شدد تقرير نشره موقع "
ذي إنترسبت" على اتحاد
الحزب الديمقراطي خلال المؤتمر الوطني للإعلان الرسمي عن مرشحيه تحت راية الصمت بشأن الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش
الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع
غزة.
وقال الموقع، في التقرير الذي أعدته الصحفية ناتاشا لينارد، وترجمته "عربي21"، إن العروض في الليلة الأولى من المؤتمر الوطني الديمقراطي كانت لا تشوبها شائبة. وكانت الاستجابات للخطابات على أرضية المؤتمر وفي جميع الزوايا الليبرالية لوسائل التواصل الاجتماعي مبتهجة.
وأضاف أنه وسط هتافات "نحن نحب جو"، أعطى الرئيس الأمريكي جو
بايدن مباركة رجل دولة لخليفته، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وتحدثت هيلاري كلينتون عن تحطيم "السقف الزجاجي". وألقى السناتور رافائيل وارنوك، ديمقراطي من جورجيا، وهو قس، خطابا رائعا مفاده أن "التصويت هو شكل من أشكال الصلاة".
وانتقدت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، من نيويورك، المرشح الجمهوري دونالد ترامب ووصفته بأنه "محطم نقابات ضعيف".
وعلق التقرير على ذلك بالقول إن عرض وحدة الحزب الديمقراطي كان مثاليا تماما كما كان أصما عن ما يمكن القول إنه القضية الأخلاقية الأكثر إلحاحا في عصرنا.
إذا رَمَشت، فسوف تفوتك أي إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تواصل إسرائيل شنها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وفقا للتقرير.
وقال التقرير، إن حقيقة تجمع عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين للحرب تضامنا مع الفلسطينيين هذا الأسبوع بالكاد أثرت على أرضية المؤتمر ليلة الاثنين. واستمر الصمت على الرغم من احتمال أن تدفع حملة هاريس ثمنا يتجاوز نصف مليون صوت في ولايات متأرجحة رئيسية، وخاصة ميتشيغان، لرفضها وقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل.
وبينما كان بايدن يتحدث، رفعت مجموعة صغيرة من الحاضرين بصمت لافتة بيضاء كتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل". وأفاد بريم ثاكر من مركز شيكاغو المتحد أن هتافات "نحن نحب جو" من المتفرجين المحيطين أصبحت أعلى. وكتب ثاكر على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "ثم خفتت أضواء الاستاد فوق هذا المكان وتم تمزيق اللافتة".
كانت الإشارات القليلة العابرة للحرب وإسرائيل وفلسطين في خطابات ليلة الاثنين رافضة ومضللة، في حين قللت من قيمة حياة الفلسطينيين مقارنة بحياة الإسرائيليين، بحسب التقرير.
وقالت أوكاسيو كورتيز، إن "كامالا هاريس تعمل بلا كلل من أجل وقف إطلاق النار" - وسط تصفيق مدو.
قد يكون هذا صحيحا أو لا يكون صحيحا، وفقا للتقرير، لكن مثل هذا النهج يتناقض مع سجل إدارة بايدن-هاريس. منذ قبول هاريس للترشيح الرئاسي، وافقت الإدارة على بيع أسلحة بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل، دون أي شروط. إذا كان هذا "عملا بلا كلل" من أجل إنهاء القتال، فإن هاريس لا تُحسن وظيفتها.
وشدد التقرير، على أن الترحيب الحار بدعوات وقف إطلاق النار في قاعة المؤتمر يمكن اعتباره علامة واعدة - إشارة أخرى للمؤسسة الديمقراطية إلى وجود دعم شعبي لوقف إطلاق النار الدائم من قبل التيار الرئيسي. لكن هذا كان الحال منذ فترة طويلة. لا يوجد شيء مشجع في الهتاف لإشارة فارغة تجاه فكرة وقف إطلاق النار، والتي تحجب تواطؤ الإدارة في الحرب.
في خطابه، أومأ بايدن برأسه للاحتجاجات: "هؤلاء المحتجون في الشارع، لديهم وجهة نظر. يتم قتل الكثير من الأبرياء على الجانبين". ومع ذلك، تمكن بإيماءاته تلك من تشويه المواقف التي تتمسك بها حركة التضامن مع غزة منذ فترة طويلة.
وأضاف التقرير، أن المظاهرات بشأن حرب غزة، سواء على مدى الأشهر العشرة الماضية، أو هذا الأسبوع في شيكاغو، أو تنظيم مندوبين "غير ملتزمين" لحضور المؤتمر، لا تشير إلى أن الأبرياء على "كلا الجانبين" يُقتلون. إنها جزء من نضال دولي ضد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة.
