كشفت مجلة
"
نيولاينز الأمريكية عن حجم التوغل الإماراتي، والإسرائيلي، والسعودي، في
القرن الأفريقي، ودور العواصم الثلاث في دعم إثيوبيا، وصناعة مناطق نفوذ لها بدول
القارة، وتعميق بعض النزاعات، وإطفاء الأخرى، ملمحة إلى تعارض تلك السياسات مع
مصالح حليفتهم
مصر التي تراجعت أدوارها في القارة.
التقرير الصادر
يوم 11 أيلول/ سبتمبر الجاري، جاء بعنوان "كيف تمارس دول الخليج نفوذها في أفريقيا"، قال: "قد أدى التوتر المتزايد بين مصر وإثيوبيا إلى إعادة
تشكيل التحالفات الإقليمية؛ حيث وجدت مصر نفسها إلى جانب تركيا وقطر ضد حلفائها
السابقين في الإمارات والسعودية، .. ".
وأشارت المجلة
إلى أن "النفوذ الخليجي المتزايد في القرن الأفريقي أضاف طبقة أخرى من
التعقيد إلى الجغرافيا السياسية في المنطقة، فقد حظيت الصفقة بين إثيوبيا وأرض
الصومال بدعم الإمارات، حليفة مصر الوثيق في أماكن أخرى، وتدعم أبوظبي كلا من أرض
الصومال وإثيوبيا، .. ".
وألمحت إلى دعم
إماراتي كبير لأديس أبابا مؤكدة أن "الإمارات تخطط لبناء خطوط أنابيب نفط بين
ميناء عصب الأريتري وأديس أبابا، .. ".
ولفتت إلى أنه
"في حين كانت مصر والسودان تتمتعان بالنفوذ في السابق، فقد أصبحت الإمارات الآن
صاحبة النفوذ الأكبر، .. ".
وأوضحت المجلة
أن "السعودية أيضا تدعم إثيوبيا، سواء في نزاعها مع مصر حول سد النهضة، أو في
الاعتراف بجمهورية أرض الصومال".
وقالت إن
"الرياض وأديس أبابا اتفقتا على تعزيز العلاقات الثنائية في آذار/ مارس،
ووقعتا في حزيران/ يونيو الماضي، اتفاقا لإنشاء مجلس أعمال سعودي إثيوبي مشترك
والتعاون في الاستثمارات في إثيوبيا، بمجالات الصناعة والزراعة والطاقة".
وتحدثت المجلة
عن دور كيان الاحتلال في أفريقيا بمواجهة مصالح مصر، قائلة: "توفر إسرائيل
الأمن والتدريب العسكري وإدارة الموانئ والتكنولوجيا في جميع أنحاء القارة، ومع
التحالف المتنامي بينهما بعد تطبيع العلاقات في سنة 2020، فمن المتوقع أن تشكل
الإمارات وإسرائيل شراكة خاصة في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل".
كما أنها لفتت إلى
التدخل الإماراتي في السودان بما يخالف توجهات مصر نحو دعم الجيش السوداني
والفائدة التي تعود على أبوظبي، مؤكدة أن "قوات الدعم السريع السودانية
بقيادة حميدتي كسبت الملايين من خلال السيطرة على مناجم الذهب، وإرسال مرتزقة إلى القتال لصالح التحالف السعودي الإماراتي في اليمن".
"اختفى بفعل فاعل"
وفي تعليقه، على
أسباب إغفال الإمارات والسعودية مصالح حليفتهم وشقيقتهم الكبرى مصر وإعلاء
مصلحتيهما في القارة الأفريقية والتحالف مع إثيوبيا ودعمها ماليا وسياسيا
واقتصاديا، قال السياسي والإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع، إن "الدور
المصري اختفى بفعل فاعل".
المتحدث السابق
باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري الحاكم سابقا، أضاف
لـ"عربي21": "أعتقد أن شرط دعم الجنرالات للبقاء في السلطة هو
التخلي عن ما يسمى بالدور والزعامة المصرية"..
