نشرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، كشفت فيه أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تسعى لاستعادة الأسرى من قطاع
غزة، عبر استخدام عدد من الطرق والأساليب الأخرى، وذلك رغم صعوبة الأمر.
وأوضحت الصحيفة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن، الثلاثاء، العثور على جثث 6 أسرى خلال عملية في غزة، بينهم 5 ذكور سبق أن أُعلن عن مقتلهم، خلال الأشهر الماضية.
وأشار المصدر نفسه، إلى أنه خلال العدوان المتواصل على
قطاع غزة، لا يزال 105 من الأسرى في غزة، بينهم 34 شخصا يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم، وفق وكالة فرانس برس.
إلى ذلك، أبرزت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بعد نحو أسبوعين من عملية السابع من أكتوبر، تم تكليف لجنة من خبراء الصحة بمراجعة المعلومات الاستخباراتية السرّية وتحديد ما إذا كان الأسرى أحياء أم أمواتًا، لإخطار الأسر وإبلاغ المفاوضين.
"حددت اللجنة حتى الآن أن أكثر من 40 أسيرا قتلوا، بناءً على لقطات كاميرات أمنية في إسرائيل ومقاطع فيديو التقطها مسلحون من حماس، تم العثور عليها في غزة، وأدلة الحمض النووي، وفقا لعوفر ميرين، المدير العام لمركز شعاري تسيديك الطبي في القدس، عضو اللجنة" بحسب التقرير نفسه.
وأضاف: "في إحدى الحالات، تمكّنت اللجنة من تحديد أن الأسيرة شاني لوك، ماتت بعد العثور على قطعة من جمجمتها داخل إسرائيل. وتم العثور على جثتها في نهاية المطاف في مايو الماضي".
وفي السياق نفسه، قامت عالمة إسرائيلية من جامعة رايخمان، كارين ناخون، بتشكيل فريق من المتطوعين الذين قاموا بمسح وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير خوارزميات لتمشيط 200 ألف مقطع فيديو لتحديد الأشخاص المفقودين.
كذلك، قام الفريق بمشاركة النتائج مع مسؤولي الاستخبارات. فيما قالت ناخون: "في البداية لم يعمل أحد معنا، ولم تكن الدولة موجودة" وفقا للصحيفة الأمريكية التي أكّدت أنه "بعد بدء توغل الجيش في القطاع الفلسطيني، في 27 أكتوبر، كانت المعلومات الاستخباراتية لا تزال محدودة، كما أثبتت الاستجابة العسكرية أنها كانت قاتلة لبعض الأسرى؛ وفقا لاثنين من المسؤولين الإسرائيليين السابقين".
وقال ضابط استخبارات أمريكي، تقاعد مؤخرا، إن إسرائيل تلقّت أيضا المساعدة من الولايات المتحدة، التي زادت من اعتراضاتها للمكالمات الهاتفية في غزة، خلال الأيام التي أعقبت اندلاع الحرب، حيث ساعدت تلك البيانات في تحديد مكان احتجاز بعض الأسرى.
واسترسلت
الصحيفة الأمريكية، أنه على الرغم من تأكيد مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن الاستخبارات البشرية ضرورية لإجراء عمليات إنقاذ الأسرى، لأن ذلك النوع من المعلومات يكون دقيقا للغاية، فإن أشخاصا مطلعين على الأمر، قالوا إن "إسرائيل وسعت أيضا من استخدامها للذكاء الاصطناعي في هذه المهمة".
وبحسب الصحيفة: "تلجأ إسرائيل للذكاء الاصطناعي للمساعدة في معالجة وتحليل كميات كبيرة من المعلومات البصرية وإشارات الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية البشرية القادمة من غزة، لأنها أدركت أنها لا تستطيع معالجتها يدويا".
وأوضحت: "على الرغم من التحسن في معالجة البيانات، فإن جمع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية لا يزال يواجه تحديات، إذ تحرص حركة حماس، على اتّباع أساليب اتصالات معقدة لتجنب التقاط الإشارات، كما أن زعيمها يحيى السنوار لا يتواصل إلا من خلال الرسائل المرسلة عبر مبعوث".
ومن التحدّيات التي تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقا للتقرير ذاته، انتشار الأسرى في جميع أنحاء القطاع، ونقلهم من مكان إلى آخر لجعل تحديد مكانهم أكثر صعوبة.
وقالت أفيفا سيغل، وهي أسيرة مفرج عنها، للصحيفة الأمريكية، إنها "احتُجزت في 13 موقعًا مختلفا فوق الأرض وتحتها خلال 51 يوما قضتها في غزة". وهو ما يشير وفقا للتقرير نفسه، إلى أن "إنقاذ الأسرى أحياء أمر صعب للغاية، كحال تحديد مكان الجثث، لأنها غالبا ما تكون مخفية".