قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، إن الاتحاد الأفريقي رفض نتيجة الاستفتاء الأحادي، الذي أجرته مؤخرا قبائل الدينكا نقوك في منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان.
وأضاف ماريام ديسالين، باعتباره رئيسا للاتحاد الأفريقي، الذي يتوسط لحل النزاع، خلال استقباله وزير الخارجية
السوداني، علي أحمد كرتي، مساء أمس الجمعة، أن مسألة
أبيي ينبغي أن يتم حلها وفقا لقرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي (التابع للاتحاد)، والاتفاقيات التي توصل إليها البلدان في وقت سابق.
من ناحيته، أعلن وزير الخارجية السوداني رفض بلاده الاعتراف بنتيجة الاستفتاء الأحادي، الذي أجري أواخر الشهر الماضي في أبيي الحدودية المتنازع عليها، والغنية بالنفط.
وصوت الناخبون من المنتمين لقبائل دينكا (أكبر مكون سكاني في أبيي) بالموافقة على ضم أبيي إلى جنوب السودان، بنسبة 99.9% من الأصوات، في الاستفتاء غير الرسمي الذي ظهرت نتيجته الخميس الماضي، وسط مقاطعة من حكومتا الخرطوم وجوبا ، وقبيلة المسيرية (المكون السكاني الثاني بأبيي).
وسبق أن وصفت الحكومة السودانية الاستفتاء الذي نظمته "دينكا" من جانب واحد بأنه "عبثي"، فيما هددت قبيلة "المسيرية" باجتياح أبيي إذا تم ضمها إلى جنوب السودان.
كما أعلنت حكومة جنوب السودان، في وقت سابق، الأسبوع الماضي، رفضها إجراء استفتاء أحادي الجانب في أبيي.
واعتبرت جوبا أن إجراءات الاستفتاء ينبغي أن تتم بموافقة جميع الأطراف، بما فيها الخرطوم، والاتحاد الأفريقي، اللذين أعلنا عن رفضهما هذا الاستفتاء الشعبي وعدم اعترافهما به.
ومن غير الواضح بعد الآلية التي ستنفذ بها قبائل "دينكا" نتيجة الاستفتاء ،أو ضم المنطقة إلى جنوب السودان، في ظل رفض الأخيرة لهذا الاستفتاء.
وكان من المفترض أن يجرى استفتاء أبيي بالتزامن مع استفتاء انفصال الجنوب عن الشمال في يناير/كانون الثاني 2011، إلا أن الاختلاف حول أهلية الناخبين، عطل الخطوة.
فبينما تتمسك الخرطوم بمشاركة قبائل المسيرية (ذات الأصول العربية)، البالغ عددهم حوالي 450 ألف مواطن، في الاستفتاء، يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبائل "دينكا نقوك" (ذات الأصول الأفريقية) المتحالفة معه، ويقدر عدد أفرادها بحوالي 200 ألف مواطن.
ويقول بعض قادة أبيي إن قبيلة المسيرية من الرعاة الرحل، يمرون على أبيي في بعض المواسم، وليسوا سكانا أصليين، وهو ما ترفضه الخرطوم التي تقول إن النشاط الرعوي لا ينفي صفة المواطنة.
وطالبت الخرطوم، في وقت سابق، الاتحاد الأفريقي بتأجيل استفتاء منطقة أبيي، لحين تكوين الإدارة المشتركة للمنطقة، وتشكيل المجلس التشريعي، ومفوضية الاستفتاء، إلى جانب ضمان مشاركة عرب المسيرية الرحل، والذين لا يتواجدون في المنطقة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.