غادر وفدا حركة
حماس والاحتلال
الإسرائيلي القاهرة، مساء الأحد، دون الإعلان عن أي تقدم في مفاوضات التهدئة وصفقة
التبادل.
في حين نقلت وكالة رويترز عن
مصدرين، لم تكشف هويتهما، قولهما إن "أيا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل
لم توافق على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء"، ما يزيد الشكوك إزاء فرص
إحراز تقدم في أحدث الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع
الفلسطيني منذ أكثر من 10 أشهر.
من جهتها نقلت وكالة الأناضول عن مسؤول رفيع المستوى في حركة حماس، لم تذكر اسمه، قوله
إن الحركة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات مع
الاحتلال في 2 تموز/ يوليو الماضي.
وكشف المسؤول أن الوسطاء في مصر وقطر أبلغوا
وفد حماس في القاهرة بمقترح جديد لوقف إطلاق النار.
وأوضح أن حماس ملتزمة باقتراح وقف إطلاق
النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن ووافق عليه مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة.
ولفت إلى أن "حماس أكدت استعدادها
لتنفيذ القضايا التي تم الاتفاق عليها (في 2 يوليو) بما يحقق المصالح العليا لشعبنا
ووقف العدوان عليه".
وفشلت جولات من المحادثات على مدى أشهر
في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على
غزة أو إطلاق سراح الرهائن
المتبقين الذين احتجزتهم حماس في هجومها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على فرقة
غزة في جيش الاحتلال.
وقال موقع "واللا" العبري إن
مفاوضات الأحد في القاهرة لم تسفر عن أي تقدم، ونقل عن مسؤول إسرائيلي تأكيده استمرار
وجود خلافات بين الطرفين.
في حين نقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن
مسؤولين قولهم إن هناك احتمالا ضئيلا أن تقود محادثات القاهرة إلى تقدم في مفاوضات
صفقة التبادل.
ووفقا للهيئة، فإن التفويض الممنوح للوفد
المفاوض لا يتيح التوصل إلى تسوية بشأن محور فيلادلفيا، وذكرت أن وفدا تقنيا إسرائيليا
ما زال موجودا في القاهرة لمواصلة المفاوضات وتقليص الفجوات بشأن الصفقة.
في المقابل نقلت شبكة "سي إن إن"
عن مسؤول أمريكي تأكيده أن المناقشات ستستمر خلال الأيام المقبلة، وأن الفرق التفاوضية
ستبقى في القاهرة لحل القضايا المتبقية.
وتدفع الولايات المتحدة باتجاه إنجاح
المفاوضات، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مؤتمر صحفي عقده في هاليفاكس
بكندا إن واشنطن لا تزال تبذل جهودا "حثيثة" في القاهرة مع وسطاء من مصر
وقطر وأيضا مع الإسرائيليين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن.
ونهاية أيار/ مايو الماضي، قال بايدن في
خطاب من البيت الأبيض: "إن إسرائيل عرضت مقترحا شاملا بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق
سراح جميع المحتجزين، يتكون من ثلاث مراحل تتضمن أولاها وقف إطلاق نار شامل وكامل، وانسحاب
القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين".
وفي 2 تموز/ يوليو الماضي، وافقت حركة حماس على
المقترح استنادا إلى رؤية بايدن، قبل أن ينقلب عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، ويضيف عليه شروطا جديدة.
وفي 10 حزيران/ يونيو الماضي، تبنى مجلس
الأمن مشروع قرار أمريكيا برقم 2735، ينص على وقف دائم لإطلاق النار في غزة والانسحاب
التام لجيش الاحتلال الإسرائيلي منها، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين.
ونص القرار على رفض أي تغيير ديموغرافي
في القطاع الفلسطيني.
وشدد مسؤول حماس، في حديثه مع وكالة الأناضول،
الأحد، على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا كاملا
من قطاع غزة.
وأكد أن المقترح الذي قدم لهم في القاهرة
لا يشمل هذه النقاط.
وذكر أنه وفقا للمقترح الجديد، الذي يتضمن
مطالب إسرائيلية، فإن السيطرة على الحدود بين مصر وغزة التي يبلغ طولها 14 كيلومترا،
والتي تسمى ممر فيلادلفيا، متروكة لـ"إسرائيل"، وأن المقترح ينص على استمرار
الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة.
وقال مصدر مصري لـ"رويترز" إن
الوسطاء طرحوا عددا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم
الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا أي منها.
وأضافت المصادر أن الاحتلال الإسرائيلي
أبدى أيضا تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم حيث إنه طالب بخروجهم
من غزة إذا تم الإفراج عنهم.
وقالت حماس إن "إسرائيل" تراجعت
عن التزامها بسحب قواتها من هذا المحور ووضعت شروطا جديدة أخرى منها فحص الفلسطينيين
النازحين في أثناء عودتهم إلى شمال القطاع الأكثر اكتظاظا بالسكان عندما يبدأ وقف إطلاق
النار.
وكان القيادي بحركة حماس عزت الرشق قال
في بيان إن وفد الحركة غادر القاهرة مساء الأحد، بعد أن التقى الوسطاء في مصر وقطر،
واستمع منهم إلى نتائج جولة المفاوضات الأخيرة.
وأضاف أن الوفد طالب بإلزام الاحتلال الإسرائيلي
بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/ تموز الماضي، المبني على ما ورد في خطاب الرئيس
الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.