كشف محلل عسكري إسرائيلي، الاثنين، أن تشرين
الأول/ أكتوبر هو أكثر شهر شهد
خسائر بشرية بصفوف الجيش منذ بداية عام 2024، وأن استمرار
قتل وجرح عسكريين قد يدفع الرأي العام الإسرائيلي إلى المطالبة بإنهاء الحرب كما حدث
مرات سابقة.
وبدعم أمريكي تشن "إسرائيل" منذ
7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، وبدأت في 23 أيلول/ سبتمبر
الماضي حربا واسعة على لبنان، عبر غارات جوية بالإضافة إلى توغلات برية في الجنوب.
وقال المحلل البارز عاموس هارئيل، في تحليل
بصحيفة "هآرتس" العبرية: "أكتوبر الذي لم ينته بعد هو أسوأ شهر من حيث
الخسائر الإسرائيلية منذ بداية العام".
ومن ضمن الخسائر، أشار إلى مقتل 5 جنود
احتياط وإصابة 14، بينهم 5 بجروح خطيرة، السبت، ومقتل 10 آخرين في اليومين السابقين
جنوب لبنان.
ويضاف إلى ذلك العسكريين الإسرائيليين الذين
قتلوا وجرحوا في جنوب لبنان وقطاع غزة منذ بداية الشهر الجاري.
ولم يذكر هارئيل حصيلة إجمالية للقتلى والجرحى
منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر، ولم يقارنها بشهور أخرى، حيث يفرض جيش
الاحتلال
رقابة مشددة على مثل هذه الأرقام.
وأضاف أن "الحكومة تصور سلسلة النجاحات
العسكرية الأخيرة في قطاع غزة وإيران ولبنان على أنها دليل على صحة استراتيجيتها وأن
الحرب لا بد أن تستمر على الجبهات كافة".
واستدرك: "ولكن في الواقع، من المستحيل
تجاهل الثمن الذي قد يترتب على استمرار الحرب لفترة أطول".
واعتبر أن "الخطر الأعظم يكمن في لبنان
(..) فقد بدأ حزب الله يتعافى بالفعل إلى حد ما، بعد أن عيَّن قادة جددا ليحلوا محل
العديد مَن الذين قتلتهم الهجمات الإسرائيلية".
"قد يؤدي هذا إلى تساقط مستمر للضحايا
(عسكريين إسرائيليين)، ما قد يغير تدريجيا وجهة نظر الرأي العام بشأن الحاجة إلى مواصلة
الحرب"، بحسب هارئيل.
ولفت إلى حرب "إسرائيل" الأولى
على لبنان عام 1982، والاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان على مدى الأعوام الثمانية
عشر التالية ثم الانسحاب في 2000، والانسحاب الأحادي الجانب من غزة في 2005.
وقال إنه في كل تلك الحالات "كان ارتفاع
عدد القتلى سببا في خلق ضغوط على الحكومات (حتى اليمينية منها) ودفعها إلى تغيير سياساتها،
بما في ذلك الموافقة على الانسحابات".
وتابع: "ارتفاع عدد القتلى وحقيقة
أن عبء الخدمة الاحتياطية والتضحية يقع على شريحة ضيقة إلى حد ما من الإسرائيليين من
شأنه أن يزيد من حدة الأزمة السياسية ويجعل من الصعب عليه (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو)
الاستمرار في إدارة الحرب كما يشاء".
و"الخلاف حول استمرار الحرب ينقسم
على طول خط الصدع بين اليمين ويسار الوسط، ولكن يمكن وصفه أيضا بأنه جدال بين المتفائلين
والمتشائمين"، كما زاد هارئيل.
وأردف: "يرى نتنياهو وأنصاره فرصة
لإحداث تغييرات أعمق في الشرق الأوسط".
واستطرد: "بعد الضربات التي تلقاها
حزب الله وحماس والضربة الأخيرة على إيران (السبت)، يعتقد الإسرائيليون بإمكان الاستمرار
في إضعاف المحور الشيعي بالمنطقة إلى حد مهاجمة البرنامج النووي الإيراني وحتى (كما
قال نتنياهو مؤخرا) حث الشعب الإيراني على الإطاحة بالنظام".
لكن في المقابل، وفق هارئيل: "يخشى
أنصار إنهاء الحرب أن تتورط إسرائيل بشكل متزايد على جبهات كثيرة للغاية، ويعتقدون
أن معظم ما كان من الممكن تحقيقه قد تحقق بالفعل، وأن المخاطرة الإضافية قد تكون مقامرة
باهظة التكلفة".
وأردف: "يمكننا أن نرى دليلا على هذا
التوتر في مراسم إحياء ذكرى أكتوبر الماضي (هجوم طوفان الأقصى) التي أقيمت (أمس) الأحد
(وفق التقويم العبري)".