قال نادي الأسير
الفلسطيني، الثلاثاء، إن جيش
الاحتلال الإسرائيلي أفرج
عن
معتقل من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية في "حالة صحية صعبة وصادمة".
وأضاف النادي (غير حكومي)، في بيان: "سلطات الاحتلال تفرج عن المعتقل
الإداري
معزز عبيات بحالة صحية صادمة وصعبة جراء تعرضه للضرب المبرح ولعمليات تعذيب".
وأوضح أن "عبيات (37 عاما) أمضى 9 شهور رهن الاعتقال الإداري وهو
بحالة صحية صعبة وصادمة، فيما تم الإفراج عنه من سجن النقب الذي شكل وما زال عنوانا
بارزا لجرائم التعذيب والتنكيل بحق الأسرى منذ بدء حرب الإبادة".
والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني،
ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد.
وأضاف نادي الأسير أنّ عبيات "تعرض للضرب المبرح أثناء عملية اعتقاله
في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحديدا على قدميه، ولاحقا واجه سلسلة من الاعتداءات
بالضرب المبرح، إلى جانب جريمة التعذيب".
وأشار إلى أن الهيئة التي خرج بها المحرر عبيات تعد "شهادة كافية
لما تعرض له على مدار فترة اعتقاله، هذا إلى جانب جريمة التجويع فضلا عن جرائم طبية
أخرى سبق أن شكلت أسبابا مركزية لاستشهاد أسرى ومعتقلين بعد السابع من أكتوبر".
ووفق نادي الأسير، فقد سبق أن تعرض عبيات للاعتقال مرّتين قبل اعتقاله
الحالي، وهو متزوج وأب لـ5 من الأبناء، مؤكدا أنه "لم يكن يعاني من أي مشاكل صحيّة
قبل اعتقاله".
وأشار النادي إلى أن عدد المعتقلين الإداريين وصل بداية تموز/ يوليو
إلى "3 آلاف و380 فلسطينيا من بينهم نساء وأطفال، حيث يخضع جميعهم إلى محاكمات
صورية وشكلية تحت ذريعة وجود ملف سرّي".
وحمّل "سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع الذي خرج به
المعتقل عبيات"، مجددا مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية "بتحمّل مسؤولياتها
اللازمة أمام حرب الإبادة والجرائم بحق الأسرى".
ونشر النادي صورتين إحداهما للشاب قبيل اعتقاله ويبدو فيها بجسم رياضي
وبنية قوية، وأخرى بعد الاعتقال بجسمه الهزيل وشعره الطويل.
وظهر عبيات، في مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ضعيف
البنية لا يقوى على الحركة دون مساعدة، ويقول إنه "تعرض لمحاولة القتل أكثر من
مرة".
وفي أحد مقاطع الفيديو، قال عبيات: "في السجن كل شيء لا يتصوره
العقل من قتل وضرب وجوع وفقر ومرض".
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم
بالضفة، بما فيها القدس الشرقية؛ ما أدى لمقتل 572 فلسطينيا، إضافة إلى إصابة نحو
5 آلاف و350، واعتقال 9 آلاف و600، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عدوانا واسعا على غزة
بدعم أمريكي، خلف أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد
عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل "تل أبيب" الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي
بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية
وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.