تقف
فلسطين في قلب
الشرق الأوسط المضطرب شامخة كرمز للنضال والصمود، ولطالما كانت الحركات الإسلامية في
طليعة الداعمين لها، لكن الأيام الأخيرة كشفت عن واقع مختلف. دعونا نلقي نظرة على هذه
القصة المعقدة، بعيون إنسانية وقلب مفتوح.
من النصرة إلى التراجع:
رحلة الحركات الإسلامية
دعونا نتخيل مشهدا
من الماضي: حشود غفيرة تهتف بحماس، رايات خضراء ترفرف في الهواء، وخطباء يلهبون المشاعر
بكلمات عن تحرير القدس. هكذا كانت صورة الحركات الإسلامية في دعمها لفلسطين لعقود.
لكن اليوم، المشهد
مختلف تماما. فأين ذهبت تلك الحماسة؟ وكيف تحول الدعم الصاخب إلى همس خافت لا يدل
عليه إلا بضع كلمات في بيانات إعلامية حفاظا على ماء الوجه؟
اليوم، المشهد مختلف تماما. فأين ذهبت تلك الحماسة؟ وكيف تحول الدعم الصاخب إلى همس خافت، لا يدل عليه إلا بضع كلمات في بيانات إعلامية حفاظا على ماء الوجه؟
لنضع أنفسنا مكان
قادة هذه الحركات للحظة، تخيلوا أنكم تقودون سفينة في بحر هائج، تحاولون الحفاظ على
توازنها وسط عواصف سياسية عاتية، فمن جهة، ضغوط حكومية قاسية تهدد وجودكم، ومن جهة
أخرى، أجيال شابة متعطشة للتغيير، تنظر إليكم بعين الشك والتساؤل.
عندما تتحول البوصلة:
الانشغال بالبقاء
"البقاء للأقوى"، هكذا يقول داروين،
وهذا ما وجدت الحركات الإسلامية نفسها تفعله، فبدلا من التركيز على فلسطين، أصبح همها
الأول هو البقاء على قيد الحياة السياسية، وأن الحياة ما زالت موجودة في أطراف
جسدها القعيد.
تخيلوا أنفسكم في
غرفة مغلقة، تحاولون إيجاد مخرج، هذا هو حال العديد من قادة الحركات الإسلامية اليوم،
يعيشون داخل هذه الغرفة وانشغلوا بمحاولات الخروج من أزماتهم الداخلية، حتى كادوا ينسون
القضية التي طالما نادوا بها.
الصراع الحتمي
بين الأجيال: قديم يرفض الرحيل وجديد يتوق للتغيير
ينشأ حوار بين جدّ وحفيده؛ الجد يتمسك بحكمة السنين وتجارب الماضي، بينما الحفيد يحلم بعالم جديد ومختلف.
هذا الصراع يتجلى داخل الحركات الإسلامية اليوم.
القيادات القديمة،
بخبرتها وحذرها، تقف في وجه تيار شبابي متحمس للتغيير. النتيجة؟ جمود فكري وتنظيمي
يعيق أي محاولة للتجديد أو التكيف مع الواقع الجديد.
عندما يصمت الصوت:
غياب الدعم في أحلك الأوقات
قصة الحركات الإسلامية وفلسطين، هي درس في الصمود والحاجة للتجدد، إنها تذكرنا بأن الثبات على المبادئ لا يعني الجمود، وأن التغيير ليس عيبا بل ضرورة، وليس معناه التخلي عن المبادئ.
يشاهد الجمهور
العربي والإسلامي التلفاز، يتداولون مشاهد الدمار في
غزة عبر كل الوسائل الإعلامية
ويتساءلون: أين تلك الحركات التي كانت تملأ الشوارع احتجاجا ودعما؟
الحرب الأخيرة على
غزة، كانت بمنزلة مرآة عاكسة لحال الحركات الإسلامية. صمت مخيّم هنا، تصريح خجول هناك،
لكن الغياب الفعلي كان هو السمة الأبرز.
نظرة للمستقبل: هل
من أمل في النهوض؟
رغم كل ما سبق، دعونا
نتحلى بالتفاؤل للحظة، تخيلوا معي حركة إسلامية جديدة، تجمع بين حكمة الماضي وطموح
المستقبل، حركة تقدم حلولا عملية لمشاكل الناس، وتعيد الاعتبار لقضية فلسطين بأسلوب
عصري ومؤثر.
هل هذا ممكن؟ نعم،
ولكنه يتطلب شجاعة كبيرة، شجاعة لمراجعة الذات، للاعتراف بالأخطاء، وللتكيف مع عالم
متغير.
درس في الصمود والتجدد
في النهاية، قصة الحركات الإسلامية وفلسطين، هي درس في الصمود والحاجة للتجدد، إنها تذكرنا بأن الثبات على المبادئ لا يعني الجمود، وأن
التغيير ليس عيبا بل ضرورة، وليس معناه التخلي عن المبادئ.
وهنا يأتي
السؤال: هل ستنجح هذه الحركات في إعادة اكتشاف نفسها وإحياء دورها في دعم فلسطين؟
الإجابة لا تزال مجهولة،
لكن التاريخ يعلمنا أن الأمل دائما موجود، طالما هناك من يؤمن بالتغيير ويسعى إليه.