سياسة عربية

مسعف في غزة يتفاجأ بجثمان والدته خلال إسعافه مصابين.. "والله ما عرفتك يما" (شاهد)

الاحتلال يواصل عدوانه الوحشي على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي- الأناضول
صُدم المسعف بالهلال الأحمر الفلسطيني عبد العزيز البرديني بعد إسعافه مصابين بقصف إسرائيلي على وسط قطاع غزة بنقله جثمان أمه إلى المستشفى مع ضحايا العدوان الإسرائيلي دون أن يدرك أن المرأة التي استشهدت في موقع الغارة هي والدته.

وأثارت مأساة البرديني تعاطفا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي ضجت بمقطع مصور يظهر المسعف الفلسطيني في حالة من الصدمة والانهيار بعد اكتشافه أن الجثمان يعود إلى والدته التي ودعها في صباح يوم الغارة قبل ذهابه إلى العمل.


ووثق المقطع المصور المتداول على نطاق واسع لحظات وقوف البرديني أمام جثمان والدته في مستشفى "شهداء الأقصى"، وهو يصرخ بألم "والله ما عرفتك يما".

الحادثة وقعت الأربعاء الماضي، بعدما شن الاحتلال الإسرائيلي غارة على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما دفع البرديني البالغ من العمر 26 عاما إلى التوجه لمكان الحادث مع طاقم الإسعاف خلال دقائق لإجلاء المصابين والشهداء.

وقال المسعف الشاب في حديثه لـ"بي بي سي"، اليوم الجمعة، "قمت بحمل 3 إصابات من بينهم إصابة خطيرة لطفل يبلغ من العمر عشر سنوات لكنني فوجئت بأشخاص يركضون نحوي وبيدهم جثة يقولون لي إن هذه شهيدة، فتسلمتها منهم وقمت بفحصها للتأكد من أنها فارقت الحياة،".

وأضاف: "لكنني كنت مشغولا بإسعاف الطفل المصاب صاحب الحالة الخطرة خاصة أنه كان مصابا بنزيف داخلي واستفراغ دموي، فكان هدفي أن أصل به للمستشفى في أسرع وقت ممكن".


وأردف: "بعد وصولنا للمستشفى سارعت بنقل الطفل للعناية، وبعدما اطمأننت على أنه يحظى بالعناية الطبية اللازمة عدت لجثة المرأة وقمت بنقلها أيضا لقسم العناية المركزة وطلبت من الطبيب المناوب حينها أن يتأكد من أنها فارقت الحياة وأخبرته أن الحالة بمفردها ولا أعرف أحدا من عائلتها، بالفعل فحصها الطبيب وأكد لي أنها فارقت الحياة وحينها رأيت وجهها ومع ذلك لم أتعرف عليها من الوهلة الأولى فقد كانت الشظية اخترقت عينها وشقت رأسها وتسببت لها في نزيف أفقدها حياتها على الفور".

وتابع البرديني قائلا "لكن شيئا ما دفعني للعودة إليها وتأمل ملامحها مرة أخرى، تفاجأت أنها والدتي وكنت في لحظة ذهول وعدم تصديق، التزمت الصمت تماما لدقائق وأنا أحدث نفسي بأنها لا يمكن أن تكون والدتي، سيأتي شخص ما الآن ويخبرني بأنها والدته أو أخته، لا لا يمكن أن تكون والدتي، لكن الحقيقة كانت أكبر من إنكارها فدخلت في نوبة انهيار تام وقمت بحملها لثلاجة الموتى فالتف حولي زملائي المسعفين وأخذوا يسألونني من هذه؟ فأخبرتهم: والله أمي وما كنت أعرف".


وتحدث المسعف الفلسطيني عن آخر مرة رأى فيها والدته قبل استشهاده بغارة إسرائيلية، قائلا: "يوم استشهادها استيقظت صباحا فوجدتها قد أعدت لي كوبا من الشاي مع ساندويش، وودعتني قائلة: مع السلامة حبيبي الله يسهل عليك".

ولليوم الـ392 على التوالي،  يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ43 ألف شهيد، وأكثر من 101 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع