قدم الوفد الفلسطيني المفاوض المشارك في محادثات السلام مع الكيان
الإسرائيلي استقالته إلى الرئيس محمود عباس الذي لم يقبلها حتى الآن، بحسب ما أعلنت مصادر متطابقة الأربعاء.
وفي السياق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو إن بلاده لن تتوقف عن التوسع في بناء
المستوطنات رغم الضغوط الدولية التي تتعرض لها.
وأضاف نتنياهو، في كلمة له أمام الكنيست، مساء أمس الأربعاء، نقلتها القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي، أنه "لم يكن سهلا على إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية لكن في النهاية قمنا بذلك".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة أن حكومة نتنياهو شرعت في بناء 38 ألف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية خلال الخمسة أشهر الماضية فقط.
وفي الوقت الذي تتعثر فيه
المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، فإنه من المقرر أن يعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان في المنطقة الأسبوع الماضي، إلى الشرق الأوسط قبل نهاية الشهر الحالي، بحسب مصادر فلسطينية.
وقال المفاوض محمد اشتية لوكالة فرانس برس: "قدمنا استقالة مكتوبة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب تكثيف الاستيطان وغياب الرغبة في الوصول إلى نتائج".
وأضاف اشتية: "حتى الآن لم يقبل الرئيس استقالتنا وهو من يملك السلطة لاتخاذ هذا القرار".
وقال عضو آخر في الوفد الفلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الرئيس عباس يملك خيارات عديدة، فهو يستطيع رفض الاستقالة أو قبولها أو تشكيل وفد جديد أو طلب آلية تفاوضية جديدة.
وأشارت المصادر إلى أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من بين الذين قدموا استقالتهم.
وفي مقابلة مساء الثلاثاء مع قناة مصرية محلية، أكد عباس أن المفاوضين قدموا استقالاتهم إليه، مشيرا إلى أنه لم يقبلها حتى الآن.
وكان وزير الاسكان الإسرائيلي كشف الثلاثاء عن طلب استدراج عروض قياسية بـ 20 ألف وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك قبل أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تجميد المشروع إزاء ردود الفعل الغاضبة وانتقادات واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن الدبلوماسية الأميركية تبقى مركزة على هدفها المتمثل بضرورة مواصلة المفاوضات مشيدة بعزم الرئيس عباس على المضي فيها.
ومفاوضات السلام التي استؤنفت نهاية تموز/ يوليو بعد نحو ثلاث سنوات من التوقف تجرى في مناخ متأزم، ورغم تنظيم 20 اجتماعا فإنها مهددة بالفشل، بحسب وسائل الإعلام.
وكرر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط التابع للأمم المتحدة روبرت سيري في بيان موقف الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الذي يرى أن المستوطنات "تتعارض مع القانون الدولي، وهي تشكل عقبة امام السلام".
وفي غزة قالت حركة
حماس إن إعلان الوفد الفلسطيني استقالته "لا معنى له".
ويرى المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، أن ما يجب فعله هو وقف المفاوضات وليس تغيير الوفد واصفا استقالة الوفد الفلسطيني بأنها "تحرك إعلامي".
وتابع قائلا، إن ما قمنا به على أرض الواقع هو أننا بنينا الكثير من الوحدات الاستيطانية خلال الأشهر الأخيرة، وأصدرنا آلاف العطاءات لبناء المزيد من المستوطنات، والكل يعلم أن ذلك صعب في ظل ضغوطات المجتمع الدولي لكن في نهاية المطاف فعلنا ذلك وسنستمر على هذا النهج.
وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، عن نيتها بناء 20 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ما أثار حفيظة الفلسطينيين واستنكار الولايات المتحدة.
هذا الحديث أكده عباس نفسه، أمس الأربعاء في تصريحات صحفية ، لكنه أكد في الوقت ذاته المضي في المفاوضات حتى وإن كان القرار تشكيل طاقم جديد للمفاوضات.
أما الجانب الفلسطيني والمتمثل بالسلطة الفلسطينية فيرى أن شرعية وجوده يرتبط بقوة السلطة، المرتبط تمويلها العالمي بعملية سياسية قائمة على "المفاوضات"، بالإضافة إلى انتفاء خيارات السلطة في مواجهة الكيان الإسرائيلي في هذه المرحلة.
وقال القيادي في حركة حماس وصفي قبها لوكالة الأناضول، اليوم الخميس، إن السلطة الفلسطينية تسير في حالة "ارتباك سياسي" لم تشهده الساحة الفلسطينية من قبل، معتبرا أنها تصر على المفاوضات في ظل يقين لديها أنها "تتجه إلى الفشل، ومن ثم تفرض أجندتها على الكل الفلسطيني بالقوة الأمنية المتحكمة في الضفة الغربية"، حسب قوله.
وأضاف أن "إسرائيل" في المقابل تعي هذه المعادلة "فتزحف بطريقة هستيرية في السيطرة على أهم مناطق الضفة الغربية بمشاريع استيطانية كما يجري الآن في محيط مدينة القدس ومنطقة الأغوار الفلسطينية".
واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر تموز/ يوليو الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.
وبينما لم يعلن رسميا، حتى اليوم، عن نتائج تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مؤخراً، إن المفاوضات بين الجانبين، وصلت إلى "طريق مسدود"، جراء خلافات جوهرية حول قضية الحدود.