ذكر تقرير صادر عن معهد تحليل سياسات الصراع ومقره جاكرتا اليوم الخميس أن كبار أعضاء الجماعة الإسلامية المسلحة في جنوب شرق آسيا، المتهمة بالوقوف وراء تفجيرات دامية في بالي بإندونيسيا، أعلنوا تفكيك الجماعة.
وأكد التقرير صحة مقطع مصور بتاريخ 30 حزيران/ يونيو أصدره 16 من قادة الجماعة الإسلامية يعلنون فيه عن تفكيك الشبكة المسلحة.
وفي البيان الذي تم تسجيله في مقطع مصور ونُشر على الإنترنت، أكد القادة امتثالهم للدولة والقانون في إندونيسيا، وقالوا إن جميع المواد التي ستُدرس في المدارس الداخلية التابعة للجماعة ستكون متوافقة مع الإسلام القويم.
وقالت سيدني جونز، التي كتبت التحليل التمهيدي في معهد تحليل سياسات الصراع "لا يزال من المبكر جدا التكهن بتداعيات هذا الإعلان لكن الموقعين عليه لديهم قدر كاف من النفوذ والتأثير داخل الجماعة، ما سيضمن قبول القرار على نطاق واسع بين أعضائها".
وتُتهم الجماعة المتشددة المرتبطة بتنظيم
القاعدة بتدبير بعض الهجمات التي أسقطت قتلى في إندونيسيا من بينها تفجير ملهى ليلي عام 2022، أسفر عن مقتل ما يزيد على المئتي شخص.
وامتنعت الوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب في إندونيسيا عن التعقيب على هذا الإعلان، لكنها قالت إنها تخطط لعقد مؤتمر صحفي في وقت قريب.
وقالت جونز إن قرار تفكيك الجماعة كان على الأرجح مدعوما بعدة عوامل منها دعوة بعض المعتدلين داخل الجماعة إلى التخلي عن العنف، والتوصل فيما بينهم إلى أن هذا القرار سيحمي عائدات شبكة مدارس الجماعة التي تمثل أكبر أصولها.
وجاء في التقرير أيضا أن الحوار المكثف مع مسؤولي مكافحة الإرهاب كان له أيضا دور في تفكيكها.
وقال معهد تحليل سياسات الصراع إن الجماعة لديها تاريخ من الانشقاقات ورغم أنها تضم شخصيات بارزة وذات نفوذ كبير داخلها، فإنه يرجح إمكانية ظهور خلية منشقة عن الجماعة في المستقبل لكن ليس في القريب العاجل.
وأضاف المعهد: "في الوقت الراهن، من المرجح أن نشهد ازدهار المدارس التابعة للجماعة الإسلامية، وزيادة مشاركة القادة الذين أصدروا البيان في الحياة العامة لكن مصير باقي الأعضاء لم يتضح بعد".
تاريخ طويل
برزت
الجماعة الإسلامية في إندونيسيا مع مطلع الألفية الجديدة، وكان ظهورها الرسمي بعد تبنيها هجمات بالي الدامية عام 2002، ليتم اعتبارها جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، من قبل مجلس الأمة.
وعلى مدار السنوات الماضية، نفذت الجماعة عدة عمليات، أبرزها محاولة اغتيال السفير الفلبيني في إندونيسيا، وتفجير سيارات مفخخة في جاكرتا، وفي مترو مانيلا بالفلبين، في هجمات أسفرت عن مقتل المئات.
واستهدفت الجماعة الوجود الأمريكي في جنوب شرق آسيا، إذ قتلت جنديا أمريكيا في الفلبين، وواصلت سلسلة عملياتها ضد الفنادق، والمنتجعات في إندونيسيا والفلبين.
وأعلن زعيم تنظيم القاعدة السابق أيمن الظواهري انضمام الجماعة إلى "القاعدة" في عام 2006.
وخلال السنوات الماضية اعتقلت الشرطة الإندونيسية والماليزية والفلبينية، العشرات من القيادات المحسوبة على الجماعة.