قال المفوض العام للهيئة العليا لعشائر وعائلات
غزة، عاكف المصري، إن "كل
محاولات الاحتلال
الإسرائيلي اختراق العشائر باءت بالفشل، وقد أراد منها
الاحتلال خلق أجسام بديلة لحركة
حماس في غزة"، مُشدّدا على أن "محاولات
الاحتلال في الضغط على العائلات والعشائر -وخاصة في شمال غرة- لم تتوقف حتى الآن؛
حيث اُستشهد عدد من رموز العشائر ومخاتير العائلات، وأيضا تم استهداف أبنائهم
وبيوتهم وممتلكاتهم، جراء رفضهم مخططات الاحتلال".
وأكد المصري، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "العشائر
والعائلات رفضت بشكل قاطع أي تواصل مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت عن حرمة
التواصل مع الاحتلال بكل الأشكال، بما فيها استلام المساعدات الإنسانية من
الاحتلال في الوقت الذي يعيش فيه أبناؤنا في غزة مجاعة قاتلة وغير مسبوقة، لا
سيما أن الاحتلال يسعى لجعل غزة منطقة غير قابلة للحياة من أجل تنفيذ مخطط التهجير
وتصفية القضية الفلسطينية".
وحول اعتراف
نتنياهو قبل أيام بأن خطتهم لمنح عائلات وعشائر فلسطينية في
غزة السيطرة على القطاع فشلت، قال المصري: "رئيس وزراء الاحتلال أعلن فشله أمام
العشائر بعد تمسك العشائر بموقفها الوطني والمسؤول، خاصة أنه فشل فشلا ذريعا في
اختراق العشائر بعدما التزمت جميع العائلات والعشائر بالقرار الوطني العام الذي
اتخذته قيادة مكونات العشائر في قطاع غزة".
واستطرد قائلا: "نتنياهو أراد خلق الفتنة والفوضى في المجتمع
الفلسطيني من خلال تصريحاته وتواصل أجهزته مع العشائر في غزة على أمل إيجاد قوى
بديلة للفصائل الفلسطينية، لكنه فشل فشلا ذريعا في ذلك"، مضيفا أنه "مهما
ارتكب الاحتلال من مجازر بحق أبناء شعبنا فإنه لن يستطيع كسر الإرادة الفلسطينية؛
فلدينا الوعي الكافي لإفشال كل مخططاتهم الخبيثة".
وكان نتنياهو اعترف مؤخرا بأن خطتهم لمنح عائلات وعشائر فلسطينية في غزة
السيطرة على القطاع فشلت، قائلا إنهم يعملون على خطة أخرى لم يتم الكشف عنها.
وأشار المصري إلى أن "العشائر في غزة لا تسعى مطلقا إلى أي سلطة أو أي
حكم في قطاع غزة، ولن تقبل بأن تكون بديلا عن أي جهة سياسية فلسطينية، ونحن نؤكد
مرارا وتكرارا أن العشائر رديف كفاحي لكل قوى الشعب الفلسطيني، ولم ولن تقبل بأي
تعاون مع الاحتلال ومقترحاته الخبيثة والمرفوضة جملة وتفصيلا".
وأوضح المفوض العام للهيئة العليا لعشائر وعائلات غزة، أن "مهمة
العشائر الأساسية في قطاع غزة تتمثل في الحفاظ على السلم الأهلي والنسيج المجتمعي،
وهي الحاضنة الشعبية لكل الفصائل الفلسطينية دون استثناء".
وعن رؤيتهم لليوم التالي للحرب على غزة، استطرد المصري، قائلا: "علينا
كفلسطينيين أن نكون جاهزين، وذلك من خلال تشكيل حكومة توافق وطني لمدة مؤقتة تليها
انتخابات عامة يختار فيها الشعب مَن يمثله بإرادته الحرة، ولم ولن نسمح لأي جهة
كانت بأن تتدخل في خياراتنا الوطنية وانتخاب مَن يُعبّر عنا جميعا".
واختتم بقوله: "ترتيب البيت الفلسطيني هو شأن فلسطيني خالص، ولذلك
ندعو لضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة وحدة شعبنا الباسل، وتشكيل حكومة
وحدة وطنية. لقد آن الأوان كي يختار الشعب الفلسطيني مَن يمثله بحق، والانتخابات
العامة هي استحقاق وطني طال انتظاره كثيرا، ونأمل تنفيذه في أقرب وقت بعد انتهاء
العدوان وتهيئة الأجواء؛ فالوحدة الوطنية والانتخابات هما طوق النجاة لكل فصائلنا
الوطنية وطوق النجاة لمشروعنا الوطني".
ومنذ 7 تشرين
الأول/ أكتوبر الماضي، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت
عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية
التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى مثول "إسرائيل"
أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".