عاشت
الضاحية الجنوبية من
بيروت، خلال الساعات القليلة الماضية، على إيقاع أكثر من 30 غارة عنيفة، من الاحتلال الإسرائيلي، طالت مناطق متفرقة. فيما يواصل
حزب الله اللبناني، بدوره، استهداف عدّة مواقع عسكرية للاحتلال، أبرزها: حيفا والخضيرة والكرمل.
وأبرزت عدد من وسائل الإعلام العبرية أن "مئات الآلاف من الإسرائيليين قد هرعوا نحو الملاجئ من منطقة حيفا وحتى الخضيرة جنوبا". فيما أعلن جيش الاحتلال، عن اعتراض مسيرتين في أجواء البحر الأحمر وأخرى قبالة شواطئ "تل أبيب" أطلقت من الشرق، دون الكشف عن الإصابات.
وأكّدت وسائل الإعلام نفسها، أن "الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه كريات شمونة وعدد من المستوطنات المحيطة بها، تسبّبت في نشوب حرائق وأضرار متفاوتة دون وقوع إصابات بشرية"؛ مشيرة إلى أن "صفارات الإنذار دوت في كريات شمونة وعرب العرامشة بالجليل الغربي، بالإضافة إلى قيساريا والخضيرة وحيفا والكرمل شمال ووسط إسرائيل".
من جهتها، أوضحت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن "الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي نفّذ أربع غارات عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان".
وأضافت الوكالة، أنها "سُمعت أصداء الغارات الإسرائيلية على الضاحية في العاصمة بيروت وغطت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية"، مبرزة أن "الغارات استهدفت محطة وقود توتال على طريق المطار، ومبنى في شارع البرجاوي بمنطقة الغبيري، إضافة إلى مناطق الصفير، وبرج البراجنة، وصحراء الشويفات، وحي الأميركان، والمريجة والليلكي، وحارة حريك".
وبحسب عدد من شهود عيّان، وجُملة من المنشورات والتغريدات التي جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لتوثيق القصف العنيف؛ فإن الغارات العنيفة التي انطلق في شنّها الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ فجر الأحد، أتت عقب وقت قصير من صدور أوامر جيش الاحتلال، للمدنيين، بإخلاء المنطقة المحيطة بثلاثة مواقع زعم أنها "تابعة لحزب الله".
وأكّد عدد من المتحدّثين لـ"عربي21" أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي "بات يركّز خلال الأيام الأخيرة، على قصف البيوت مباشرة، ويتعمّد اقتراف المجازر بحق سكانها المدنيين، ناهيك عن تدمير كافة المباني المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية، بغية قطع التواصل بين البلدات"، وهو نفس ما أشارت إليه كذلك وكالة الأنباء اللبنانية، عبر بيان سابق لها.
إلى ذلك، كان حزب الله قد أعلن عن قصف بالصواريخ تجمعا لجنود الاحتلال في مستوطنة المنارة ومحيطها وحقق إصابات مباشرة.. مضيفا أنه "قصف بالصواريخ قوات الاحتلال أثناء إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستوطنة المنارة".
وعبر بيان منفصل، أكد حزب الله أنه "قصف بالمدفعية قوة إسرائيلية لدى محاولتها التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا وأجبرها على التراجع"، مردفا بأنه هاجم بسرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية عدّة أماكن تمركز الضباط والجنود في قاعدة شمشون العسكرية.
وأشار حزب الله إلى أنه أحصى منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية باتجاه بلدات في جنوب لبنان مقتل أكثر من 25 ضابطا وجنديا وإصابة أكثر من 130 من صفوف النخبة بالجيش الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن أعداد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على لبنان، منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، قد ارتفع إلى 2036 شهيدا و9653 جريحا.
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي ما بات يوصف بأنه "أعنف وأوسع هجوم على لبنان" منذ بدء المواجهات مع حزب الله في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، ما خلّف مئات الضحايا بين شهيد وجريح، ونزوح مئات الآلاف من اللبنانيين نحو الشمال وعدّة مناطق مُتفرّقة، بحثا عن الأمان.