سياسة دولية

NYT: أسئلة كثيرة بدون إجابة بخصوص وقف إطلاق النار في لبنان

أطلق حزب الله حوالي 250 قذيفة على الاحتلال الإسرائيلي- جيتي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفيين، آرون بوكسرمان وآدم راسغون وإيوان وارد ومايكل ليفنسون، قالوا فيه إنّ: "مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، وافق الثلاثاء، على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، ما يشير لتعليق أكثر من عام من الصراع قريبا، ورفع الآمال في المنطقة بأن أعنف حرب في لبنان منذ عقود قد تنتهي".

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في البيت الأبيض، إنّ: "وقف إطلاق النار سوف يدخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي، يوم الأربعاء"، فيما جاء تصويت الوزراء الإسرائيليين بأغلبية 10 مقابل 1، بعد أن تبنّى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاقتراح علنا، في خطاب متلفز.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، فإنّه: "قبل ساعات فقط، قصفت القوات الإسرائيلية، قلب بيروت والأحياء التي يهيمن عليها حزب الله، جنوب المدينة، ببعض من أعنف الغارات الجوية في الحرب، ما دفع السكان إلى الفرار في حالة من الذعر".

ووفق بايدن، الذي تحدث مع نتنياهو ومع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، قال: "يسعدني أن أعلن أن حكومتيهما قبلتا الاقتراح الأمريكي لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله".

وتابع بايدن بأن وقف إطلاق النار المتفق عليه سوف يتم تنفيذه على مراحل على مدى 60 يوما، لكن "هذا مصمم ليكون وقفا دائما للأعمال العدائية". غير أن نتنياهو قال في خطابه المتلفز: "إن طول وقف إطلاق النار سيعتمد على ما يحدث في لبنان".

وأردف: "مع الفهم الكامل للولايات المتحدة، فإننا نحافظ على حرية العمل العسكري الكاملة؛ إذا انتهك حزب الله الاتفاق وسعى إلى تسليح نفسه، فإننا سوف نهاجم". مسترسلا: "هناك ثلاثة أسباب رئيسية لوقف إطلاق النار: سيسمح لإسرائيل بالتركيز على إيران، التي تدعم حزب الله وحماس". 

وفي السياق نفسه، لم يكشف نتنياهو عن شروط وقف إطلاق النار أو متى قد يدخل حيز التنفيذ، ولم يتبين بعد ما إذا كان فهم دولة الاحتلال الإسرائيلي للهدنة يتطابق مع فهم حزب الله.

وبحسب التقرير فإن: "الصفقة المقترحة، التي توسّط فيها دبلوماسيون أمريكيون وفرنسيون، دعت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ومقاتلي حزب الله للتحرك شمال نهر الليطاني، ما يسمح للجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بملء الفراغ". 

"سيتم الإشراف على وقف إطلاق النار من قبل العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، وكذلك الأمم المتحدة" وفق المصدر نفسه.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، في خطاب بالفيديو: "من الضروري احترام وقف إطلاق النار هذا، وأن يكون دائما، من أجل استعادة أمن الشعبين اللبناني والإسرائيلي". مضيفا أن بلاده "لن تدخر جهدا لدعم تنفيذ هذه الاتفاقية"، بما في ذلك مساعدة الجيش اللبناني على زيادة وجوده بجنوب لبنان.

إلى ذلك، بيّن التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن: "الهدنة تصل قبل ثمانية أسابيع فقط من الموعد المقرر لتخلي بايدن عن منصبه لدونالد ترامب، وتأتي بعد أشهر من الدبلوماسية المكثفة، ولكن المحبطة من قبل الرئيس وإدارته بحثا عن السلام". 

وتابع: "لقد حاولوا الموازنة بين الدعم الثابت لإسرائيل والجهود الرامية إلى تخفيف حملاتها الانتقامية في غزة ولبنان، وغالبا ما كانت النتائج ضئيلة".

وقال بايدن، إن: "وقف إطلاق النار في لبنان يخلق فرصة لوقف القتال مع حماس في غزة أيضا، وسوف تجدد إدارته محادثات السلام على تلك الجبهة". بينما تأمل إدارة بايدن أن تصبح الهدنة سلاما دائما وتفتح طريقا نحو المزيد من الاستقرار الإقليمي، بعد أكثر من عام من الصراع المتصاعد.

وأردف بايدن: "دعونا نكون واضحين: إسرائيل لم تشن هذه الحرب. ولم يسع الشعب اللبناني إلى هذه الحرب أيضا". لقد تلقى حزب الله ضربات متتالية على مدى الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك اغتيال العديد من مقاتليه وزعيمه لفترة طويلة حسن نصر الله. 

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم حققوا أهدافهم في لبنان وأنهم مستعدون لتحويل تركيزهم بشكل مباشر لتدمير حماس في غزة. فيما قال نتنياهو، الثلاثاء: "لقد اعتمدت حماس على حزب الله للقتال إلى جانبها. مع خروج حزب الله من الصورة، أصبحت حماس الآن وحيدة في المعركة. وسوف يزداد ضغطنا عليهم".

وأسفرت الحرب على لبنان عن استشهاد ما يقرب من 3800 لبناني، وفقا للحكومة، ونزح قسرا أكثر من مليون شخص في البلاد. كما قُتل حوالي 100 إسرائيلي ونزح عشرات الآلاف من منازلهم في شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي.

إلى ذلك، شهد جنوب لبنان، حيث تعمل القوات البرية للاحتلال الإسرائيلي، ضربات عنيفة طوال اليوم، أسفرت عن استشهاد ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.

وقال محافظ منطقة تضررت بشدة في شرق لبنان، بشير خضر، إنه حثّ السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات التلفزيون على الانتظار حتى صباح الأربعاء للعودة. وقال: "لا تزال بعلبك تحت الهجوم"، في إشارة إلى عاصمة منطقته.

وقالت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنها ضربت 180 هدفا في لبنان خلال اليوم الماضي. واستهدفت بعض الضربات مؤسسة القرض الحسن. كما تم استهداف البنك الفعلي، الشهر الماضي، في موجة من الضربات الإسرائيلية في جميع أنحاء لبنان.

في المقابل، دوّت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، محذرة من الصواريخ القادمة وهجمات المسيّرات من لبنان.

وأطلق حزب الله حوالي 250 قذيفة على الاحتلال الإسرائيلي، وهي واحدة من أعنف قذائفه خلال الحرب؛ فيما لا تزال العديد من الأسئلة حول اقتراح وقف إطلاق النار دون إجابة، بما في ذلك كيف سيمارس الجيش اللبناني سلطته على مقاتلي حزب الله. وكان من المقرر أن تجتمع الحكومة اللبنانية، صباح الأربعاء، لمناقشة وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إنّ: "قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان ومنسق الأمم المتحدة الخاص للبنان على استعداد لفرض وقف إطلاق النار". مضيفا أن الأمم المتحدة "تشعر بقلق بالغ" إزاء حملة القصف الإسرائيلي العنيف التي لا تزال جارية في لبنان.

إثر ذلك، لم يعلق حزب الله بعد. لكن زعيم الجماعة، نعيم قاسم، اقترح الأسبوع الماضي أن حزب الله سيقبل الهدنة إذا توقف الاحتلال الإسرائيلي عن ضرب لبنان واحتفظت لبنان بسيادتها.