أطلقت
الصين صاروخ
"لونغ مارش-2 سي" حاملاً
قمرين اصطناعيين جديدين هما "سيوي
جاوجينغ-2 03" و"سيوي جاوجينغ-2 04"، إلى مدارهما المحدد بنجاح.
وأجريت عملية
الإطلاق في تمام الساعة الـ7:39 صباح الاثنين بتوقيت بكين من
مركز جيوكوان لإطلاق
الأقمار الاصطناعية، الواقع في شمال غرب الصين.
ويُعد هذا
الإطلاق إضافةً بارزة إلى سلسلة طويلة من الإنجازات الفضائية للصين، حيث تمثل هذه
المهمة الرقم 547 ضمن سلسلة صواريخ "لونغ مارش"، والتي تُعتبر العمود
الفقري لبرامج الصين الفضائية.
وفي السنوات
الأخيرة، عززت الصين مكانتها كواحدة من أبرز الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء،
ففي أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلقت البلاد القمر "شيجيان-19"، وهو قمر
اصطناعي تجريبي يتميز بقدرته على إعادة الاستخدام، باستخدام صاروخ من طراز
"لونغ مارش-2 دي".
ويهدف هذا
الابتكار إلى خفض تكاليف
المهام الفضائية ورفع كفاءة العمليات المستقبلية، كما
برزت الصين في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفضاء، حيث أعلنت شركة "إيه
دي إيه سبيس" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن نجاح أحد أقمارها في إجراء
اختبارات متقدمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الكبيرة أثناء وجوده في المدار.
وشملت هذه
الاختبارات تحليل بيانات معقدة تحت ظروف تشغيلية متعددة، ما يفتح الباب أمام
إمكانيات جديدة لتحسين الاستشعار عن بعد ومعالجة البيانات الفضائية.
وتستثمر الصين
بشكل كبير في تطوير بنيتها التحتية الفضائية، بما يشمل منصات الإطلاق ومراكز الأبحاث،
إلى جانب برامج التعاون الدولي في مجال الفضاء.
وتهدف هذه
الجهود إلى تحقيق أهداف رؤية طويلة المدى تشمل استخدام الفضاء لدعم الاقتصاد
الرقمي، وتحسين جودة حياة البشر عبر الاستشعار الدقيق، وتعزيز استدامة المشاريع
الفضائية.
وعلى صعيد آخر،
أثارت هذه الإنجازات اهتمام المجتمع العلمي العالمي، حيث يُنظر إلى التطورات
الصينية في مجال الفضاء على أنها جزء من سباق أوسع بين القوى الكبرى للوصول إلى
الريادة في التقنيات الفضائية المتقدمة.
ومع التوسع
المستمر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الفضاء، تخطط الصين لاستخدام هذه التقنيات
في إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد وتحليل البيانات البيئية بدقة غير مسبوقة.