صحافة إسرائيلية

اعتراف إسرائيلي: جيشنا يرتكب جرائم حرب وتطهيرا عرقيا ضد الفلسطينيين بغزة

تعرض موشيه يعالون لردود فعل غاضبة في "إسرائيل" بعد اتهامه الجيش بارتكاب تطهير عرقي- جيتي
بدا لافتاً الجرأة التي تحدث بها مؤخرا وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، حين اعترف بأن جيش الاحتلال ينفذ تطهيرا عرقيا في قطاع غزة، رغم ما تعرض له من ردود فعل قاسية من الأوساط الإسرائيلية التي وصلت في بعض حالاتها لطلب سجنه أو إرساله إلى مستشفى الأمراض النفسية ودار لرعاية كبار السن.

وأكدت عالمة النفس الإسرائيلية آنا غيلمان، أن "ما يجري في اليوم، أن الرأي العام الإسرائيلي مصدوم مما قيل بشأن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، وسط مزاعم نخبته السياسية والعسكرية عن ادعاءات أنه الجيش الأخلاقي".

وأضافت غيلمان في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن الحقيقة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أصبح كل شيء مباحا أمام الجنود بزعم أن الفلسطينيين نفذوا ذلك الهجوم، بل إن التبريرات وصلت إلى حدّ أن حق الجيش في الدفاع عن الدولة قد يتضمن خروج صور عنه بأنه ينفذ نظام فصل عنصري، وتنفيذ محرقة لشعب آخر، هو الشعب الفلسطيني. 

وأضافت أن "إنشاء إسرائيل صحيح أنه جاء لتعويض اليهود عن المحرقة النازية، لكن ذلك لا يعطيها الإذن لارتكاب فظائع ضد شعب آخر يعيش في هذا البلد، إن أهوال المحرقة النازية لا تمنح الحصانة والعفو عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين، على العكس من ذلك، فإنه يتوقع من اليهود الذين عانوا الخطابات والأفعال العنصرية القاسية في أوروبا التوقف عن الاستمتاع بأعمال الانتقام من الفلسطينيين". 

وأشارت إلى أن "ما يزعمه الجيش والدولة بشأن الدفاع عن النفس لا يبرر التجويع والتعذيب والذبح الجماعي بالقنابل العمياء وأعمال الشر والتحريض السام والقومي ضد الشعب الفلسطيني، لأن الفلسطينيين الذين لم يفعلوا شيئاً هم بشر، في حين أن أفعال بعض الإسرائيليين الشريرة تنطلق من دوافع الانتقام، مما يولّد لدينا شعورا بالخزي والعار من هذه السلوكيات المشينة، ورغبة أقل بأن نكون أمة واحدة، ومع سقوط الفلسطينيين ضحايا لها، يكون من الواجب أن نُسقط عن أنفسنا نحن الإسرائيليين قيم الدولة الإصلاحية المزعومة".

واعترفت أن "ما يقوم به الجنود في غزة يحوّل إسرائيل إلى دولة مدمرة، وهي الموجودة منذ 76 عاما، يتوقع أن تحارب من هاجموها كدولة، وليس كقبيلة يهودية، ولذلك لا يعتقد يعالون، وهو محق في ذلك، أن توفير الأمن لا يتطلب إساءة معاملة الفلسطينيين، وإفسادهم، ولا إنزال العقاب والدمار الشامل ضدهم بدافع الانتقام، ولا يستدعي إقامة المزيد من المستوطنات في غزة". 

وأوضحت أن "ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة هو تجسيد حقيقي لسياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، بعد أن عانى منها اليهود سابقاً في أوروبا، لكن ما يحصل في غزة يؤكد أن العنصرية موجودة في داخلنا، والتماثل مع مرتكبيها يجعل الإسرائيليين يتصرفون كدولة تعود للماضي، إلى التاريخ، ولا تلتفت إلى المستقبل، وتجعل نفسها في دائرة مغلقة من التكرار، بلا أفق سياسي".

وأكدت أن "ما ترتكبه حكومة اليمين اليوم يجعل الدولة تعمل على إلغاء صفة المستشار القانوني، وحجب الإعلام، وإخفاء الحقيقة عن عيون وآذان الإسرائيليين، بل تريدهم رعايا كمن عاشوا في أنظمة ظلامية، ولا تريد لهم أن يعرفوا ما يحدث حولهم، ولا يعلموا بحقيقة الظلم الذي يرتكب باسمهم، ولذلك في غياب التقارير الحقيقية، يمكن لنا أن نلاحظ تدريجيًا الانزلاق نحو انحطاط الدولة، وتماهيها الكامل مع القيم العنصرية تحت شعارات جوفاء مثل "سوف ننتصر".

وختمت بالقول إن "ما تعيشه الدولة من تفش للقيم العنصرية يعود لما يرتكبه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ذاته الذي لا يعيد المختطفين من غزة لأن وزير أمنه القومي إيتمار بن غفير يصرخ بأنه لن يوافق على الصفقة، مما يعني أن المتعصبين اليهود يقودوننا إلى الدمار والانتحار، فيما ظهر واحد على الأقل، وهو موشيه يعالون، لإعلان خجله من ذلك، ويصرخ بالحقيقة".