نشرت مجلة "
ذي نيويوركر" الأمريكية، مقالا، للصحفية، روبن رايت، قالت فيه إن السفير الأمريكي السابق في
لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان والكويت، ريان كروكر، قال إن "الهزيمة لا يمكن تحديدها إلا من الطرف الذي هُزم ظاهريا، وليس المنتصر المفترض. إذا شعر المرء بالهزيمة، فقد هُزم. وإذا لم يشعر بذلك، فإنه يواصل القتال".
مضيفا أنه "لا يوجد شيء في الصراع الحالي يشير إلى أن حركة حماس أو حزب الله، أو الإيرانيين، يشعرون بالهزيمة".
ووفقا للمقال، فقد بيّن نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في بيروت، بول سالم، أنه "ما لم تقدم إسرائيل خطة مستدامة توفر للفلسطينيين مساحة سياسية رسمية في مقابل الأمن، فإن خطر التصعيد سيزداد. وإن حماقة التفاخر قبل الأوان بالاغتيالات، موثق جيدا".
ومضى
التقرير بالقول: "في عام 2011، أدت غارة للقوات الخاصة إلى مقتل بن لادن، بعد عقد من الزمان منذ أن دبّر زعيم تنظيم القاعدة المولود في السعودية هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على مركز التجارة العالمي والبنتاغون".
وفي إعلانه عن وفاة بن لادن، وصف الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما "الخطوات الكبيرة، التي قطعتها عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية، بما في ذلك الإطاحة بحكومة طالبان في أفغانستان".
وأكد المقال: "لكن طالبان عادت إلى السلطة منذ عام 2021، بعد أن أجبرت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول على الانهيار. وفي هذا العام، أفادت الأمم المتحدة بأن طالبان تساعد وتشجع مرة أخرى تنظيم القاعدة، الذي يدير الآن ثمانية معسكرات تدريب وخمس مدارس دينية في أفغانستان".
واسترسل: "في عام 2019، أعلن الرئيس دونالد
ترامب، عن وفاة أبي بكر البغدادي، مؤسس وزعيم تنظيم الدولة، عندما فجر سترته أثناء غارة عسكرية أمريكية على مخبئه المعزول في سوريا. قال وزير الدفاع السابق مايك إسبر: "عندما تقضي على زعيم مثل هذا، فسيكون لذلك تأثير كبير على المنظمة".
"لكن بعد خمس سنوات، قدم مجتمع الاستخبارات الأمريكي تحذيرا صارخا في أحدث تقييم للتهديدات. على الرغم من أن تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة عانا من خسائر قيادية متتالية، في
العراق وسوريا، فإن فروعه الإقليمية استمرت في التوسع. لم ينته أي منهما. لقد أنتج كلاهما فروعا في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا".
قال عالم السياسة الفلسطيني وخبير استطلاعات الرأي، الذي يدرس في جامعة برانديز، خليل الشقاقي، إن "قتل القادة المعادين يوفر رضا مؤقتا، ولكن من غير المرجّح أن يضعف الجماعات التي تتمتع بدعم شعبي".
وتابع بأن "المسار الحالي الذي يتلخص في تعميق الاستقطاب بدلا من المصالحة. من المحتمل أن يساعد في تمكين المتطرفين في إسرائيل وبين الفلسطينيين وغيرهم من العرب".
وأوضح المقال: "بعد أن نشرت إسرائيل لقطات من كاميرا درون تصوير للحظات الأخيرة من حياة السنوار، وهو مصاب ومحاصر في كرسي متهالك مغطى بالغبار، فإنه تم الاحتفاء بزعيم حركة حماس على نطاق واسع في العالم العربي باعتباره شهيدا".
وأضاف: "في عام 2020، اغتالت غارة جوية أمريكية الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري، أثناء رحلة إلى بغداد. لقد نسق سليماني محور المقاومة الإيراني، بما في ذلك المليشيات الكبيرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة. وقتلت الضربة أبا مهدي المهندس، زعيم كتائب حزب الله في العراق، والذي استقبل سليماني في مطار بغداد. وبعد أن أعلن ترامب أن الضربة قد تم تنفيذها، فإنه تعهد بمواصلة اتخاذ أي إجراء ضروري".
وبحسب
المقال، فإنه "مع ذلك، خلص تقييم الاستخبارات الأمريكية لعام 2024 إلى أن طهران تواصل تسليح شبكتها ومساعدتها لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها - وستستمر في القيام بذلك بشكل جيد بعد الحرب في
غزة. وفي 19 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد يومين من اغتيال السنوار، التقى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في إسطنبول بقادة حركة حماس، بما في ذلك المرشحون لخلافة السنوار".
وأكد أنه "على الرغم من الخسائر التي تكبدتها حماس وحزب الله في الأشهر الأخيرة، فمن المرجح أن تستعيدا عافيتهما، بشكل أو بآخر، نظرا لأن مظالم المجتمعات التي تمثلها لن تتفاقم إلا وسط الدمار المادي في غزة ولبنان، كما أشار غوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية".
وأبرز أنه "في الوقت نفسه، فإن الضربات الأكثر أهمية التي ستوجه إلى حماس وحزب الله، كقوتين سياسيتين قدمتا خدمات اجتماعية أساسية لفترة طويلة، قد تخلق فراغات خطيرة. وقال هيلترمان إنه في غزة لن يتمكن أحد من توفير الأمن والحكم لسكان يبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة على وشك المجاعة".