هذا إضافة إلى "التخلي حتى عن الدور المصري في
فلسطين، والتخلي عن مياه النيل وهذا حدث، وأيضا عدم منازعة إثيوبيا التي تعد مركزا
رئيسا في القارة بالنسبة للعلاقات مع السعودية والإمارات".
"المندوب السامي"
زوبع، أشار إلى
أن "هناك تعبيرا خليجيا شهيرا بكلمة (ولدنا) عندما يقول إن فلان هذا ولدنا، كما
قال رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، عن المذيع المصري عمرو أديب: (هذا
صار ولدنا)، ما يعني أنه تحت سمعنا وبصرنا ورهن إشارتنا".
وأكد أن
"هذا أمر في غاية الأهمية"، مبينا أن "الحكم في مصر صار
ولدهم"، و"لو رأيت منظر الجنرال (
السيسي) وهو يسير مع رئيس
الإمارات محمد بن زايد في مدينة العلمين الجديدة نهاية الشهر الماضي، وهو يقدمه
خلال دورة للكرة ويقول (نشكره لأنه سمح لنا من وقته)، يتأكد لنا أن ابن زايد،
بالفعل صار المندوب السامي صاحب الرأي والمشورة والقرار".
وفي استكمال
رؤيته، يعتقد زوبع، أن "لدينا عاصمتين يمكن تسميتهما بـ(تل أبيب)، الأولى في
فلسطين المحتلة، والثانية في أبوظبي، وكلتاهما متماهيتان ولديهما عداء للإسلام
وعداء للعروبة ورغبة شديدة في أن يكونا دولا استعمارية".
ولفت إلى حديث
إعلامي لرئيسة "مركز الإمارات للسياسات" ابتسام الكتبي، وهي تقول:
"كنا نعتمد على أمريكا في السابق، ولكن الحين لدينا عضلات"، مؤكدا أن
"العضلات ليس تفسيرها المال فقط، بل إنها تحدثت عن السلاح والقوة العسكرية
وما إلى ذلك".
وألمح أيضا إلى
"قولها إن ’الكل صار يحج عندنا’"، مبينا أن "هذا يعني أن الإمارات
أصبحت قبلة لكل الدول، وكأنها دولة عظمى تنشر ظلها على الدول"، مشيرا إلى
"قولها في موضوع السودان إن ’السودانيين زعلانين من الإمارات، وما عندنا مشكلة
مع السودان، لأنه لدينا استثمارات ومن حقنا حمايتها’، ما يعني استخدام القوة
العسكرية ودخول البلاد، لحماية الاستثمارات".
"دعم واضح جلي.. ونهاية مأساوية"
وعن الصدام مع
إثيوبيا، وتدخل الإمارات والسعودية، قال السياسي المصري: "في تصوري أن السيسي
وقع اتفاقية مبادئ السد الإثيوبي عام 2015، بضغط من الإمارات، وبدأ يعض أصابع
الندم الآن، والكل حزين على ضياع مياه النيل، ولأنه ليس لدينا برلمان (حر) فلا أحد
يستطيع أن يحاسبه، وحتى عندما أرسل قوات إلى الصومال، هددته إثيوبيا".
وأكد أن
"الجميع يرى أن الدعم الإماراتي لإثيوبيا واضح جلي، وكذلك الدعم السعودي، ومع
ذلك أعتقد أنه قد يحدث تصادم بينهما في أفريقيا كما يحدث في أماكن أخرى، ولكنه
مستقبلا سيحدث تصادم على النفوذ".
وبين رؤيته
بالقول إن "وجهة نظر السعودية أن الإمارات دولة وظيفية يمكن أن تتفكك من خلال
الإيعاز لحاكم دبي محمد بن راشد، وهذا وارد، وللسعودية أوراق".
