سياسة عربية

"الحوثي" تحث الرياض لإنهاء عدوانها عليها وترك المماطلة

دخلت المفاوضات بين جماعة أنصار الله والسعودية مفترق طرق خلال الشهور الماضية- تيليغرام
دعت جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن المملكة العربية السعودية لإنهاء عدوانها وحالة اللاسلم واللا حرب الحالية، بعد أيام من تهديد المملكة بحرب تحرق الأخضر واليابس.

جاء ذلك في كلمة لرئيس المجلس السياسي التابع للجماعة، مهدي المشاط مساء الأربعاء، عشية الذكرى السنوية لثورة 26 أيلول/ سبتمبر التي أطاحت بنظام آل حميد الدين في شمال اليمن 1962.

وقال المشاط إن على النظام السعودي تسريع خطوات إنهاء العدوان، وإنهاء حالة اللا سلم واللا حرب ورفع الحصار كليا وجبر الضرر، ومعالجة القضايا الإنسانية لما فيه من مصلحة له ولليمن ولكل المنطقة.

وحث القيادي الحوثي الرياض على "الخروج من عباءة الإملاءات الأمريكية وحالة التردد والمماطلة".

وعلى مدى الأشهر الماضية، دخلت المفاوضات بين جماعة أنصار الله والسعودية مفترق طرق، بعد تعثر التفاهمات بينهما وسط تعقيدات واشتراطات جديدة من قبل الجماعة المدعومة من إيران على خلفية عملياتها المتواصلة في البحر الأحمر.

وهاجم رئيس مجلس الحوثي السياسي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وقال إن "الشعب اليمني اليوم يعي جيدا كل المرتبطين والخاضعين للنظامين السعودي والإماراتي في قراراتهم وتوجهاتهم"، مضيفا أنهم "ليسوا مؤهلين لتقديم أنفسهم حماة للجمهورية أو لـ26 سبتمبر، وإنما هم امتداد للأدوات القذرة التي تآمرت على اليمن منذ البداية وحتى يومنا هذا لحساب الممالك والإمارات المتخلفة على يمن الإيمان والحكمة".

يأتي ذلك في وقت شنت فيه الجماعة منذ أيام حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات حزبية وناشطين وهواة تصوير لمنع أي مظاهر احتفالية أو مهرجانات شعبية تقام بالذكرى السنوية لثورة 26 أيلول/ سبتمبر في العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة وسط وغرب اليمن.

"نشر دبابات قتالية"
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لـ"عربي21" أن الحوثيين نشروا قوات عسكرية وأمنية ضخمة في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرتها من بينها محافظتا إب والحديدة، وسط وغرب البلاد.

وقالت المصادر وشهود العيان إن الجماعة نشرت دبابات قتالية في شوارع رئيسية ومداخل والمرتفعات المطلة على مركز مدينة إب، وسط إقامة حواجز تفتيش واعتقال كل من يحاول الاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر، أو يحمل العلم اليمني على دراجته النارية أو مركبته الخاصة.

وفي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي البلاد، دفع الحوثيون بالمئات من المركبات العسكرية إلى مختلف مناطق وأحياء المدينة، في سياق حملتها ضد المحتفلين بذكرى الثورة في نسختها الثانية والستين.

ويبرر الحوثيون هذه الحملة، بأن دعوات الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر مدفوعة من خصومهم في الحكومة اليمنية المعترف بها، وهدفها إحداث فوضى في مناطق سيطرة الجماعة شمال ووسط البلاد.

وينظر قطاع كبير من اليمنيين، وفق مراقبين إلى أن جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء ومناطق شمال ووسط البلاد، امتداد لنظام آل حميد الدين الذي أطاحت به ثورة سبتمبر 1962، ولذلك تقابل أي محاولات للاحتفاء بذكرى "إنهاء حكم نظام آل حميد الدين" السنوية بإجراءات قمعية منذ سنوات، إلا أن هذه المرة أشدها.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع