قدم خبير عسكري 4 سيناريوهات لما سيؤول إليه التوتر والتصعيد على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، مرجحا أن يلجأ الاحتلال إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية، حال تعرض لخطر وجودي.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى مرحلة من الإجرام يمكن معها أن يستخدم أسلحة نووية تكتيكية محدودة التأثير، مستغلا الغطاء الأمريكي العسكري والسياسي.
ورجح الصمادي أن يُحل التوتر والتصعيد بين
حزب الله ودولة الاحتلال سياسيا، على اعتبار أن جميع الأطراف لا تريد حربا شاملة يمكن أن تخسر معها الكثير، خصوصا أن جيش الاحتلال يعيش حالة استنزاف وإنهاك كبيرة، على ضوء استمرار
الحرب في غزة.
تاليا نص المقابلة مع الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي:
ما هي سيناريوهات المواجهة بين حزب الله والاحتلال؟
إذا صدق الاحتلال في تهديده، فيجب أن نعلم أن هناك أربعة اتجاهات محتملة الآن لما يجري في جنوب
لبنان، ولن تخرج هذه عن أربعة احتمالات، الأول أن تبقى الأمور على ما هي عليه حاليا.
وثانيا: أن يكون هناك ضغط من الدول الفاعلة مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وإيران على أن يكون هناك تسوية سياسية، وفرض واقع سياسي، أو إعادة ترسيم الحدود والتوصل إلى حل، حيث أن الولايات المتحدة لا ترغب أن تكون هناك حرب لأنها تدرك تماما بأنها ستكون مدمرة على إسرائيل، وكذلك إيران لا تريد أن تخسر ذراعها في المنطقة.
الاحتمال الثالث: أن يكون هناك حرب شاملة، وقد تكون محدودة جدا، والسبب أن الجيش الإسرائيلي منهك ومرهق. وتعرض لخسائر كبيرة جدا. وقد تبدأ الحرب من "إسرائيل" لكن ربما لا تستطيع هي أو الولايات المتحدة السيطرة على مآلات هذه الحرب ولن تكون قادرة على إنهائها.
هل يستخدم الاحتلال سلاحا نوويا؟
الاتجاه الرابع في سيناريوهات الحرب، يتمثل في استخدام سلاح لم يتم استخدامه سابقا، وهذا ما هدد به، نتنياهو، وهذا السلاح باعتقادي قد يكون استخدام قنابل نووية تكتيكية، إذا كان هناك خطر وجودي على "إسرائيل".
ماذا يملك حزب الله؟
حزب الله يمتلك تقريبا ما قد يصل إلى مليون بين صاروخ ضد الدبابات وصاروخ ضد الطائرات والقذائف، ما يعني أن حزب الله إذا تعرض لضربة ممكن أن يكون مؤثرا على إسرائيل، بالإضافة إلى أن جبهة الجولان شبه جاهزة.
وإضافة إلى هذا كله، فإن حلفاء الحزب موجودون في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقد تمتد الحرب ويصبح من الصعب السيطرة عليها، وهذا يعني أن هناك خسائر قد تلحق أضرارا كبيرة جدا ومؤثرة على إسرائيل وقد يلجأ نتنياهو لاستخدام ما يسمى بالقنبلة النووية التكتيكية.
ما هي القنبلة النووية التكتيكية؟
سلاح نووي صغير العيار قادر على أن يحدث تدميرا في منطقة جغرافية، وعلى سبيل المثال، قد يتم إلقاء قم نووية تكتيكية على بيروت والضاحية الجنوبية، وستكون هناك خسائر بمئات الألوف وتدمير عنيف.
هذه القنابل آثارها محدودة بمنطقة جغرافية معينة، وآثارها على سبيل المثال قد تمتد فقط إلى مئة كيلو متر مربع.
هل الوضع يسمح لـ"إسرائيل" بأن تقوم بذلك؟
نعم، إسرائيل حجم الإجرام والقتل والأعمال البربرية التي نفذتها في قطاع غزة، يهيئ المستوى والمجتمع الدولي أن تقوم بمثل هكذا عدوان، المجتمع الإسرائيلي مجتمع دموي مسموم ومتعطش للدماء، والحكومة المتطرفة يقف على رأسها مجموعة من المجرمين.
هذا السلاح له عدة أغراض، أولا استراتيجية، فإسرائيل تفضل الحروب السريعة، ولا تريد أن تعرض لاستهداف طويل الأمد، وهذا يحقق لها أمرين، نظرية الردع، فحين تستخدم سلاحا نوويا هي تعيد نظرية الردع في المنطقة كاملة، في المقابل تعلم أن سقف الرد العالمي سيكون الاحتجاج والشجب، وممكن أن تصل القصة إلى مجلس الأمن الدولي، وهنا ستقوم واشنطن باستخدام حق النقض.
هل للحل السياسي والدبلوماسي مكان وسط التصعيد الحالي؟
على الأرجح سيكون هناك عملية تسوية سياسية، وفرض واقع سياسي جديد بضغط من الدول الفاعلة التي هي الولايات المتحدة وفرنسا وإيران على أن يتم سحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وإن حصلت عملية عسكرية ستكون عملية محدودة.