نشر موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا، أعدّته لبنى مصاروة٬ وبيتر أوبورن٬ حول مؤتمر
الاستيطان في
غزة، الذي عقد الإثنين الماضي، ونظّمه مسؤولون في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وشارك فيه دعاة استيطان معروفون مثل دانيلا فيتز.
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، قد طلب من قادة إسرائيل، أمس الثلاثاء، انتهاز فرصة مقتل زعيم حماس، يحيى السنوار، والموافقة على وقف إطلاق النار في غزة. ولكن وقف إطلاق النار كان آخر شيء يفكر فيه أعضاء الكنيست ووزراء الحكومة ومئات من المستوطنين الذين اجتمعوا الإثنين الماضي، للتخطيط من أجل مستقبل القطاع".
وتابع: "لم تشتمل الخطط على أي من المفاوضات. وكان هناك موضوع واحد في ذهن المجتمعين الذين تزامن مؤتمرهم مع عطلة عيد العرش "سكوت" وهي مناسبة دينية لإحياء ذكرى الخروج من مصر، وكان الموضوع هو الاستيطان في غزة".
وأردف: "عقدت منظمة ناتشالا، المؤتمر في كيبوتس ريم، وعلى بعد 4 كيلومترات من غزة. وكان صوت القصف والتدمير يتردد في داخل المؤتمر. وكانت منطقة المؤتمر ساحة عسكرية وعقد بحماية الجيش"٬
وبحسب الصحيفة، فقد "حمل عدد من المشاركين السلاح والمسدسات. وحذر مسؤول في المؤتمر: في حالة حدوث هجوم إرهابي، نطلب منكم عدم إطلاق النار من أسلحتكم واتركوا الأمر للأمن، وهذا من أجل سلامة الجميع. فيما حضر المؤتمر داعمون من الولايات المتحدة وأستراليا وجنوب أفريقيا".
إلى ذلك، أبرز التقرير: "وضعت جدة من ملبورن ملصقا مكتوب عليه "غزة جزء من إسرائيل" و"كاهانا كان محقا"، فيما حمل العديد من الحاضرين ملصقات وشعارات تحتفي بالمتطرف الأمريكي المولد مائير كاهانا والذي كان يدعو لطرد الفلسطينيين من أراضيهم".
"قالت فيتز التي تعتبر من أبطال المؤتمر أن هناك مئات العائلات تنتظر قرب غزة للانتقال إليها. وزعمت أن ناتشالا وقعت اتفاقية بقيمة ملايين الدولارات لإنشاء وحدات سكنية مؤقتة كمرحلة أولية للاستيطان في غزة" أكد التقرير.
وقالت: "ستشاهدون اليهود يذهبون إلى غزة والعرب يختفون من غزة". وهو ما سيكون عملا ممتازا لأور يومتوفيان، الناشط في حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير. ويعمل يومتوفيان في مجال التطوير العقاري.
وأَخبر موقع "ميدل إيست آي" أن: "غزة ستكون حلا لمشكلة العقارات، نحن بلد صغير وهناك أرض واسعة نستطيع استخدامها". وعندما سئل عن احتلال غزة قال: "أولا وقبل كل شيء وفي أقرب وقت".
وعندما سأله الموقع عن قيمة العقارات الواقعة على البحر، قال: "ستكون صفقة رابحة، فالعقارات في تل أبيب المجاورة للبحر تكلّف ما بين 20 و50 مليون شيكل (5 ملايين إلى 13 مليون دولار). هنا يمكننا البيع بسعر رخيص".
وقال يومتوفيان، إنه: "كان في المركز السادس عشر على قائمة المرشّحين البرلمانيين لحزب القوة اليهودية، وتوقّع أن يصبح زعيم الحزب، بن غفير، رئيس وزراء إسرائيل القادم بعد نتنياهو".
ويقول الموقع، إنه: "من الخطأ تجاهل المؤتمر كمناسبة هامشية تعكس فتنازيا حركة المستوطنين اليهود. فالمال والسّاسة لديهم رهانات بشأن غزة. وقد شارك في المناسبة وزراء في الحكومة وأعضاء في الكنيست، عدد كبير منهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو".
وأوضح التقرير: "حضر وزير المالية، بتسلئيل سموتريش المؤتمر أيضا. وكان بن غفير نجم المؤتمر حيث انضم لرقص جماعي ونظر إليه كزعيم إسرائيل المقبل. وقال بن غفير إن هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر غير عقلية الإسرائيليين".
