سياسة تركية

زعيم "العمال الكردستاني" يوجه رسالة للرأي العام التركي بعد مبادرة حليف أردوغان

أوجلان يقبع داخل سجن في جزيرة "آمرلي" منذ عام 1999- الأناضول
وجه زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان، الخميس، رسالة إلى الرأي العام ردا على مبادرة رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، الذي دعاه إلى إعلان حل التنظيم المدرج على قوائم "الإرهاب" التركية ووضع السلاح.

جاءت الرسالة على لسان عمر أوجلان، ابن شقيق أوجلان القابع في سجن بجزيرة "آمرلي" منذ عام 1999 بتهمة "الخيانة والانفصالية"، حيث صدر بحقه حكم بالإعدام، إلا أن هذه العقوبة خففت عام 2002 إلى السجن مدى الحياة.


وقال أوجلان في رسالة بثها ابن شقيقه عمر عقب زيارة عائلية في محبسه، إنه "في حال توفرت الظروف، لدي القوة النظرية والعملية لنقل هذه العملية (يقصد المواجهات مع حزب العمال الكردستاني) من أرضية الصراع والعنف إلى الأرضية القانونية والسياسية".

وبحسب ما نشره عمر أوجلان عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، فإن زعيم حزب العمال الكردستاني أجرى تقييما للتطورات السياسية العامة وطلب إيصال الرسالة المشار إليها، خلال الزيارة العائلية التي أجريت يوم الأربعاء لأول مرة منذ عام 2020.


والثلاثاء، أشعل زعيم الحركة القومية التركية، دولت بهتشلي، الأوساط السياسية المحلية بعد كشفه عن مبادرة تسفر في نهايتها عن إطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني.

وتلخصت مبادرة بهتشلي الذي يعد أحد أهم أركان "تحالف الجمهور" الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في قوله أمام كتلة حزبه النيابية: "إذا تم رفع العزلة عن الزعيم الإرهابي (أوجلان)، فعليه أن يأتي ويتحدث في اجتماع مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) في مجلس الأمة التركي، ويصرخ بأن الإرهاب انتهى تماما وتم إلغاء التنظيم".

ووفقا لمبادرة بهتشلي، فإنه "في حال أظهر (أوجلان) هذا التصميم، فسيكون الطريق مفتوحا على مصراعيه للاستفادة من حقه في الأمل" بموجب المادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تمنح أي محكوم بالمؤبد حق الخروج من السجن بعد قضاء مدة محددة داخل السجن.

وحظيت المبادرة بدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما يشير إلى وجود تنسيق مسبق بين الحليفين بشأن بدء مرحلة جديدة في السياسة الداخلية، حسب مراقبين.


في أعقاب ذلك، شهدت العاصمة التركية أنقرة هجوما مسلحا نفذه اثنان أحدهما امرأة، قالت السلطات إنهما من أعضاء حزب العمال الكردستاني، ضد منشأة تعود لشركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" (TUSAŞ)، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وردا على الهجوم، شنت تركيا عشرات الغارات الجوية المصحوبة بالقصف المدفعي على أهداف تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور في شمال العراق وشمال سوريا.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن "العمليات الجوية في شمال العراق وسوريا، ضربت 47 هدفا إرهابيا حتى مساء أمس الأربعاء 23 تشرين الأول /أكتوبر"، مشيرة إلى أن هذه العمليات أسفرت عن "تحييد 59 إرهابيا، بينهم إرهابيان رفيعا المستوى، بحسب النتائج الأولية".