ليس منذ السابع من اكتوبر المجيد، بل قبل ذلك بـ 76 عاما، الاعتداءات على الشعب
الفلسطيني في فلسطين التاريخية، لكن التطور في ادوات ومنهجيات التدمير والتعذيب والقتل صاحبت اداء جيش العدو الصهيوني منذ ذلك الحين، فجميعهم متطرفون ..او متدينون ...يسار او يمين ...علماني ويساري، يعيش داخل الاراضي الفلسطينية على وجه الخصوص لديه نفس الهدف هو القضاء على الشعب الفلسطيني، الذي بقي في اطول احتلال عرفه التاريخ، ولم يستطع حتى الآن تحقيق هذا الحلم النجس.
في خضم مأساة قطاع
غزة والحرب الشرسة التي ينفذها الجيش الصهيوامريكي في هذه البقعة من الارض والمقتلة الدائرة هناك وصمت القبور المدقع الذي هو سمة العالم اجمع حول ما يحصل هناك، كان هذا الجيش المؤتمِر بحكومة الفاشي بنيامين نتنياهو وهي الاكثر تطرفا منذ نشأة هذا الكيان النازي تعيث فسادا في ما تبقى من اراضي الضفة الغربية، وتطلق العنان لاكثر المستوطنين في فلسطين عما وزير الامن القومي ايتمار بن غفير ووزير المالية بتسإيل سموترش للتصرف كما يوحي لهما عقلهما المريض ورغبتهم الطاغية في قتل الفلسطيني اينما وُجد، والتعدي عليه وعلى ممتلكاته كما يشاء حتى ان سموترش يعتبر الحاكم لقطعان المستوطنين في الضفة الغربية وداعما لهم بالمخصصات المالية حتى ينفسوا عن وحشيتهم التي لا نظير لها.
فجر امس بدأت عملية عسكرية في اراضي الضفة الغربية تشبه عملية «جز العشب» قبل اعوام معدودة ليبدأ هذا الجيش الهمجي الفاقد لكل معنى انساني او اخلاقي بالضرب ارضا وجوا بعد ان رفع الغطاء عن استخدام سلاح الجو لضرب الفلسطينيين، هذه العملية التي على اعتبار انها لاقت انتقادا واسعا بالطبع لفظيا، جاءت بعد ان صرح بن غفير برغبته في بناء كنيس يهودي داخل الاقصى، وتحدت هذه الحكومة بوزيريها ورئيسها كل ما تعارف عليه صناع القرار فيما كان يسمى بـ»عملية سلام»، ليبقى الفلسطيني مواجها وحيدا لجيوش اكبر دول في العالم للحفاظ على ارضه وعدم قبوله الترحيل والتهجير.
هذه المقتلة الجديدة الممارسة حاليا في الضفة الغربية استشعر بها امنيون صهاينة خطرا كبيرا عليهم، فمنهم من وصفها بأنها كمن يدخل محطة وقود حاملا ولاعة، ومنهم من يعتقد انها اكبر خطر على امنه القومي، واخر يعتقد ان هذا الامر قد يثير حفيظة مليار مسلم!، فيما يعتقد غيره انها ستشعل حربا في المنطقة.
السؤال المطروح هنا....الى متى يبقى هذا التهديد على الامن في المنطقة ككل قائما في ظل مجنونين يعتبران ان العالم خدم لهما، والى متى يبقى الفلسطيني وحده على جبهة القتال فهو لا يمتلك الا الاسلحة البدائية التي ركعت العدو الصهيوني وجيشه في قطاع غزة اشهرا طوال دون تحقيق نصر فيها، والى متى تبقى الدول الاسلامية والعربية تستمع لمهاترات الدبلوماسية الغربية على رأسها الولايات المتحدة التي تربت على كتف حكومة الكيان ولا تقدر ان تفعل سوى امدادها بالعدة والعتاد واجهزة التنصت دون جدوى؟ الامر جد خطير والجميع في فوهة البركان، ومن الضروري اخذ موقف جدي وفعلي تجاه ما يحدث في فلسطين، بعد ان فشلت الدبلوماسية في مواجهة هذا الكيان النازي الذي يعلنها صراحة باستباحة دم كل فلسطيني اينما وُجد.
(الدستور الأردنية)