سياسة دولية

محامي العدالة وصديق فلسطين.. تكريم رحلة نضال جيل دوفير القانونية

دوفير تميز بإيمانه الراسخ بقدرة القانون الدولي على محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية -وفا
شهدت مدينة ليون الفرنسية حفل تأبين حاشد للمحامي الفرنسي الراحل جيل دوفير، الذي كرّس حياته للدفاع عن العدالة ونصرة القضية الفلسطينية في المحافل القانونية الدولية.

وخلال الحفل، أعلنت السفيرة الفلسطينية لدى فرنسا، هالة أبو حصيرة، عن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منح دوفير نجمة الحرية من وسام دولة فلسطين، تقديرًا لدوره الكبير في دعم حقوق الشعب الفلسطيني على مدى سنوات طويلة.

وتميز دوفير بإيمانه الراسخ بقدرة القانون الدولي على محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، وإحلال العدالة للضحايا، وهو ما تجلى بوضوح في عمله الدؤوب على الدفاع عن الشعب الفلسطيني في المؤسسات القضائية العالمية، حيث كان الفقيد المحامي الرسمي لدولة فلسطين في القضايا المرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وساهم بشكل مباشر في تحقيق تقدم غير مسبوق في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائم الحرب المرتكبة بحق الفلسطينيين.

وعلى مدار مسيرته، شكل دوفير شبكة من المحامين والقانونيين ضمت أكثر من 350 شخصًا، عملوا جميعًا على إيصال أصوات الضحايا الفلسطينيين إلى المنابر القانونية الدولية.

وتوجت جهوده قبل وفاته بفترة قصيرة بصدور مذكرات اعتقال دولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لتكون شهادة على شجاعة دوفير وإصراره على مقارعة الظلم.

وفي كلمتها خلال الحفل، عبّرت السفيرة أبو حصيرة عن تعازيها لعائلة الفقيد وأصدقائه نيابة عن القيادة الفلسطينية وشعبها، وأكدت أن دوفير كان مثالًا للمحامي الذي لا يكتفي بالدفاع عن القضايا العادلة، بل يجسد التزامًا إنسانيًا عميقًا تجاه المظلومين في كل مكان. وقالت إن رحيله يمثل خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني ولجميع المؤمنين بالعدالة.

وتكريم دوفير بنجمة الحرية ليس فقط اعترافًا بجهوده القانونية، بل رسالة فلسطينية واضحة إلى العالم بأسره بأن كل من يناضل من أجل حقوق الإنسان والعدالة سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة. إرث دوفير لن يقتصر على محطات حياته المهنية، بل سيبقى شاهدًا على أهمية الجهود القانونية في تحقيق العدالة، ودليلًا على أن النضال من أجل الحرية لا يعرف الحدود.