ما زالت حادثة استشهاد زعيم حركة
حماس، يحيى
السنوار، تلقي بظلالها على التحليلات الإسرائيلية، في ظل قناعة سائدة بأن "
الحرب مع
حماس لم تنتهِ بعد، لأنها لا تقتصر على حدود قطاع
غزة".
وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي ورئيس معهد
"مسغاف" لدراسات الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، إنه "يجب
توجيه الأنظار لزيادة الضغط على القيادة الجديدة لحركة حماس"، مضيفا أن
"اغتيال السنوار إنجاز مهم، ومن المتوقع أن يؤثر على وضع الحركة وسياساتها
ومواقفها وسلوكها".
واستدرك بن شبات في مقال نشرته
القناة الـ12
العبرية، وترجمته "
عربي21" بأنه "رغم ذلك فلا يزال من غير الممكن نعي
حماس، التي أثبتت قدرتها على التعامل مع الأزمات الصعبة، ما يستدعي من تل أبيب
مواصلة جهودها في قطاع غزة حتى إعادة المختطفين، وتحقيق الأهداف الكاملة للحرب".
وتابع قائلا: "اغتيال السنوار ينضم إلى
اغتيالات سابقة شملت قادة حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية ومحمد الضيف ومروان عيسى،
وسلسلة طويلة من كبار المسؤولين الذين أداروا حماس في غزة، وبنوا قوتها العسكرية".
وأردف قائلا: "على مدى سنوات كانت القرارات في
الحركة تتخذ بموافقة قياداتها الأربعة، حيث مراكز قواتها في قطاع غزة والضفة
الغربية والسجون الإسرائيلية والخارج"، مؤكدا أنه "في العقدين الأخيرين
تعزز تأثير قيادة غزة في هذه القرارات بشكل كبير، على حساب ممثلي السجون
والخارج".
وذكر أنه "بالنظر إلى الواقع في غزة، فلا بد من
الافتراض أن مركز الثقل في اتخاذ القرار سينتقل الآن إلى القيادة في الخارج، وعلى
رأسها خالد مشعل، ما يعني أن التغيير في علاقة باقي القوى الفلسطينية بقيادة حماس
سيسمح له ولشركائه في القيادة، الذين ينحدرون من الضفة الغربية بتحقيق مفهومهم
الخاص بالانخراط أكثر في منظمة التحرير الفلسطينية".
وأكد أن "التغير القيادي الجديد في حماس سيدفع
القيادة الجديدة لاغتنام فرصة التوصل إلى ترتيبات تسمح للحركة بالاندماج في منظمة
التحرير والسلطة الفلسطينية، كي تكون نقطة انطلاق يمكنهم من خلالها السيطرة عليهما
من الداخل، ما قد يستدعي التنازل عن بعض المطالب التي طرحتها الحركة في المفاوضات،
والتوصل إلى اتفاقات بشأن القضايا المتعلقة بمستقبل غزة، بما في ذلك إطلاق سراح
المختطفين".
واستدرك قائلا: "خيار آخر سيكون ماثلا أمامنا
يتمثل في إمكانية تشدد حماس في مواقفها، ربما بسبب سخونة دماء السنوار، ولكن مع
مرور الوقت، ومع اشتداد الضغوط عليها، فقد يتغير هذا التشدد".
واستكمل حديثه بالقول: "هذا التطور يدفع إسرائيل إلى التصرف انطلاقا من أن الحرب مع حماس لم تنته بعد، وهي لا تقتصر على حدود غزة
فقط"، موضحا أن "أهداف الحرب لم تتحقق بالكامل بعد، وعودة المختطفين هي
الهدف الذي يحتل فيه البعد الزمني أهمية بالغة".
وأشار إلى أنه "على المستوى الأمني يجب تكثيف
الجهود الآن في ثلاثة مجالات، الأول زيادة الضغط العسكري على شمال القطاع ومناطق
أخرى، لمنع تعافي حماس، وتعميق الأضرار التي لحقت بعناصرها وقدراتها المتبقية،
وعرقلة جهودها للعودة إلى الحكم، وتأمين الأشخاص الذين سيتم تعيينهم بديلا لها".
وزعم أن "تزايد الضغوط سيوفر مبرراً لباقي قادة
حماس، على كثرتهم، الذين سيسعون للتسوية في قضية المختطفين، ولا ينبغي اعتبار
الإجراءات التي تسعى الولايات المتحدة لتطبيقها في المجال الإنساني إلا جزءا من
التحولات في المفاوضات، وزيادة الضغط على صناع القرار في حماس، لاسيما قطر التي
تستضيفهم على أراضيها، لأنهم لن يتمكنوا بعد الآن من تحميل السنوار وشركائه
مسؤولية عرقلة المفاوضات".
وختم بالقول إن "اغتيال السنوار لا يعني أن
العمل أمام حماس انتهى فعلياً، لأن هناك العديد من التحديات التي تنتظر تل أبيب،
لذلك فإنه يجب إزالة كامل التهديدات ومنع تجدد حركة حماس".