في وقت سابق من يوم الاثنين، منحت اللجنة الوطنية الديمقراطية حملة "غير ملتزمين" مساحة لعقد ندوة منفصلة تركز بشكل خاص على غزة وحقوق الإنسان الفلسطينية. ووفقا للتقارير، حضر المئات واستمعوا إلى روايات لا تطاق من الأطباء الذين عملوا في مستشفيات غزة المدمرة، حيث يصل عدد كبير من المرضى من الأطفال المشوهين.
روت الدكتورة تانيا حاج حسن، وهي جراحة أمريكية فلسطينية عالجت المرضى في غزة، قصة صبي صغير فقد جميع أفراد عائلته وقالت إنه يتمنى الموت أيضا لأن كل من أحبهم "أصبحوا الآن في الجنة".
وقالت حاج حسن، بحسب التقرير، إنه حتى الأطفال الذين تمكنت من علاجهم وإخراجهم بنجاح سيغادرون المستشفى لمواجهة الموت المحتمل بسبب القصف والجوع والجفاف. وقالت إن هناك "تقارير مثيرة للقلق" عن أول حالات مؤكدة من شلل الأطفال في غزة.
ووصفت هالة حجازي، إحدى المتحدثات في الندوة، نفسها بأنها ديمقراطية "معتدلة" و"مخضرمة"، عملت في جمع التبرعات للحزب، وجمعت أكثر من 12 مليون دولار في الماضي. وقالت: "أنا هنا لأن عائلتي ماتت"، موضحة أنها فقدت أكثر من 100 فرد من أفراد أسرتها في الهجوم الحالي.
وقالت حجازي، التي تعمل في مجلس لجنة العمل السياسي لحقوق الإنجاب بكاليفورنيا، للجمهور إنها تقاتل من أجل الحريات الإنجابية في وطنها، "لكنني لا أستطيع مساعدة النساء في غزة الحوامل الآن". كانت هذه التصريحات بمثابة رفض ضمني للانتقادات التي مفادها أن أولئك الذين يدفعون هاريس للالتزام بحظر الأسلحة هم ناخبون لقضية واحدة، ويهملون مجالات أخرى مثل، على سبيل المثال، التهديد لحقوق الإنجاب في الولايات المتحدة الذي تشكله إدارة ترامب الثانية.
لن يرضى المنظمون والمحتجون والأفراد المعنيون الذين جاءوا إلى شيكاغو بلجنة مؤتمر هامشية ووعود شفوية زائفة من السياسيين على المسرح الرئيسي. حتى الآن، لا يوجد في برنامج الحزب الديمقراطي المكون من 92 صفحة أي ذكر لشروط توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ناهيك عن حظر الأسلحة الذي دعا إليه مندوبون غير ملتزمين وأكثر من 200 مجموعة في الائتلاف للتظاهر في المؤتمر الوطني الديمقراطي، بحسب التقرير.
وشدد التقرير، على أن العروض الضخمة ليلة الاثنين، لم تعط أي إحساس بأن حملة هاريس المتجددة التي تغذيها الأجواء سوف تغير مسارها بشأن فلسطين، وتركز بدلا من ذلك على الإجهاض، والتهديد الاستبدادي الذي يفرضه ترامب على الديمقراطية، وحماية العمال. وفي فراغ محلي، سيكون هذا جيدا. أنا أيضا أستطيع أن أضحك مع رئيس نقابة عمال السيارات المتحدين شون فاين وهو يشير إلى أغنية قديمة لنيللي شبه ترامب بالعامل الذي يخالف نقابته ويذهب للعمل بينما تكون النقابة قررت الإضراب. ولكن ليس في نفس اليوم الذي وصف فيه جراح في نفس مركز المؤتمرات، من بين أهوال أخرى، علاج طفل في غزة تم تفجير وجهه في غارة إسرائيلية.
في وقت تشن فيه الولايات المتحدة حرب إبادة جماعية باستخدام الأسلحة الأمريكية والدولارات والدعم الدبلوماسي ــ وهو الهجوم الذي قد يكبحه رئيس أمريكي بشدة ــ لا يمكن للمؤتمر الوطني الديمقراطي أن يظل فقاعة قصيرة النظر وغير مثقوبة، بحسب تعبير معدة التقرير.
واختتم التقرير، بالقول إنه مع استمرار وقائع المؤتمر حتى ليلة الخميس، ستستمر الاحتجاجات أيضا، ومن المرجح أن تستمر في ظل يأس متصاعد. وإذا قررت حملة هاريس أنها تستطيع الفوز دون الاستماع، فلن يكون هذا سببا للاحتفال.