نشر موقع "
إف.بي.ري" الروسي تقريرًا سلط فيه الضوء على
تساقط الشعر وعلاقته بالتوتر، موضحا بأدلة علمية
أسباب هذه الظاهرة.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تساقط الشعر يعد أمرًا شائعًا إلى حد ما، إلا أن تفاقم الحالة قد يدل على مشاكل صحية، مما يثير القلق والعديد من التساؤلات عن أسباب هذه الظاهرة التي يعتقد كثيرون أنها تحدث بسبب
التوتر.
التوتر وتساقط الشعر: هل هناك علاقة؟
أشار التقرير إلى أن التوتر قد يؤثر بالفعل على صحة الشعر، ولكن ليس بشكل مباشر كما يعتقد كثيرون، ولكن في هذه الحالات قد يسبب التوتر العصبي المفرط تساقط الشعر:
بعد التوتر الشديد، قد يدخل الجسم في وضع توفير الطاقة، حيث يعيد توجيه الموارد للحفاظ على الوظائف الحيوية. وبما أن الشعر يعد من الأنظمة الأقل أولوية، يدخل في مرحلة الراحة، وهذا يسبب تساقط الشعر الذي يصبح ملحوظًا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من حدوث التوتر الشديد.
حالة المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجسم بصيلات الشعر، أن تكون ناتجة عن التوتر الشديد، لكن في الغالب تكون مرتبطة بعوامل وراثية أو مناعية.
الاضطراب النفسي الذي يدفع الشخص إلى شدّ شعره من فروة رأسه بسبب التوتر أو القلق.
بالتالي قد يكون التوتر محفزًا لتفاقم مشاكل صحية موجودة مسبقا، إلا أنه ليس السبب الوحيد لتساقط الشعر.
الأسباب الرئيسية للصلع
أضاف التقرير أن العامل الوراثي (الصلع الأندروجيني) يعد السبب الأكثر شيوعًا لفقدان الشعر لدى كل من الرجال والنساء. ويرتبط ذلك بالعوامل الوراثية وتأثير الهرمونات - الأندروجينات. يبدأ تساقط الشعر عادة بتقصفه في قمة الرأس أو على طول خط النمو.
كما يمكن أن يؤدي الحمل والولادة، وفترة انقطاع الطمث، أو الاضطرابات الهرمونية مثل مشاكل الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض إلى تساقط الشعر.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن نقص الحديد والزنك وفيتامينات بي ودي والبروتينات يؤثر سلبًا على صحة الشعر، وغالبًا ما يرتبط بنظام غذائي غير متوازن، أو حميات قاسية، أو أمراض مزمنة.
وقد تسبب الأمراض الجلدية مثل الصدفية، والتهاب الجلد الدهني، والعدوى الفطرية في فروة الرأس، تساقط الشعر.
ويعتقد الخبراء أن بعض الأدوية، بما في ذلك أدوية العلاج الكيميائي، ومضادات الاكتئاب، والعقاقير الهرمونية، قد تسبب تساقط الشعر بشكل مؤقت أو دائم.
وأضاف التقرير أن الاستخدام المفرط لمصففات الشعر، أو المجففات، أو التسريحات التي تشد الشعر بقوّة، أو الصبغات الكيميائية، يمكن أن تضر بالشعر وتسهم في تساقطه.
معلومات خاطئة عن تساقط الشعر
عدا عن فكرة أن التوتر هو السبب الرئيسي الأول لتساقط الشعر، أكد الموقع أن من بين الأفكار الخاطئة الأخرى هي أن منتجات العناية بالشعر يمكن أن تعالج الأسباب العميقة المرتبطة بالهرمونات أو العوامل الوراثية أو المشاكل الغذائية، بينما في الواقع تساعد هذه المنتجات فقط على تحسين صحة فروة الرأس والمظهر الخارجي للشعر.
كما أن تكرار غسل الشعر لا يؤثر على كمية الشعر المتساقط. وفي معظم الحالات، يمكن وقف تساقط الشعر، وأيضا استعادة نموه، إذا كان مرتبطًا بعوامل مؤقتة مثل التوتر أو نقص الفيتامينات أو المرض.
كيف تحدد سبب تساقط الشعر؟
أشار التقرير إلى أنه من الضروري استشارة الأخصائيين للتعرف على سبب تساقط الشعر:
أخصائي الشعر لتحليل حالة فروة الرأس وبنية الشعر.
أخصائي الغدد الصماء لفحص التوازن الهرموني وعمل الغدة الدرقية.
طبيب الأمراض الجلدية إذا كان هناك اشتباه في وجود مرض جلدي.
الطبيب العام لإجراء فحوصات شاملة واكتشاف أي مشاكل صحية.
تشمل الفحوصات الأساسية:
تحاليل دم للهرمونات، والحديد، والفيتامينات.
فحص فروة الرأس باستخدام جهاز التريكوسكوب (التصوير الطبي لفروة الرأس).
خزعة من فروة الرأس (عند الضرورة).
كيف تحافظ على صحة الشعر؟
لتقليل تساقط الشعر والحفاظ على صحته، يمكن اتباع النصائح التالية:
راقب نظامك الغذائي: تناول المزيد من البروتينات، والخضروات، والفواكه، والأطعمة الغنية بالحديد والزنك.
تجنب العناية القاسية: قلل من استخدام مكواة الشعر، والصبغات القوية، وتسريحات الشعر المشدودة.
تقوية الشعر من الداخل: تناول الفيتامينات والمكملات بعد استشارة الطبيب.
قلل من التوتر: مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والمشي.
استعادة الشعر
بالنسبة للصلع الوراثي، من الصعب استعادة الشعر بشكل كامل، ولكن من الممكن إبطاء العملية باستخدام العلاج الهرموني، أو المينوكسيديل، أو زراعة الشعر.
أما في حالة تساقط الشعر الكربي (التيلوجين)، فعادة ما يستعيد الشعر نموه بعد عدة أشهر من زوال سبب التساقط (التوتر، المرض، نقص التغذية).
في حالة الصلع البؤري، يشمل العلاج أدوية ستيرويدية أو مثبطات المناعة.
من المهم أن نتذكر أن العلاج يجب أن يكون شاملاً ويتم تحت إشراف المختصين.
العناية بالصحة
يختم الموقع بأن تساقط الشعر عملية معقدة تعتمد على العديد من العوامل. قد يكون التوتر عاملاً محفزًا، لكنه ليس السبب الرئيسي. غالبًا ما يرتبط الصلع بالهرمونات، والعوامل الوراثية، ونقص العناصر الغذائية، والأمراض.
السر في حل المشكلة يكمن في الكشف المبكر عن الأسباب واتباع علاج شامل، وعدم الاعتماد فقط على المنتجات التجميلية؛ والعناية بصحة الجسم بشكل عام هي أفضل طريقة للحفاظ على جمال وكثافة الشعر لفترة طويلة.