قالت صحيفة "
أوبزيرفر" البريطانية، إن وقفة المحارب
الأخيرة أعطت لرئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس، يحيى
السنوار مكانة عالية،
في "مقبرة العظماء" الفلسطينيين.
وأشارت في تقرير لـ"جوليان بورجر" إلى أن الرواية الإسرائيلية التي كانت تقول
إن مقاتلي حماس، كانوا يتمتعون في الأنفاق بشرب الماء والطعام، هي نفس الرواية
التي قيلت عن السنوار، وأنه محاط بالأسرى كدروع بشرية، وهو ما ثبت عكسه في مقتله
باشتباك.
وأضافت أن "إرث السنوار، سيتعزز من خلال
روايته ’الشوك والقرنفل‘، التي عبر فيها عن استعداده للتضحية بكل شيء من أجل الكرامة
والعزة والإيمان، "فلماذا التفاوض مع إسرائيل؟ تساءل السنوار، عندما تستطيع
حماس فرض شروط أخرى للعبة وهو ما كان يعتقد أنه يفعله عندما خطط لهجمات العام
الماضي وسيكون إرثه الذي تركه".
وقالت الصحيفة: "ستظل الأسطورة التي رباها
واعتنى بها وهو حي، بعده من خلال آلاف الملصقات واللوحات الجدارية، وقد غيرت هجماته
قواعد اللعبة، والسؤال سيظل مفتوحا: ما إن كانت في صالح الفلسطينيين".
وشددت على أن الروايات الإسرائيلية متضاربة ومتناقضة حول استشهاده،
والطريقة التي قتلوه بها، إلا أن حياته بعد الوفاة كمدافع عن
فلسطين وبطل لها قد تأكدت.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حقيقة مقتله في ساحة
المعركة وهو يرتدي البزة العسكرية، ويرمي القنابل اليدوية ويحاول منع اقتراب مسيرة
منه بهراوا خشبية بيده، الوحيدة التي ظلت سليمة في صورة أخيرة عن التحدي، في ظل
كثرة الروايات الإسرائيلية، والتي تضع زعيم حماس في مقام خاص عن أسلافه الذين اغتالتهم إسرائيل، بغارات جوية وإسقاط قنابل على الأماكن التي كانوا فيها.
وقالت إن
الاحتلال حين اغتال الشيخ أحمد ياسين، في 2004، كان على
كرسيه المتحرك، خارجا من الصلاة، ولم يتبق منه شيء إلا القليل من جسده لتصويره، لكن
الصور المتخيلة للضربة الصاروخية أصبحت جزءا من الأيقونات التي ظهرت على الفور في
جميع أنحاء الأراضي المحتلة.
ولا تزال صور الشيخ أحمد ياسين شائعة في
غزة
والضفة الغربية، وغالبا ما تظهره برفقة شهداء شباب، وقد ترك السنوار جثة مقاتل
مزقته الحرب، وهي صورة مشابهة لصورة الثائر الأرجنتيني تشي غيفارا الذي قاتل مع
الثورة الكوبية وقتل على يد الجيش البوليفي في عام 1967 وبعد مقتله سجي جسده على
طاولة لكي تلتقط صور له، وكانت عيناه المفتوحتان تحدقان في الفراغ على الكاميرا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قادة حماس احتفوا باستشهاد
السنوار في ساحة القتال، وبعبارات خالد مشعل "مقبلا غير مدبر ومقاتلا على
الخطوط الأمامية ومتحركا بين المواقع القتالية".
وقد انتشرت مقاطع من قصيدة الشاعر الفلسطيني
المعروف محمود درويش على مواقع التواصل الاجتماعي التي قال مستخدمون إنها تنبأت
بوفاة السنوار بهذه الطريقة. وهي من قصيدة "مديح الظل العالي": "حاصر حصارك، لا مفر، سقطت ذراعك فالتقطها، لا مفر، وسقطت قربك فالتقطني، واضرب
عدوك بي، فأنت الآن حر، وحر وحر".
وقد كتب درويش القصيدة في ظل واحدة من
اللحظات المأساوية في تاريخ القضية حيث نقلت السفن درويش ورفاقه من بيروت إلى تونس
بعد اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982.
وتستعيد قصيدة درويش فظائع القصف
الإسرائيلي لبيروت ومجازر الفلسطينيين واللبنانيين في صبرا وشاتيلا والقتل الجماعي
وسط لامبالاة العالم والتي توحدت مع حنينه للمقاومة وهي موتفية تتردد مع
الفلسطينيين في غزة المدمرة اليوم.