وقال: "نحن ملاك الأرض" و"هم يفهمون أن إسرائيل عندما تتصرف كمالكة للأرض تحقق نتائج". وقال لجمهوره إن: "إسرائيل ستشجع النقل الطوعي لجميع مواطني غزة"، مضيفا: "سنقدم لهم الفرصة للانتقال إلى دول أخرى لأن هذه الأرض ملك لنا".
وأشار الموقع، في الوقت نفسه، إلى أن "بن غفير وسموتريش كما أظهرت الأحداث الماضية يحصلان على ما يريدان من ائتلاف يتزعمه نتنياهو. وهذا نابع من الدعم الشعبي لهما، ولكن لأن الحكومة ستنهار بدونهما".
وأشارت فيتز، في كلمتها، إلى أن "سلطة المستوطنين الجديدة لمّحت لكلام نتنياهو بأن الاستيطان في غزة "غير واقعي". وقالت إن "الكثيرين قالوا نفس الكلام عن الاستيطان في الضفة الغربية". مردفة: "لدينا الدعم السياسي والشعبي وتجربة 55 عاما من الاستيطان في يهودا والسامرة ومرتفعات الجولان. 350 مستوطنة ولدينا تجربة لتحقيق هذا سياسيا".
"بالنسبة للفلسطينيين فعليهم الخروج من غزة. وقالت لمجموعة من الصحفيين الدوليين، إن عليهم الذهاب إلى إنجلترا، أفريقيا، إلى تركيا، تماما مثل أفغانستان الذين انتقلوا خلال الحرب وكذا الشعب السوري والأوكراني" تابع التقرير ذاته.
وتابع: "أكدت أن الفلسطينيين لن يبقوا في غزة وبأي حال من الأحوال. وفي كلمتها أمام المؤتمر قالت فيتز إن الفلسطينيين في غزة "سيختفون" من القطاع وأن آلافا من الأشخاص جاهزون للتحرك "من الشمال إلى الجنوب".
وقالت: "جئنا إلى هنا بهدف واضح: الهدف هو الاستيطان في كل قطاع غزة، وليس جزءا كبيرا فيه. وليس عددا قليلا من المستوطنات، ولكن كل القطاع من الشمال إلى الجنوب"، مبرزة: "هناك 6 مجموعات استيطانية وأكثر من 700 عائلة تتطلع للاستيطان في غزة التي قتل فيها أكثر من 42,000 فلسطيني منذ الحرب الإسرائيلية، في نهاية العام الماضي".
وقالت ويز: "هناك الآلاف مستعدين للانتقال إلى غزة. ونتيجة لما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد عرب غزة الحق لأن يكونوا هناك، ولهذا سيذهبون إلى دول مختلفة حول العالم ولن يبقوا هناك".
فيما كانت تصريحاتها صدى لما قاله بن غفير، الإثنين الماضي: "نحن ملاك الأرض"، داعيا الفلسطينيين من غزة للرحيل "طوعا". وحمل مؤتمر الإثنين شعار "التحضير للاستيطان في غزة".
وقال عضو الكنيست أرييل كالنر لموقع "ميدل إيست آي" إنه: "يجب أن تكون هناك مستوطنات في شمال غزة وأماكن استراتيجية مثل ممر فيلادلفيا"، مضيفا أن "العديد من أعضاء الليكود يؤيدون الخطة".
وعندما سئل عن رأيه في ما يسمى "خطة الجنرالات" التي يتم تنفيذها حاليا في شمال غزة، والتي يراها الكثيرون بمثابة استراتيجية للتطهير العرقي لطرد الفلسطينيين من المنطقة أو قتل أولئك الذين يبقون، قال كالنر إنها "خطة معقولة جدا جدا".
ودعمت عضو الكنيست عن حزب الليكود، تالي غوتليف الاستيطان في غزة، قائلة: "لقد أوضحت منذ اليوم الأول للحرب أن أحد أهدافنا يجب أن يكون احتلال شمال غزة". وعمّا إذا كان نتنياهو يدعم الخطة، أجابت غوتليف: "ليس لدي شك في أنه يدعم الاستيطان في غزة لأنه سيجلب المزيد من الأمن ليس فقط للمنطقة المحيطة بقطاع غزة، ولكن لإسرائيل".
وعن سكان غزة ومصيرهم قالت: "سمح سكان شمال غزة لمقاتلي حماس بالمرور في 7 تشرين الأول/أكتوبر؛ ولا رحمة لدي، والرحمة الوحيدة هي منحهم فرصة للرحيل ويجب أن يرحلوا إلى الجنوب". وقالت غوتليف: "نحن بحاجة إلى احتلال أرض إسرائيل بالكامل. لا يوجد أبرياء في غزة. وكل من يرفض مغادرة الشمال فهو متعاون".