استبعد خبراء فلسطينيون أن تنجح حركة "
تمرد" الفلسطينية في إسقاط حكومة حركة المقاومة الإسلامية (
حماس) في قطاع
غزة.
واستند هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، إلى كون الحالة الفلسطينية تختلف عن نظيرتها المصرية؛ وذلك لعدم امتلاك حركة "تمرد" أي "قوة حقيقية" على الأرض في غزة، بخلاف تمرد في مصر، التي استند إليها الجيش في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو/ تموز الماضي, في حين تصر حركة "تمرد" الفلسطينية تصر على أنها لديها قاعدة شعبية كبيرة في غزة قادرة على إسقاط حكم حركة "حماس".
وقال الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية طلال عوكل إن "كل الظروف القائمة لا تشير إلى أن هناك عمل جدي لحركة تمرد على أرض الواقع رغم أن الناس في غزة متذمرة ومنزعجة وغاضبة من كثرة الأزمات المحيطة بهم.
وفي حديثه، لوكالة الأناضول، يستبعد عوكل أن تخرج مسيرات كبيرة في قطاع غزة تطالب بإسقاط حكم حركة "حماس" باستثناء "العشرات من الفلسطينيين الذين قد يخرجون في أنحاء متفرقة دون أن يكون لهم تأثير".
ترتيبات أمنية
ورأى وسام عفيفة رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" نصف الأسبوعية، المقربة من حركة "حماس"، أن "حركة تمرد هي مجرد فزاعة تم اختلاقها بهدف تشكيل ضغط على حماس والحكومة في غزة".
وأضاف عفيفة، في حديثه للأناضول، أن "ما يهمنا ليست صفحة على الفيس بوك، وإنما المعطيات على الأرض، وهم غير متواجدين فعلاً، وقد وجدت حركة تمرد بالتزامن مع خطة التضييق على غزة، وهذه ليست صدفة.
وتوقع أن تتعامل "حماس" بطريقة "أمنية" مع أي مسيرة لـ "تمرد".وتابع: "بشكل عام منذ الانقلاب في مصر رتبت حماس الأوضاع الأمنية في غزة باعتبار أن هناك هجوماً عليها من جهات دولية أبرزها الإعلام المصري وبعض وسائل الإعلام الخليجي".
وأضاف عفيفة أن "هناك خطة للتعامل الأمني مع حركة تمرد، وحماس قدمت أيضاً رؤى سياسية ومبادرات أبرزها المبادرات التي قدمها رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية حول المصالحة والمشاركة السياسية في حكم غزة مع بقية الفصائل الفلسطينية".
تأجيل الفعالية
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة "تمرد"، إياد أبو روك، إن "الحركة لديها قاعدة شعبية كبيرة في قطاع غزة تكونت نتيجة الشعور بالظلم والقهر من حكم حركة حماس، وتمكنا على مدار أربع شهور من حشد وتعبئة سكان غزة ضد ظلم حماس"، على حد قوله.
ومضى أبو الروك قائلا، في تصريح لوكالة الأناضول، إن "حركة تمرد قادرة على حشد مليون مواطن فلسطيني في غزة (يسكن قطاع غزة قرابة 1.7 مليون نسمة) ضد حركة حماس، فالفلسطينيون يشعرون بويلات من ظلم حماس التي تحكم غزة بالحديد والنار".
كانت حركة "تمرد" الفلسطينية قد دعت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى الخروج في مسيرات لإسقاط حكومة حركة "حماس"، يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لكنها أعلنت، يوم السبت، عن تأجيل خروج مسيراتها إلى موعد لم تحدده بعد، لمنع "اراقة الدم الفلسطيني"، على حد قولها.
وقال المتحدث باسم "تمرد": "كنا قد قررنا الخروج في مسيرات مليونيه يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 لإسقاط حكم حماس ولكن وصلتنا تقارير بأن حماس تنتظر هذا اليوم لارتكاب جرائم بحق المتظاهرين؛ لذلك قررنا تأجيل هذه المسيرات إلى موعد لاحق لم يتم تحديده بعد تجنباً لإراقة الدم الفلسطيني".
مال وأطفال
ومن الجدير بالذكر أنّ نشطاء على الـ "فيسبوك" يسمّون أنفسهم "محبي جهاز الأمن الداخلي" نشروا مقطع فيديو قالوا أنّه "يوضح حقيقة عناصر تمرد على الظلم في غزه".
ويشير النشطاء إلى أنّ هؤلاء الأطفال سجلوا الفيديو بناءً على طلب من رجال أمن فلسطينيين يقيمون في القاهرة مقابل مبالغ مالية ووعود بالسفر.
وقال النشطاء أنه بعد أن تم تسجيل الفيديو لجأ الطفل الذي سجل الفيديو للاجهزة الامنية في غزه للتبليغ عن المشاركين معه.