كشفت صحيفة
عبرية عن مدى السخط الذي يعتمل في صدور المستوطنين اليهود في شمال
فلسطين المحتلة
تجاه حكومتهم في "تل أبيب".
وكان رد حزب
الله، الأحد، على اغتيال القيادي فيه فؤاد شكر، تذكيرا جديدا لمستوطني الشمال على
مدى الازدواجية في التعامل التي يلاقونها.
فقد عبّروا عن غضبهم وإحباطهم بعد الهجمات
التي شنها
حزب الله اللبناني، الأحد، متهمين الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عنهم و"الدفاع
فقط عن تل أبيب"، بحسب تقرير لموقع صحيفة "
هآرتس" الإلكتروني
بطبعته الإنجليزية.
ونقل الموقع عن رئيس بلدة "مانوت" الحدودية
مع لبنان، مومي بار خليفة، قوله: "لقد دافع الجيش عن هجوم ضد تل أبيب، لكننا نعيش
بهذا الشكل منذ 10 أشهر ونصف الشهر. هذا أمر محبط ولا يمكن استيعابه".
وعلى مدار الأشهر العديدة الماضية، عبّر
سكان مانوت عن إحباطهم بسبب عدم وجود "أي حلول" تعيدهم إلى حياتهم الطبيعية،
وفق الموقع.
وأعلن حزب الله، الأحد، عن شن هجوم تخلله إطلاق
عدد كبير من المسيرات و"أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا على مواقع عسكرية
إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، في إطار رده على اغتيال القيادي بصفوفه فؤاد شكر،
بغارة إسرائيلية في 30 تموز/ يوليو الماضي.
ويثير إعلان حزب الله اللبناني، عن انتهاء
"المرحلة الأولى" من هجومه، الأحد، تساؤلات عديدة حول ما إذا كان هذا الهجوم
المنتظر منذ أسابيع كـ"رد" على مقتل القيادي العسكري البارز، فؤاد شكر، سيستمر
خلال الساعات والأيام القادمة، أم إنه سيكتفي بهذه المرحلة، خاصة مع تجدد الدعوات الدولية
والإقليمية لمنع تصاعد الصراع وتوسعه.
"ذعر متواصل"
وقال بار خليفة: "الأطفال
خائفون، وحرية التحرك مقيدة، والناس ينهارون ماديًا ولا أحد يهتم. ماذا كان سيحدث لو
قرر حزب الله تنفيذ هجومه في الثامنة صباحا يوم 1 أيلول/ سبتمبر (أول يوم في الدراسة)؟".
من جانبها، قالت إفرات هوفاف، التي كانت
تسكن في بلدة بيت هلل شمال فلسطين المحتلة، قبل إجلائها مع أسرتها إلى "تل أبيب"، إن
"الصواريخ تلاحقنا في كل مكان. كنا في تل أبيب أثناء هجوم المسيّرات (الإيراني)
في نيسان/ أبريل، وأيضًا حينما استهدفت مسيّرة قادمة من اليمن المدينة، لكننا سنعود
إلى الشمال على أي حال. هذه هي اللحظات التي تشعر فيها بأنك تريد أن تكون في منزلك".
وعبّرت السيدة عن غضبها بسبب بقاء زوجها
الذي يعمل كمنسق عسكري في بيت هليل بالمنطقة، في حين تم إجلاؤها وأطفالها الأربعة إلى
فندق في طبريا.
وقرر الثنائي، وفق هآرتس، ألا يستمرا في
الحياة منفصلين، واستئجار منزل في كيبوتس جونين في الشمال أيضًا، وليس بعيدا عن منزلهما.
وقالت: "نقلنا كل ممتلكاتنا إلى هنا، لكن لم ننم هنا ولا ليلة واحدة".
وتابعت: "يعاني كيبوتس جونين أيضًا
من استهداف حزب الله وصفارات الإنذار، لذلك قررنا النوم في الحجرة الآمنة بالمنزل".
وأوضحت أن شعورها، الأحد، خلال هجوم حزب
الله كان "قاسيًا"، مضيفة أن "متحدث الجيش قال: ندافع عنكم. لكن لا، أنتم
تدافعون عن سكان تل أبيب".
وتابعت: "يدافعون عن سكان تل أبيب
وليس عن سكان الشمال. أنا يمينية وأسأل: هل هذه حكومة يمينية؟ هذا أمر مشين. وكأن دماءنا
بلا أهمية".
وفي بلدة راموت نفتالي (شمالا) حاول يارون
بلحسن الاعتياد على الواقع الجديد.
وبحسب موقع الصحيفة، كان والدا بلحسن من
مؤسسي البلدة، وقال: "أشعر أننا كنا نعيش في فقاعة خلال الأعوام الـ17 الماضية
التي تلت حرب لبنان الثانية. ربما كنا نعلم ما قد يحدث، لكننا لم نستوعب أننا قد نظل
عالقين في هذا الوضع".
وأضاف الرجل أنه "لا يمكن لأحد توقع
مسار الصراع"، لكنه لا يعتقد أن الحرب ستشتعل بسبب "وضع لبنان الصعب".
وقال: "حزب الله لا يريد توريط بلاده
في حرب. وأعتقد أن إسرائيل لا ترغب أيضًا في الدخول بهذه المغامرة، لأن تبعات الحرب
لن تؤثر على الشمال فقط، بل ستكون هناك تبعات أمنية واقتصادية أوسع نطاقا، قد تطال
البلاد بأكملها".
وكان تصعيد، الأحد، بين حزب الله و"إسرائيل"،
واحدا من أكبر جولات تبادل إطلاق النار المستمرة بين الجانبين منذ أكثر من 10 أشهر،
على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويثير أي تصعيد كبير لتبادل إطلاق النار،
الذي اندلع بالتوازي مع حرب غزة، مخاوف من حرب أوسع في المنطقة.