سياسة عربية

تواصل المجازر في قطاع غزة.. استهداف مباشر للصحفيين و"تجمّد" الرضّع في الخيام

سيدة فلسطينية فقدت أحد أفراد عائلتها في استهداف سيارة البث التي استشهد فيها 5 صحفيين في مخيم النصيرات- جيتي
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الجرائم المختلفة والمجازر في قطاع غزة لليوم الـ447 للإبادة المستمرة لأكثر من 14 شهرا، وأبرزها استشهاد خمسة صحفيين في استهداف مباشر، وثلاثة رضع نتيجة البرد والنوم في الخيام.

وارتفع عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا مؤخرا بسبب البرد الشديد داخل خيام النزوح إلى ثلاثة، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.


وأعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، على منصة "إكس" (تويتر سابقا) عن وفاة طفلة حديثة الولادة، تبلغ من العمر ثلاثة أسابيع، وتدعى سيلا محمود الفصيح، أمس الأربعاء، بعد أن تجمدت حتى الموت في مخيم النازحين بمنطقة المواصي في خانيونس جنوب قطاع غزة.


ومن جهته، أعلن الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال والتوليد في مستشفى ناصر في خانيونس، عن وفاة طفلين آخرين في مخيمات غزة خلال اليومين الماضيين يبلغان من العمر ثلاثة أيام وشهر واحد، بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ.

الغارات المستمرة 
واستشهد 14 فلسطينيا وأصيب عدد آخر الخميس، في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة بقطاع غزة، وأفاد مصدر طبي باستشهاد 8 فلسطينيين، بينهم طفلان و3 سيدات، بقصف طائرة إسرائيلية منزلا لعائلة "الدهشان" في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.


وأكد شهود عيان أن "إسرائيل تنفذ قصفا مدفعيا متواصلا على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من آليات عسكرية وطائرات مسيرة"، بحسب وكالة الأناضول.

وأضاف الشهود أن فلسطينيين أُصيبوا بعد استهداف مجموعة مواطنين في "شارع المغربي" بمدينة غزة، ونقلوا على إثرها إلى المستشفى المعمداني.

وفي شمال قطاع غزة، استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون؛ جرّاء قصف مقاتلات إسرائيلية منزلا لعائلة "رضوان" في شارع غزة القديم بجباليا البلد.

وقال جهاز الدفاع المدني بغزة، في بيان الخميس، إن "الاحتلال يكثّف قصفه للمنازل في مختلف مناطق قطاع غزة، خاصة خلال ساعات الليل، وبفواصل زمنية متقاربة".

وأوضح أن هذا الأمر يربك مستوى استجابة طواقم الجهاز ويعيق تدخلها ويرفع أعداد الشهداء، نتيجة عدم تمكنه من الوصول في الوقت المناسب.

وفجّرَ جيش الاحتلال "روبوتا" مفخخا أمام مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ووصلت الشظايا إلى أقسام الجراحة ومبيت المرضى، وأصيب ممرض بجروح خطيرة في الرأس أثناء تأدية عمله في قسم العناية المركزة.

وقصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف محيط المستشفى، كما أنه جرى نسف مبانٍ سكنية في بلدتي بيت لاهيا وجباليا، وأطلقت النار بشكل متواصل في منطقة الصفطاوي ومشروع بيت لاهيا.
كما قالت إدارة مستشفى "العودة" في تل الزعتر شمال قطاع غزة، عبر بيان، إن "قوات الاحتلال فجرت روبوتا مفخخا بجوار المشفى"، دون أن توضح التداعيات.

وقصفت المدفعية الإسرائيلية بعنف شمال غرب مخيم النصيرات (وسط القطاع)، ومناطق شرق قرية المصدر جنوب شرق مخيم المغازي (وسط)، وبلدة خزاعة شرق خانيونس (جنوبا)، وفق شهود عيان.
وفي جنوب قطاع غزة، أفاد مصدر طبي بوصول جثماني فلسطينيين مجهولي الهوية إلى مستشفى ناصر الطبي غرب خانيونس، بعد أن استشهدا برصاص إسرائيلي شمال رفح.

وقال شهود عيان إن طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار باتجاه فلسطينيين اثنين في منطقة مصبح قرب محطة العبادلة والأسطل شمال رفح، ما أدى إلى استشهادهما على الفور.

استهداف الصحافة
واستشهد خمسة صحفيين فلسطينيين، فجر الخميس، جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة بث متواجدة أمام مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأكد مصدر طبي أن "طائرة إسرائيلية قصفت سيارة بث متواجدة أمام البوابة الجنوبية لمستشفى العودة، ما أدى إلى مقتل خمسة صحفيين كانوا بداخلها واشتعال النيران فيها".


وأضاف المصدر أن "جثامين الصحفيين الشهداء انتشلت من داخل السيارة المحترقة وكانت متفحمة"، موضحا أن "الغارة الإسرائيلية تسببت في حالة من الذعر للمرضى والجرحى والكوادر الطبية داخل المستشفى".

من جهته قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن "عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 201 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد استشهاد كوكبة من الزملاء الصحفيين العاملين في قناة القدس اليوم الفضائية".

وأوضح أن "الصحفيين الشهداء هم: فيصل أبو القمصان وهو مراسل صحفي، وأيمن الجدي وهو مصور صحفي، وإبراهيم الشيخ علي ومحمد اللدعة وفادي حسونة، وثلاثتهم يعملون صحفيين في القناة".

وأدان المكتب الإعلامي "استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين".

ودعا المكتب الإعلامي الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الأجسام الصحفية في العالم إلى "إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة".