تناولت الصحافة الاسرئيلية الصادرة اليوم خبر
اغتيال احد قادة
حزب الله العسكريين امس في بيروت.
صحيفة يديعوت اهتمت بعملية الاغتيال، ونشرت مقالا للصحفي رونين بيرغمان كشف فيه معلومات هامة عن الضحية.
يدعي بيرغمان أن حسان
اللقيس هو آخر عضو في لجنة تنسيق بين منظمات ودول مختلفة، تمت تصفيتهم جميعهم".
ويضيف "في اثناء حرب لبنان الثانية حاولت اسرائيل قتل اللقيس: طائرة اف16 أطلقت صاروخا نحو شقة في بيروت كان يفترض أن يكون اللقيس فيها – ولكنه لم يكن في البيت، وقُتل ابنه".
لكن بيرغمان ينفي ضلوع اسرائيل في هذه العملية، التي يعتقد ان اسرائيل مبتهجة بها.
وفيما يلي نص المقال:
في بداية كانون الاول 2011، قبل سنتين بالضبط، نشر في "يديعوت احرونوت" تحقيق صحفي عن "جيش الظلال" – منظومة تنسيق بين نشطاء تنفيذيين كبار من سوريا، من ايران، من حزب الله، من الجهاد الاسلامي الفلسطيني ومن حماس. وجاء في التقرير إن "ممثل حزب الله في هذا المنتدى هو ارهابي يدعى حسان اللقيس، رئيس قسم الوسائل القتالية في المنظمة". كل الباقين لاقوا حتفهم في ظروف غير طبيعية. "حسان اللقيس، كما روى التقرير، لا يزال على قيد الحياة". وأمس انتهى حظ قيس عندما صُفي بعيارات نارية في موقف سيارات بيته في بيروت.
بعد وقت قصير من المقابلة أول أمس مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع القناة اللبنانية المسيحية وتبجحه بأن خسائر حزب الله في سوريا هي أقل من المتوقع، تلقى خسارة شديدة في داخل قلعته في الضاحية الجنوبية من بيروت – معقل حزب الله الذي تحول في الاشهر الاخيرة ليكون بؤرة للعمليات والتصفيات.
وكان اللقيس، قائد كبير في حزب الله، وصل أول أمس عند منتصف الليل الى بيته. أوقف سيارته في موقف سيارات المبنى، وعندها انقض نحوه مغتالون وأطلقوا عليه من مسافة قصيرة خمسة عيارات نارية من مسدسات كاتمة للصوت. وقد أُصيب في رقبته وفي رأسه وتوفي متأثرا بجراحه في المستشفى بعد وقت قصير من ذلك.
اللقيس نشيط في حزب الله منذ أن كان ابن 19 وتجند للمنظمة بعد وقت قصير من اقامتها. أساس تأهيله يأتي من تجربته الجمة التي جمعها في تطوير وانتاج الوسائل القتالية. ويكاد يكون منذ بداية طريقه كرجل المشتريات الكبير والمنسق مع ايران في مواضيع الوسائل القتالية. وبفضله أصبح حزب الله منظمة الارهاب الأقوى في التاريخ، منظمة "لديها قدرات نارية ليست لـ 90 بالمئة من دول العالم"، مثلما وصف ذلك رئيس الموساد السابق مئير دغان.
كان اللقيس مطلوبا ايضا في كندا وفي الولايات المتحدة بسبب نشاط شبكة خلايا حزب الله في هاتين الدولتين في بداية التسعينيات. فقد بعث اللقيس الى هناك "بعناصر ذات ميول جنائية ولهذا أسرّهم أن يبعثوا بهم الى شمالي
امريكا كي لا يعملوا في مثل هذا النشاط على مقربة من رجال المنظمة"، مثلما ورد في وثيقة شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" في 1999. اولئك المجرمون اللبنانيون استقروا في ونكوبر، في شمال كارولاينا وفي ميشيغين وعملوا في مجال تزوير التأشيرات بالجملة، وكذا رخص القيادة وبطاقات الائتمان وجمعوا مالا جما. وسمح اللقيس لهم بأن يأخذوا من هذا المال عمولة سمينة، طالما استُخدم بمعظمه لشراء وسائل متطورة وجد حزب الله صعوبة في الحصول عليها: منظومات التقاط، جي.بي.إس، منظومات رؤية ليلية وسترات واقية من أنواع مختلفة.
