تحدث جنرال إسرائيلي بارز عن قرارات خاطئة اتخذها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال العدوان على قطاع
غزة.
الجنرال السابق غيورا آيلاند الذي تقاعد برتبة لواء، وترأس سابقا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، قال إن "إسرائيل لن تنتصر بهذه الطريقة في الحرب".
وأضاف بمقال في صحيفة "يديعوت": "بعد 11 شهرًا من مجزرة 7 أكتوبر، تجد إسرائيل نفسها في حفرة استراتيجية تتعمق أكثر فأكثر. حتى إذا قررنا مواصلة الحرب والتخلي فعليًا عن استعادة الأسرى، يجب علينا تبني استراتيجية أخرى تستهدف المزايا التي تتمتع بها حماس حاليًا، مثل السيطرة الكاملة على شمال غزة".
ولفت إلى أن "الحدث الحاسم بالطبع هو 7 أكتوبر. لكن مباشرة بعده، تبنت إسرائيل ثلاثة قرارات استراتيجية خاطئة".
الخطأ الأول بحسب الجنرال آيلاند كان "تبني الرواية التي تقول إننا نحارب تنظيمًا إرهابيًا في غزة. ما حدث في الواقع هو أن "دولة غزة"، التي تأسست فعليًا في عام 2007، بدأت حربًا ضد دولة إسرائيل".
وأضاف: "في الحروب بين الدول، يجب استغلال المزايا النسبية على العدو، ومزية إسرائيل ليست عسكرية، بل قدرتها على خنق العدو اقتصاديًا".
وتابع: "الخطأ الثاني هو تبني الشعار الذي يقول (الضغط العسكري فقط...) من تبنى هذه الفكرة لا يفهم طبيعة الحروب في القرن الحادي والعشرين. العنصر الأكثر أهمية في حروب اليوم هم السكان".
وأردف: "حماس تفهم هذا جيدًا، ونحن لا. الدكتاتوريون مثل يحيى السنوار لا يخافون من الضغط العسكري ولا يتأثرون بعدد القتلى في صفوفهم. ما يخشونه هو وجود بديل للحكم أو وجود جموع غاضبة وجائعة. إسرائيل تخلت عن هذين الجهدين".
وتابع: "هذا يقودنا إلى الخطأ الثالث. عندما سأل الرئيس بايدن رئيس الوزراء في أكتوبر عن اليوم التالي، كرر نتنياهو أخطاء بيغن وشامير ورابين وباراك وشارون، الذين قالوا كلهم بطرق مختلفة: (مشكلة
الفلسطينيين هي مشكلتنا، وسنحلها)".
وقال إن "إسرائيل كان لديها في أكتوبر فرصة لنقل المشكلة إلى ساحة أخرى، لو أننا قلنا: "في اليوم التالي لن يكون هناك حكم حماس في غزة، ولكن أيضًا لن يكون هناك حكم عسكري إسرائيلي. نحن مستعدون الآن لإجراء حوار مع الدول العربية والغربية لضمان أن تكون غزة منزوعة السلاح".
وتساءل "فما العمل الآن؟"، مجيبا: "كان من المفترض أن يقرر اجتماع الحكومة في أواخر أغسطس بين استراتيجيتين. الأولى: قبول صفقة الأسرى، على الرغم من التنازلات المؤلمة. المزايا: عودة الأسرى، ووقف الانقسام في المجتمع الإسرائيلي، ووقف إطلاق النار في غزة، مما سيفتح الباب لتسوية في الشمال ويسمح بالتركيز على الضفة الغربية، التي تشكل اليوم تهديدًا أكبر من غزة".
بالإضافة إلى ذلك، ستكون هذه فرصة لتحسين صورة إسرائيل في العالم واستقرار الاقتصاد.
الخيار الثاني هو التخلي عن الصفقة ومواصلة القتال في غزة. يعتقد مؤيدو هذا الخيار أن استمرار الحرب سيؤدي إلى "النصر المطلق"، وهنا يكمن الخطأ. استمرار الحرب بالطريقة التي نديرها منذ 11 شهرًا لن يؤدي إلى النصر. بل سيؤدي إلى الأسوأ: مقتل الأسرى، والتخلي عن مزايا وقف الحرب في غزة، وعدم تحقيق النصر، بحسب قوله.
وأكد أنه "لا يمكن الانتصار في غزة ما دامت حماس تتمتع بأربع مزايا: دخول الإمدادات إلى غزة مما يهدئ السكان؛ حماس توزع الإمدادات، مما يعزز وضعها؛ حماس تبيع الإمدادات بأسعار مرتفعة، مما يزيد من ثروتها؛ وبالأموال، تجند حماس مقاتلين جددًا ليحلوا مكان القتلى".