أكدت شركة "بين آند جيري" الأمريكية للمثلجات في دعوى قضائية رفعتها الأربعاء، أن الشركة الأم "
يونيليفر" عرقلت محاولاتها للتعبير عن دعمها للاجئين الفلسطينيين، وهددت بحل مجلس إدارتها ومقاضاة أعضائها بشأن هذه القضية.
وتمثل الدعوى أحدث علامة على التوتر المستمر منذ فترة طويلة بين "بين آند جيري" وشركة "يونيليفر" للمنتجات الاستهلاكية، بعدما اندلع خلاف بينهما عام 2021 بعدما أعلنت الأولى أنها ستتوقف عن بيع منتجاتها في مستوطنات الضفة الغربية، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
وجاء الإعلان حينها من قبل مجلس إدارة الشركة المستقل الذي اشترط سابقا الحفاظ على حق العلامة التجارية ومجلس إدارتها المستقل في اتخاذ قرارات بشأن مهمتها الاجتماعية، وذلك في عام 2000 وكجزء من اتفاقية الاستحواذ على الشركة.
ورفعت شركة صناعة المثلجات دعوى قضائية ضد "يونيليفر" لبيع أعمالها في "
إسرائيل" لصاحب رخصتها هناك، الأمر الذي سمح بمواصلة التسويق في المستوطنات والأراضي المحتلة عام 1948، وتمت تسوية هذه الدعوى في عام 2022.
وفي دعواها القضائية الجديدة، تؤكد شركة "بين آند جيري" أن "يونيليفر" انتهكت شروط التسوية التي تم التوصل إليها عام 2022، والتي ظلت سرية.
وكشفت الدعوى أن اتفاق التسوية ينص على أن "يونيليفر" مطالبة "باحترام وتقدير المسؤولية الأساسية لمجلس إدارة بين آند جيري المستقل في ما يتعلق بالمهمة الاجتماعية لـ بين آند جيري".
وأضافت الدعوى أن "بين آند جيري" حاولت في أربع مناسبات التحدث علنا لدعم السلام وحقوق الإنسان إلا أن "يونيليفر أسكتت كل هذه الجهود".
يذكر أن يونيليفر هي شركة إنجليزية هولنديّة عملاقة للمنتجات الاستهلاكيّة المنزليّة، وتنتشر منتجاتها في أكثر من 190 دولة، ومن ضمنها "إسرائيل"، وتمتلك علامات تجارية بارزة منها: "كومفورت، وصن سيلك، وريكسونا، وكلوز آب، ووالز"، إضافة إلى "آكس، ولايف بوي، ودوف، وفازلين، وكنور، وبين آند جيري".
وبدأت يونيليفر نشاطها التجاري في حيفا عام 1938، مع توفير فرص عمل للمهاجرين اليهود إلى فلسطين، ثم أنشأت سنة 1969 فرعا لها رسميا في الأراضي المحتلة باسم "يونيليفر - إسرائيل".
وفي عام 1996 قامت شركة "ويتكو - Witco"، وهي إحدى الشركات الرائدة في العالم في مجال موادّ التنظيف ومستحضرات التجميل والبلاستيك وغيرها، ببيع حصّتها في فرعها الإسرائيلي إلى يونيليفر، بحسب موقع "إيه دبل يو إنسايتس".
أما في نهاية التسعينيّات، فقد اشترت يونيليفر العلامة التجاريّة "فانتاستيك - Fantastik" من شركة "Chemicals Kedem" الإسرائيليّة مقابل 11 مليون دولار، واتّفقتا على إنشاء شركة موحّدة لإنتاج المنظّفات والكيماويّات، بحسب صحيفة "غلوبس".
في عام 2001، استحوذت يونيليفر، على شركة "بيغل بيغل - Bagel-Bagel" الإسرائيلية للمسليات والمخبوزات جزئيا، ثم استحوذت على معظم أسهم الشركة، التي عملت في المستوطنات لسنوات طويلة.
وبسبب انتقادات العمل في المستوطنات صرحت الشركة عام 2008 بأنها ستسحب استثماراتها من المصنع المبني بشكل غير قانوني على أراض صودرت من الفلسطينيين في مستوطنة "أرييل" بالضفة الغربية، ولكن عكس ما كانت تزعم، أصبحت الشركة في عام 2010 المالك الوحيد للشركة الإسرائيلية بعد شراء باقي الحصص، بحسب صحيفة "الغارديان".
وفي عام 2013، أبلغت شركة Unilever المنظمة الهولندية غير الحكومية "المدنيون المتحدون من أجل السلام" (UCP) أن الشركة لم تعد تدير مصنع شركتها التابعة بيغل بيغل في المستوطنات ونقلت خطوط الإنتاج إلى مصنع يونيليفر في صفد، داخل الأراضي المحتلة عام 1948، إلا أن ذلك جاء بعد الحصول على منحة حكومية إسرائيلية كبيرة لفتح مصنع جديد، بحسب منظمة "هوو بروفتس".
وفي عام 2010، قامت شركة "ستاروس - Strauss" الإسرائيليّة، وهي أكبر شركة لتصنيع البوظة في "إسرائيل"، ببيع 39 بالمئة إضافيّة من قيمتها إلى "يونيليفر"، فرفعتْ حصّة الأخيرة إلى 90 بالمئة منها، بحسب صحيفة "غلوبس".
ولعل أبرز المواقف الحديثة التي أظهرت دعم شركة يونيليفر لـ"إسرائيل"، هو ما حدث على مدار أكثر من عام من خلال استمرار قضية شركة المثلجات العالمية "بين آند جيري - Ben & Jerry's" المملوكة من قبلها في تصدر مشهد حراك مقاطعة "إسرائيل".