في أعقاب معلومات نقلتها الاستخبارات الاسرائيلية أجرى الـ اف.بي.آي والاستخبارات الكندية سلسلة عمليات ضد هذه الشبكات، وفر اعضاؤها أو اعتقلوا وحوكموا بالسجن لسنوات طويلة على سلسلة من الجرائم منها التخطيط للعمليات ضد أهداف يهودية.
في المكالمات الهاتفية الاخيرة التي التقطها مكتب الـ اف.بي.آي قبل اجراء الاعتقالات سُمع اللقيس يُزايد على اعضاء الخلايا في أنهم لا يفعلون ما يكفي في صالح المنظمة ويوبخهم في أنهم بينما رفاقهم يعانون من وقع يد اسرائيل في الشرق الاوسط – فانهم يتمتعون بالحياة الطيبة في امريكا.
ومع انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في أيار 2000 بدأت عملية التعاظم العسكري لحزب الله. فقد عمل اللقيس بمحاذاة وتحت قيادة رئيس اركان حزب الله، عماد مغنية. وبنى الرجلان في جنوب لبنان منظومة مركبة من التحصينات التي كانت لها أهداف مزدوجة: البقاء لزمن طويل قدر الامكان في مواجهة القوات الاسرائيلية البرية التي كان من الواضح أنها ستأتي ذات يوم، الى جانب حفظ القدرة على اطلاق أكبر عدد ممكن من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية على البلدات الاسرائيلية.
وقد نجحت الصيغة. فبفضل المنظومة التي كان اللقيس جزءا هاما في بنائها، لم تنجح اسرائيل في الانتصار على حزب الله في حرب لبنان الثانية في صيف 2006.
في اثناء حرب لبنان الثانية حاولت اسرائيل قتل اللقيس: طائرة اف16 أطلقت صاروخا نحو شقة في بيروت كان يفترض أن يكون اللقيس فيها – ولكنه لم يكن في البيت، وقُتل ابنه.
الحرب في صيف 2006 كانت نقطة ذروة في عمل وتنسيق المسؤولين الكبار ضد اسرائيل – ومنذئذ انقلب الدولاب. مغنية كان أول من قُتل في انفجار سيارته في شباط 2008. وبعده صُفي مسؤولون كبار آخرون مثل محمود المبحوح في دبي. وصباح أمس جاء دور اللقيس، حين قتله ملثمان في موقف سيارات بيته.
حزب الله بالطبع اتهم اسرائيل على الفور – التي لا شك أن لديها اسبابا وجيهة للمس باللقيس. ومع ذلك، فان شكل التنفيذ ليس مناسبا لعملية بأيد اسرائيلية. كل التصفيات الاخيرة التي نُسبت لاسرائيل نُفذت بأساليب مختلفة تماما. اطلاق النار في اشتباك في منتصف الشارع في حي بيروتي يتضمن مخاطرات لا بأس بها على المنفذين. من الصعب الافتراض بأن أحدا ما في اسرائيل، لو كانت تقف خلف الاغتيال، كان سيُقر لمقاتلين اسرائيليين يهود أن يأخذوا مثل هذه المخاطرة.
وقد أفاد مصدر في حزب الله لوكالة أنباء إي.اف.بي بأن اللقيس كان "صديقا شخصيا وأحد المقربين جدا من الامين العام حسن نصر الله". وحسب ذاك المصدر، فان قسما من عمل اللقيس كان تنظيم الحماية حول نصر الله وأضافت صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية فادعت حسب مصادرها بأن اللقيس كان شخصية أساسية في تسلح حزب الله بطائرات بلا طيار، بل إنه كان مسؤولا عن تهريب وسائل قتالية الى قطاع غزة.