وأضاف:
"وفي الإمارات يعتقد محمد بن زايد، أن لديه القدرة على تفتيت السعودية، وأن
محمد بن سلمان صنيعته، وأنه ولده الذي لم ينجبه، وبالتالي فإن عليه أن يسمع الكلام
ويمضي قدما في تنفيذ الخطة التي وضعها ابن زايد".
ومضى يؤكد أن
"مصر انتهت في أفريقيا نهاية مأساوية بوصول الانقلاب للسلطة عام 2013، وانتهت
أكثر بتوقيع اتفاقية السد الإثيوبي 2015، والتي حاول فيها النظام أن يبين أنه
جنتلمان يحافظ على إثيوبيا، وهو يعلم تماما أن هذه هي نهاية مصر".
ويعتقد السياسي
المصري، أن "مصر لم يعد لديها طريق غير أن تتحالف مع تركيا، ولكن أيضا
لتركيا مصالح مع الإمارات والسعودية، والإمارات ليست سهلة ولا بسيطة في هذه
المسألة، فهي تتحرك وفق قاعدة الشراء، بشراء كل ما يمكن شراؤه في توقيتات مختلفة،
وفي أوقات الأزمات، لأنهم تجار أزمات من الطراز الأول مثل لوردات الحروب".
"غريب في بيتي"
وخلص إلى القول:
"وبالتالي فإن السؤال عن دور الإمارات والسعودية المعاكس لمصر في أفريقيا موضوع
تم طرحه وقلناه ونقوله منذ 2013 و2014، وأكدنا منذ ذلك الحين أنه مطلوب تقزيم مصر،
وتحجيم دورها، وغسل يديها من أفريقيا ومن فلسطين وإبقائها دائما على الحافة، لا
تسقط ولا تتقدم".
وتساءل:
"ماذا تفعل مصر اليوم إذا قررت الإمارات أن تشتغل على الموانئ في
صومالي لاند؟ هل تحارب هناك؟ ولكن حتى هذا محل شك، وسمعنا التصريحات الأخيرة من
مقديشيو، بأنه ليس لدينا قوات في الصومال، وأن هذه قوات لتدريب الجيش الصومالي".
وأعرب عن أسفه
الشديد من اعتقاده بأن "مصر انتهت، وآسف لقول هذا الكلام، لأن ما يحدث لم
يحدث بأي وقت من الأوقات، بل إن مصر كانت هي من تصنع الزعماء الأفارقة، فالقادة
وزعماء القبائل كانوا يرسلون أبناءهم للقاهرة لكي يتعلموا".
وختم قائلا:
"واليوم قُطعت يد وقدم مصر، وحتى بعض المواقع الاستراتيجية تمت السيطرة
عليها، والقمح تزرعه الإمارات في مصر ونستورده منها رغم أنه منزرع بأراضينا،
والسكر كذلك، والموانئ أيضا، ويمكن القول إن عنوان المرحلة هو ’غريب في بيتي’، فما
بالك في أفريقيا؟".
"لهذا يتجاهلون مصالح مصر"
وفي رؤيته، قال
السياسي المصري سمير عليش، إن "التوافق أو التحالف الإماراتي الإسرائيلي
بشكل خاص في إطار ما أطلقوا عليه (الديانة الإبراهيمية) يدفع أبو ظبي لتنفيذ كافة
مخططات إسرائيل المتحالفة مع إثيوبيا، لإضعاف مصر عبر التحكم بمياه النيل".
وعن السعودية
أضاف عضو مجلس أمناء الحركة المدنية الديمقراطية المصرية، في حديثه
لـ"عربي21" أن "دورها يأتي في إطار مصالحها الخاصة باستزراع
الأراضي عبر بعض السعوديين من ذوي الأصول الإثيوبية فضلا عن ارتباطها الوثيق
بأمريكا والصهيونية".
وأوضح أنه
"بسبب حاجة الرياض الماسة للحماية من الخطر الشيعي الداخلي حيث إن مناطق
البترول يقطنها سعوديون يعتنقون المذهب الشيعي، والخطر الخارجي المتمثل في إيران،
يجعلان سياستها تتجه إلى الدخول في حلف مع إسرائيل، الداعمة لإثيوبيا، وعدم الاكتراث
بإضعاف مصر، بل إن ذلك سيمكنها من تبوؤ مكانة مصر".
