خيم الحزن على الشارع
المصري بجميع أطيافه بعد خبر وفاة لاعب المنتخب
المصري ومودرن سبورت،
أحمد رفعت، بعد صراع مع مضاعفات أزمة قلبية تعرض لها خلال
مباراة فريقه في
الدوري المصري التي لعبت في أول أيام شهر رمضان المبارك 11 آذار /
مارس الماضي.
وأعلن نادي مودرن سبورت عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي
"فيسبوك" عن وفاة رفعت إثر تدهور حاد في حالته الصحية، حيث كتب أنه
"تم نقله على إثر ما تعرض له إلى المستشفى ليتوفاه الله".
وتعرض رفعت (31 عاما) لتوقف مفاجئ في عضلة القلب لمدة تصل إلى
ساعتين أثناء مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري، في 11 آذار/ مارس الماضي، تم
نقله على إثرها على الفور إلى المستشفى، وظل تحت الملاحظة والرعاية الطبية، وغادر المستشفى
في نيسان/ أبريل الماضي.
وبعد تكهنات بأسباب ما وصل إليه رفعت، من تدهور حالته الصحية وتوقف عضلة
القلب، واتهامات بأن السبب هو لعب مباراة أثناء الصيام، يعود اللاعب من
"الموت" بعد أن توقف القلب وتوقفت الأجهزة الحيوية للجسم، ويعيش بعض
السويعات ويظهر في الإعلام مرة أخيرة ومن ضمن حوار طويل يقول رفعت جملة وحيدة تثير
تساؤلات كثيرة، وتكون "بداية الخيط" لمعرفة سبب الحالة التي وصل إليها.
ونسف رفعت فكرة أن يعود تدهور حالته الصحية، إلى اللعب وهو صائم خلال شهر
رمضان مؤكدا أنه لعب كثيرا وهو صائم منذ مرحلة الناشئين في المنتخبات حتى وصوله إلى اللعب
بشكل احترافي مع العديد من الأندية والمنتخب الأول ولم يتعرض لتلك الحالة من قبل.
وكشف رفعت أنه تعرض لضغوط نفسية كبيرة خلال الفترة الأخيرة بعيدة عن ضغوط
الحياة العادية، بسبب شخصين مسؤولين في الوسط الرياضي المصري، رافضا عن الحديث عن
تفاصيل، مؤكدا أنه سيتحدث في الوقت المناسب.
إلا أنه ترك بداية الخيط مشيرة
على بعض الأشخاص الذين يعرفون تفاصيل ما تعرض له قائلا إن "نادر (وكيل اللاعبين نادر
شوقي وهو وكيل اللاعب) عارف اللي حصلي، وهيثم عارف (المدير التنفيذي لنادى مودرن
سبورت)، وإدارة النادي".
بعد الظهور الإعلامي الأخير للاعب الدولي، ذهب إلى فريقه مودرن سبورت
وكأنه يودع زملاءه في تدريبات الفريق وبالتحديد يوم 24 حزيران/ يونيو الماضي
لمؤازرة الفريق قبل مواجهة الجونة، في الجولة الـ 28 من الدوري المصري، حيث إن رفعت لعب لأندية إنبي والزمالك والاتحاد السكندري والمصري، كما أنه مثل المنتخب المصري في 5
مباريات دولية.
إلى أين تتجه أصابع الاتهام ؟
وبعد إعلان وفاة اللاعب المفاجئة ذهبت أنظار الجميع إلى الأسماء التي أعلن
عنها قبل وفاته بأيام، لمعرفتهم بما تعرض له، وطالب جماهير الكرة المصرية بخروج هؤلاء
الأشخاص للحدث وكشف المستور وما تعرض له اللاعب من
ضغوط نفسية لم يتعرض لها إنسان على
حد وصفه.
وفى حلقة مليئة بالحزن والانهيار، ظهر وكيل
اللاعبين نادر شوقي، مع الإعلامي إبراهيم فايق، للكشف عن أسرار ما تسبب في ضغط
اللاعب، وأكد أن اللاعب أثناء فترة إعارته لنادي الوحدة الإماراتي تعرض لأزمة كبيرة
بعد أن أهملت إدارة ناديه "فيوتشر" (الاسم السابق لمودرن سبورت قبل بيعه)
في استخراج التصاريح اللازمة من القوات المسلحة المصرية كونه في سن التجنيد، ما
عرضه للمثول أمام القضاء العسكري، وهو سبب اختفاء اللاعب لمدة كبيرة عن الأنظار.
