أدان نائب الرئيس
الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد
ظريف،
الصهيونية باعتبارها أيديولوجية تتناقض جوهريًا مع "الوصايا العشر"، وحث على حماية "الإيمان الإبراهيمي" من التحريفات الصهيونية والعدوان والتمييز العنصري والإبادة الجماعية.
وتحظى الوصايا العشر بأهمّية كبرى في التّوراة وأثر بيّن في المجتمع
اليهودي، فهي إجمالا مصدر كلّ الأوامر والنّواهي والتّشريعات التي تزخر بها كتب اليهود وشرائعهم.
وقال ظريف في خطاب مصور موجه إلى الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم: "سلام لأولئك - من أي دين أو لغة أو عرق - الذين يعتزون بالحرية والعدالة، تحياتي لأتباع جميع الأديان، وجميع أبناء إبراهيم، بغض النظر عن عقيدتهم أو عرقهم أو لغتهم، سلام إلى زملائي الإيرانيين من أتباع الديانة اليهودية وجميع أتباع النبي موسى في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "أبدأ باسم إلهنا الواحد الرحيم، لأذكرنا جميعًا بضرورة منع انتشار الحرب وإراقة الدماء والنهب والقمع، أتحدث إليكم، أيها الشعب اليهودي في مختلف أنحاء العالم، كمواطن من أمة عريقة لها تاريخ غني بالتسامح والإنسانية.. لأكثر من ألفي عام، كانت أمتي رمزًا للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات واللغات واللهجات والأعراق والقوميات".
وأكد أن "دعم المضطهدين والنازحين والساعين إلى اللجوء من الإبادة الجماعية، كان دائمًا سمة من سمات أمتي في تاريخها الطويل والفخور، فقد تم تحرير اليهود الذين عانوا تحت حكم البابليين منذ أكثر من 2600 عام، وجرى استقبال اليهود النازحين من قبل النازيين والفاشيين خلال الحرب العالمية الثانية".
وأوضح أن "إيران فتحت ذراعيها لملايين الأفغان الفارين من الاحتلال الأجنبي، وعملت على مساعدة الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين النازحين بسبب العدوان والفصل العنصري.. لقد سعينا نحن الإيرانيون عبر التاريخ إلى السلام، لكننا دافعنا عن أرضنا، واستوعبنا المحتلين في ثقافتنا، ولم نتوقف أبدًا عن دعم المظلومين".
وأضاف: "قبل بضع سنوات، كان لي الشرف بالمساهمة في إنجاز فريد من نوعه للدبلوماسية المتعددة الأطراف لإنهاء الأزمة المصطنعة بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، ومع ذلك، فإن نتنياهو ــ الذي ساهم بنفسه في تصنيع هذه الأزمة ــ جعل من مهمته التاريخية عرقلة وقتل الاتفاق النووي: وهو الاتفاق الذي كان ليضمن أن الذئب الذي كان هذا الكاذب المعتاد يبكي من أجله، لن يأتي إلى المدينة أبدا".
وذكر أنه "كان من الممكن أن يشكل هذا الاتفاق الأساس لعصر جديد من السلام والهدوء والتعاون الإقليمي والتحرر من التهديدات والصراعات والتوترات المتصاعدة، ولكن قبل فترة طويلة، نجح نتنياهو ورفاقه الصهاينة والمتطرفون في جهودهم الشيطانية لحرمان المنطقة والعالم من هذه الفرصة التاريخية، والوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ".
وقال إن "نتنياهو ونظامه، إلى جانب حلفائه الغربيين، يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ مرة أخرى، وقد أطلقوا العنان لآلية الموت والدمار في المنطقة، مما تسبب في وقوع مذابح وجرائم ضد الإنسانية في حملة إبادة جماعية قتلت أكثر من 50 ألف مدني، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف طفل. ولكن مقاومة الاحتلال لن تموت بقتل الأطفال أو حتى قادتها".
وشدد: "إنني على ثقة من أنه بالنسبة لجميع البشر الطيبين من ذوي العقيدة والأصول اليهودية، فإن النظام الإرهابي، الذي لا يحتوي سجله إلا على الفصل العنصري والإبادة الجماعية والمذابح والنهب والعنف المنهجي، لا يمكن أن يمثل اليهودية، وهو دين إبراهيمي إلهي نحترمه جميعًا، بل إن هذا النظام وممارساته هي ببساطة تجسيد لظلام النازية والفاشية".
وبين ظريف أن "الصهيونية العدوانية ليست سوى حركة علمانية توسعية، تستخدم اليهودية بشكل مخادع لتعزيز أجندتها الاستعمارية والعنصرية، إنها تسيء إلى ذكريات ودماء ضحايا الهولوكوست اليهود الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الثانية، في حين أن الصهيونية نفسها ليست سوى عنصرية وشوفينية وعسكرة وإرهاب وتوسعية وفصل عنصري وكراهية ضد الأمم والأديان الأخرى، إنها تدعي بشكل مخادع أنها ممثل وحامي الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، بينما في الممارسة العملية، فهي تشكل أعظم تهديد لكرامة وأمن الشعب اليهودي".
وبين أن "هذا النظام لا يلتزم بالوصايا العشر للنبي موسى؛ بل إنه ينتهك كل واحدة من هذه القوانين الإلهية، إنه: يعبد القوة، وليس الله؛ ويضحي باليهود والأغيار على مذبح الصهيونية؛ ويستخدم اسم الرب عبثًا لتبرير الإبادة الجماعية؛ ويدمر شرف جميع اليهود عبر التاريخ؛ ويدير "معسكرات اغتصاب" لانتهاك كرامة الرهائن الفلسطينيين؛ وجعل سرقة أراضي الناس عادة دائمة؛ كما حول شهادة الزور إلى صناعة عالمية؛ ويعتبر الآخرين "دون البشر" ويطمع في منازل جيرانه وقراهم وبلدهم بأكمله".
ووجه ظريف حديثه إلى الإيرانيين من أتباع الديانة اليهودية، واليهود في مختلف أنحاء العالم، قائلا: "إنكم لستم فقط مذعورين من الجرائم الصهيونية المرتكبة ضد الآخرين؛ بل أنتم أيضا ضحايا للاعتداء الصهيوني على إيمانكم وهويتكم.. استمروا في الوقوف ــ كما فعلتم في شوارع العواصم الغربية ــ مع كل الضحايا الأبرياء للصهيونية في فلسطين، وفي أماكن أخرى".
ودعا ظريف اليهود أيضا إلى "الاستمرار في دعم أولئك الذين يقفون في طليعة هذه المقاومة الذين يدافعون عن الكرامة الإنسانية.. أنقذوا الإيمان اليهودي الإبراهيمي الإلهي من التزوير الصهيوني، الذي شوهه العدوان والفصل العنصري والإبادة الجماعية".
وختم كلمته بالقول: "أنتم تقفون من أجل الإنسانية، اعتبروا الأمة الإيرانية حليفكم في هذه المقاومة النبيلة والعادلة".