المتحدث الرسمي
السابق باسم "الجبهة الوطنية للتغيير"، ختم بالقول: "ولقد تأخر
الإعلان عن هذا التحالف السعودي الإسرائيلي مع (طوفان الأقصى)".
"لا يهمهم غضب مصر"
وفي تقديره، قال
الكاتب الصحفي قطب العربي، إن "ما فعلته الإمارات والسعودية في أفريقيا وخاصة
إثيوبيا ليس بالضرورة موجها ضد مصر، ولكنه حفاظ على مصالحهم بأديس أبابا، فكما أن لهم
في القاهرة فإن لديهم استثمارات وعلاقات تجارية، ويدركون أن إثيوبيا مفتاح مهم للقارة
كونها تحتضن الاتحاد الأفريقي ودولة مؤثرة بالقارة كمصر، التي أصبحت مؤخرا أقل
تأثيرا".
وفي حديثه
لـ"عربي21"، يتصور العربي، أنهم "يبحثون عن مصالحهم الاستراتيجية
والأمنية والاقتصادية ولا يهمهم رضا أو غضب مصر، وهذا معيارهم، ولا يهم أن ترضى أو
ترفض مصر لأنها لا تملك شيئا، ولو أرادت أن تعترض عليهم فلديهم سلاح الاستثمارات
التي يمكنهم سحبها".
وأضاف: "لو نتحدث
بلغة الرابطة القومية والعربية واتفاقيات الدفاع المشترك، فكل هذه المعاني
والمصطلحات والسياسات سقطت من حسابات تلك الدول، ومن حسابات مصر وجميع الدول
العربية، والكل يبحث عن مصلحته أينما كانت ولا يهمه غضب الآخرين".
"ضد المصريين"
وعبر صفحته على موقع "إكس"، كتب الباحث في الشؤون العسكرية محمود جمال، إن "منطقة
القرن الأفريقي هي منطقة ذات أبعاد استراتيجية للأمن القومي المصري، وتعد دائرة أمن
قومي مصري أساسية، وكان ينبغي أن تكون هناك تحركات مصرية جادة في تلك المنطقة منذ
سنوات نظرا لتأثير تلك المناطق على الأمن المصري. وأهملت مصر تلك المناطق وأصبحت
ملعبا لأطراف بعضها تكن العداوة لمصر".
وعبر مواقع
التواصل الاجتماعي علق بعض النشطاء والمراقبين على تقرير المجلة الأمريكية مؤكدين
أن دور الإمارات بخاصة والسعودية في دعم إثيوبيا "إذا كان يتعارض مع مصالح
مصر فإنه ليس بالضرورة يتعارض مع مصالح من يقود مصر".
وقال آخرون إن
"التحالف واضح، بين إسرائيل وحكام الإمارات، والسعودية، ومصر، ضد الشعب
المصري، والشعوب المسلمة بصفة عامة"، مشيرين إلى أن "المصريين استندوا
منذ العام 2013، على قوى حاقدة على مصر وكارهة لها".
"الإمارات وإثيوبيا.. دعم كبير وخطط
واسعة"
تاريخ حديث في
العلاقات منذ العام 2004، ثم افتتاح السفارة الإثيوبية في أبوظبي عام 2014، منذ
ذلك الحين تطورت العلاقات وعُقدت عشرات الاتفاقيات الاستراتيجية بمجالات الاقتصاد
والاستثمار والثقافة، والنقل الجوي والطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية،
والعمالة، والتعدين والصناعة، والموانئ والخدمات اللوجستية والبنية التحتية، بحسب
رصد وكالة "وام" الإماراتية في آب/ أغسطس 2023.
