حذر مسؤولون أمنيون أمريكيون نقلت عنهم صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" من مخاطر وجود "عشرات" من الشبان الأمريكيين في صفوف الجماعات الجهادية
السورية، والتي انضموا إليها منذ بداية الإنتفاضة ضد بشار الأسد عام 2011. ومع أن نسبة الأمريكيين قليلة مقارنة مع أعداد الأوروبيين إلا انهم يمثلون خطراً حالة عودتهم واستفادتهم من الخبرات التي تعلموها في القتال ضد قوات الأسد. ونقل عن مسؤول قوله إن "الذين يذهبون إلى سورية يحصلون على خبرة قتالية في المعارك، ويتم غرس أفكار الجهاد في وعيهم إن لم يكونوا قد تعرضوا لحملات غسيل دماغ".
ومن المتوقع أن تظل علاقات الجهاديين مع جماعاتهم حتى لو عادوا إلى بلادهم فيما بعد. ولاحظ المسؤول أن الجماعات المقاتلة لديها قدرة جيدة على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، مثل "يوتيوب"، "تويتر"، "فيسبوك" في عملية تجنيد الشبان، حيث يتم الإعتماد على المتكلمين بالفرنسية والإنكليزية بشكل كبير. وقال المسؤول إنه لم يشاهد جهوداً محددة موجهة نحو أمريكا، ولاحظ أن عدد الجهاديين الأمريكيين لا يمثل غير نسبة قليلة جداً من الجهاديين الأجانب، وهذا يعود لبعد أمريكا عن سورية مقارنة مع الدول الأوروبية.
ويرى المسؤولون أن الأعداد التي تورد للحديث عن المقاتلين الأجانب غير دقيقة، وأن معظهم جاءوا من دول مثل بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا وبلجيكا. ويقدر الأمنيون عددهم بما بين 600- 700 مقاتل وربما وصل الرقم إلى ألف. وهم في النهاية لا يمثلون إلا نسبة قليلة من مجموع الجهاديين الأجانب الذي وصلوا لسورية ويقدر عددهم بما بين 6-11 ألف مقاتل من العالمين العربي والإسلامي.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن العدد من أمريكا قليل جداً حيث وصفت السلطات الأمنية عددهم "بالعشرات" ولم يبرزوا بشكل واضح في الميدان القتالي، ولكنهم كما يقول المسؤولون الأمنيون جزء من عدد متزايد من المقاتلين الأجانب ويتوقع "زيادتهم طالما استمر القتال"، حسب مسؤول بارز كان واحداً من أربعة مسؤولين تحدثوا للصحافيين عن مشاركة الأمريكيين والأجانب في القتال السوري، وتحدث المسؤولون عن الطريقة التي يُجندون فيها وتموَّل رحلاتهم.
وأثار تدفق الشباب المسلم من حملة الجوازات الأجنبية المخاوف من تهديد إرهابي يمثلونه حالة عودتهم من الحرب. ويقول المسؤولون إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هو أكثر الجماعات جذباً للمقاتلين الأجانب، وفي الوقت نفسه يجد الأسد دعمه من المقاتلين الأجانب من مقاتلي حزب الله والمتطوعين الشيعة من العراق وإيران. وأصبح للأجانب كتائب خاصة ومن أهمها "جيش المهاجرين والأنصار" والذي يقوم بحملات تجنيد بين الشباب في وسط آسيا وأوروبا ويستخدم "تويتر"، ووسائل التواصل الإجتماعي في التدريب من خلال الإنترنت.
وأشار المسؤولون إلى نيكول لين مانسفيلد (33 عاماً) من فلينت، ميتشغان، الذي قتل في أيار (مايو) عندما كان بمعية مقاتلين في محافظة إدلب، فيما وجهت اتهامات لإريك هارون (30 عاماً)، في فونيكس بالقتال في صفوف جبهة النصرة، وكان هارون قد وضع صوره على الفيسبوك في شباط (فبراير) تظهر فخره بإسقاط "مروحية سورية ونهب كل الأسلحة والأجهزة فيها". ويرى المسؤولون الأمنيون الأمريكيون أن سورية "تحولت لأكبر مركز جذب للجهاديين".
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن المحللين في مركز مكافحة الإرهاب، ومن سي آي إيه، وبقية الوكالات الإستخباراتية الأمريكية يعتقدون أن تدفق المقاتلين الأجانب لسورية سيتسمر، خاصة أن أياً من الطرفين لا يستطيع الإنتصار، وأن "الحرب ستستمر لوقت طويل" حسب مسؤول.