وتوجهت أصابع الاتهام إلى رئيس رابطة الأندية الحالي ورئيس مجلس إدارة نادي
فيوتشر قبل بيعه أحمد دياب ونائبه الإعلامي
أحمد شوبير، بحصولهم على مستحقات
انتقال اللاعب إلى الدوري الإماراتي، دون إتمام التصاريح وإعطائه تصريحا مخالفا لعقده
الاحترافي بفترة معايشة لثلاثة أشهر فقط ممكن أن تتسبب في أزمة.
ومن ناحيته حمل شقيق اللاعب محمد رفعت هو الآخر رئيس رابطة الأندية أحمد
دياب مسؤولية ما حدث لشقيقة، قائلا في مداخلة هاتفية منفعلا: "اسألوا أحمد بيه
دياب إيه اللي حصل لأخويا في الفترة اللي فاتت"، ورغم محاولات دياب الدفاع عن
نفسه.
"يقتل القتيل ويمشي في جنازته"
أثار حديث وكيل اللاعب وشقيقة حالة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي،
متهمين الثاني أحمد دياب وشوبير، بالضغط على اللاعب خاصة بعد أن قام أحمد شوبير بتقديم
العزاء للاعب وطالب بالتحقيق في الأمر والتعرف على من السبب في وفاة اللاعب، خاصة
أن شوبير كان له تصريحات سابقة عن فترة غياب اللاعب متهما إياه بتعاطي المنشطات، وأن
هذا هو سبب غياب اللاعب عن الملاعب الفترة الماضية.
علاقة فريق طلائع الجيش
ارتبط اسم فريق طلائع الجيش التابع للمؤسسة العسكرية المصرية بأزمة اللاعب
خاصة أن النادي له سوابق عدة في قيد لاعبين أثناء فترة تجنيدهم للعب ضمن صفوف
الفريق دون مقابل.
وكشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للراحل أحمد رفعت خلال فترة
غيابه عن الأنظار وهو يتدرب داخل ملعب فريق طلائع الجيش وهو مقيد في فريق آخر.
وربط العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين صور رفعت أثناء التدريب في
ملعب طلائع الجيش وبين حديث مدرب طلائع الجيش في تلك الفترة عبد الحميد بسيوني، حينما
أعلن أن اللاعب خلال الفترة السابقة كان متعايشا معه يوميا وكان يتدرب معه، على
الرغم من أنه مقيد في فريق آخر.
سوابق طلائع الجيش
وعلى سبيل المثال عاد لاعب المنتخب المصري والمحترف في البرتغال النجم عبد
الستار صبري، في 2004، من رحلة احتراف ناجحة مع عدد من الأندية الأوروبية أشهرها
بنفيكا البرتغالي، وفوجئ بأنه مطلوب لأداء الخدمة العسكرية، وانتهى به الحال
لاعبًا في صفوف طلائع الجيش حتى اعتزاله كرة القدم.
والأمر نفسه تكرر مع قائد الزمالك محمود عبد الرازق شيكابالا حين احترف في
باوك اليوناني عام 2005، وعاد إلى مصر لينهي إجراءات انتقاله لآيندهوفن الهولندي وتفاجأ بأنه مطلوب لتأدية الخدمة العسكرية، ما جعله مضطرا للخضوع للأوامر العسكرية
والتجنيد لمدة عامين.
أيمن حفني، لاعب الزمالك السابق كان محط أنظار جماهير فريقي القمة الأهلي
والزمالك، إلا أن نادي طلائع الجيش استغل عدم تأدية اللاعب للخدمة العسكرية بعدما
أوقفته شرطة مطار القاهرة عندما كان مع بعثة المنتخب الوطني ومنعوه من السفر وتمت
إحالته للشرطة العسكرية، وانتهى به الحال معارًا بلا مقابل من فريق المقاصة لفريق
طلائع الجيش، وكذلك اللاعب مصطفى فتحي الذي هدده مرتضى منصور رئيس الزمالك السابق
ليجد نفسه عائدا من الاحتراف السعودي ليؤدي الخدمة العسكرية، وقال وقتها المدرب
العام لنادي طلائع الجيش، أحمد صالح، إن النادي بإمكانه ضم فتحي، جناح التعاون
السعودي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، مشددًا على أن فريقه يتحكم في
مصير اللاعب.