ووصل إجمالي
المساعدات الإماراتية إلى إثيوبيا إلى 5.05 مليار دولار، وشكلت المساعدات التنموية منها
89 بالمئة، فيما تعد أبوظبي ثاني أكبر شريك تجاري لأديس أبابا، بحجم تجارة غير
نفطية 1.4 مليار دولار عام 2022، وبإجمالي استثمارات 2.9 مليار دولار.
وإلى جانب
مشاركة ابن زايد، في صنع عملية السلام الإثيوبية الأريترية عام 2018، فقد زار أديس
أبابا في 18 آب/ أغسطس 2023، بعد زيارته لها عام 2019، بصفته وليا للعهد.
في أيلول/
سبتمبر 2023، تحدث تقرير لـ"
مركز القرن الأفريقي للأبحاث"، عن دور
الإمارات في إثيوبيا، قائلا: "لا يقف الطموح الإماراتي على أعتاب شرق أفريقيا، بل يصل إلى العمق الأفريقي، فمن إثيوبيا يمكن للإمارات الوصول إلى
السودان، وجنوب السودان، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، والكونغو ...
".
وأضاف: "من
وقت مبكر تدير الإمارات مع إثيوبيا، امتلاك زمام ملف مياه النيل، بغية التأثير على
القرار المصري في كثير من القضايا، لذا أسهمت الإمارات في تمويل سد النهضة
الإثيوبي منذ إنشائه، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة".
وتابع:
"وعلى الرغم من مساعي الإمارات المعلنة، نحو التقريب بين إثيوبيا ومصر، عبر
الحث على عقد جولات جديدة من المفاوضات، فإن مؤشرات قوية تنبئ بأن الإمارات غير
راغبة – على الحقيقة – في تلبية مطالب مصر العادلة".
وأشار التقرير
إلى أنه "ليس من المتصور منطقيا، أن من كان جزءا من المشكلة، يمكن أن يكون
جزءا من الحل، والإمارات أسهمت بجانب كبير في صناعة معضلة سد النهضة"، ملمحا
إلى أن الاتفاقيات الأمنية الإماراتية الإثيوبية تهدف لـ"تقديم دعم
استخباراتي ولوجستي عسكري، لحماية الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا، وبخاصة
الاستثمارات الكبيرة ذات الصلة بسد النهضة".
"السعودية وإثيوبيا وتلاقي الرغبات"
رغم أن التجارة
بين السعودية وإثيوبيا أقل بكثير من الإمارات إذ تبلغ نحو 1.3 مليار ريال سعودي
(346 مليون دولار أمريكي) فقط، إلا أنها من المقرر أن تتضاعف خاصة مع تأسيس مجلس
أعمال جديد في 28 آب/ أغسطس الماضي يركز على الزراعة والتعدين والبتروكيماويات
والصناعات الغذائية والسياحة والعقارات والبناء، بحسب وكالة (
إينا) عربي الإثيوبية.
ووفق تقرير
لـ"
منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام"، في 13 تموز/ يوليو الماضي،
قال إن علاقات السعودية وإثيوبيا "تلتقي برغبة الرياض وأديس أبابا في حلحلة
الأوضاع في إقليم البحر الأحمر وحوض النيل لصالح مكانة أكبر لهما سواء على حساب
دول كبيرة ومصالحها وأمنها القومي (عبر شغل فراغ تلك الدول الملحوظ) أم عبر
استغلال أزمات سياسية وأمنية متفاقمة في دول أخرى (وتنسيق العمل بينهما في جميع
هذه الملفات على نحو بات واضحا للعيان كما في الأزمة السودانية وفي تهديد مصالح
مصر في البحر الأحمر ونهر النيل، وتهديد سيادة الصومال على أراضيه)".
وأضاف: "يمثل
التقارب السعودي-الإثيوبي المتزايد، على حساب مقتضيات ما يعرف بنظام الأمن القومي
العربي لا سيما لدولتي مصب نهر النيل، السودان ومصر، تجسيدا لتعاظم الفرص والتهديدات
المشتركة بين البلدين من عدة نواح".