly