مصر تغلي بحركات كثيرة ضد الانقلاب، مثل حركة "طلاب ضد الانقلاب"، و"محامون ضد الانقلاب" و"قضاة ضد الانقلاب"، لكنه لن تكون هناك أبدا حركة اسمها "فنانون ضد الانقلاب"، والمية تكذب الغطاس، وعديلة "اللي تحت" زوجة عباس.
صاحبكم محتار ماذا يسمي هذا
الدستور، فالصحافي الانقلابي سليمان الحكيم لا يهمه من وكيف ومتى كتب الدستور، لا يهمه لون الهرّ، المهم ان يأكل "الإخوان"، المهم هو الافتراس، هل نسميه دستور "توم وجيري"؟ مع ملاحظة أنّ توم ما "بياكلش ولادو"، وأنّ الاخباريين العرب القدامي ينسبون جيري الى فصيلة الأسد ويزعمون أنه ولد من عطسته؛ لا يأكلهم لكنه يقتلهم ويرميهم في البلاعات والنفايات، وقد شخط راعي الهرّ توم على "الجزيرة"، في رئيس اتحاد طلاب مصر احمد البقري قائلا: أخرس.. بذريعة أنّه اكبر سنا، والسن رتبة اجتماعية، ويريدها سليمان الحكيم رتبة عسكرية. العلمانيون والليبراليون ومن على شاكلتهم، لا يعنيهم العمر والسنّ عادة فهي تقاليد شرقية، الشيوعيون لم يكن يعنيهم الأدب والآداب واللباقة، فالمجتمع مقسم الى طبقات هي العمال والفلاحون والاخوان المسلمون، فالقانون يساوي بين الشعب في الدستور فقط، لكنّ مشكلة الحكيم سليمان هو غياب المنهج. مهمته هي "العك"، الذي هو اللغو، والمجادلة بـ"اللغاليغ"!
نهر النيل المقدس
"هذا دستور رقاصين"- كما يقول رئيس اتحاد فلاحي مصر- وسيكون مصيره غدا، نهر النيل، الذي اكثر "الوضّاع" من ذكره في الدستور الصحراوي عله يندى جبينه ويمحو آثار الدم في رابعة ومحمد محمود.. ربما اكثروا من ذكر النيل، لأنه دستور منيل بواحد وستين نيلة، وربما كي يبلوا الدستور فيه ويشربوا عصيره، فهم يبحثون بمخالبهم عن مقدس ما يحتمون به فوقعوا على نهر النيل، الذي أرادوا أن يجعلوا منه نهر الغانج المقدس عند الهندوس. ربما يصبح مصير دستور طيور الظلام، بعد غد فريسة لبرامج المرح والسخرية، مثل "الهجايص" و"جو تيوب" و"كذبتنا".. أين "لجنة المخمسين" من حلف المطيبين لعبد الله بن جدعان؟ الذي سنجد بالمقارنة أنّ جاهلية جدعان اكثر كرامة من جاهلية
السيسي، وقد سخر زميلنا الباسل، سليم عزوز، في "مباشر مصر" من الديباجة فوصفها بالركاكة، وقد خضنا جدلا بيزنطيا من هو الاول؟ مصر أم السيسي، البيضة ام الديباجة؟ لم أكن اعلم أن حجاب هو حامل لواء الشعر العربي المعاصر! ربما هو بارع شاعرا وليس ناثرا أو ناتفا، وهي ديباجة مضحكة ولا تبيض، وقد أضحك سني ايضا، الرئيس عدلي منصور، الذي تسقط فضائية "العربية" وصف "المؤقت"عنه غالبا، عله يصبح رئيسا خالدا اكل عشبة جلجامش أو شرب من عصير الدستور.
منصور خاطب المصريين على قناة "التحرير" بالصوت من غير صورة، طالبا انّ يكفوا عن التظاهر، وقال قولة لا يخجل قائلها: "انتم عباد هذه الدولة"! الدولة غدت وثنا يا ابو حميد.. وبعد ان كان الجاهليون يأكلون الاوثان المنحوتة من التمر هاهي الاوثان تأكل الشعوب والأوطان!
مظاهرة في بيت الامة
"العربية" نقلت مظاهرة في لجنة المخمسين يترأسها عمرو موسى بطل معركة دافوس مع اردوغان الذي صافحه بعد انسحابه من المؤتمر، وهو اضعف الايمان وأهون الشرين على قول شيخ الازهر. موسى صاح بعد ان انتهى الديك من ركوب الديباجة: تحيا مصر، عدة مرات، فهتف المخمسون وراءه. اما جابر نصار، فخرج على الهواء باكيا وكأن جزمته ضيقة عليه، أو كأنه قد خرج لتوه من فيلم هندي اسمه "أنتو مش نور عينينا والا أيه"، وطالب متشفعا بالدموع الحرى الموالح؛ المصريين بالتصويت له بنعم، لسبب وجيه، هو ان الدستور، لم يأكل لقمة من عدة أشهر سوى شرب مياه النيل. بكى الرجل لسبب وجيه (من الوجه) وقفيه (من القفا) وهو أنّ أعضاء لجنة المخمسين رفضت أجورا على هذا الدستور، التي تأنف الارضة عن اكله، واكتفوا بأكل طعام الفقراء؛ الفول والطعمية.. الميلودراما انتهى عصرها من ايام فيلم "ماسح البيادة"، عفوا فيلم "ماسح الأحذية" الهندي الشهير. والمخمسون بالتعريف الشعبي المصري هم الذين يتشاركون في تدخين سيكارة واحدة، هكذا يفيدني صديقي المصري الذي يزعم انّ المخرج السينمائي عضو لجنة الدستور والسيد محمود بانجو مختلفان على كتابة الدستور: أعلى ورق البافرا، أم على ملاية؟ وورق البافرا هو ورق تدخين البانجو أم الملاية فتستخدم لستر "بائعات الهوا" عند "كبس′ شرطة الاداب لهن وهن يذاكرن ويجتهدن حتى صلاة الفجر!
حزب النور يبدو سعيدا، بالحفاظ على مادة الشريعة التي سيجرفها نهر النيل، ويقترح صديقي المصري، أنّ يغير الحزب اسمه إلى "فرقة حسب الله" الفنية!
ملكات الخواتم
الاعلامي الذي لقبه المصريون بمسيلمة الكذاب، كان يهاجم الزواج من القاصرات، مع انها غير موجودة في دستور ثورة يناير، وهاهو يدافع عن الحكم على بنات "سبعة الصبح"، ملكات الخواتم المحكومات بـ11 سنة، انبرى الرجل صائحا: الانوثة ليست عصمة من الجرائم، القانون سيأحذ مجراه. يقول اعلام الانقلاب: صبركم أيها المصريون، فالمحاكمة طويلة، تطول شهورا وسنوات، الحكم لم يصدر بعد، وسيصدر القضاء الشامخ حكمه العادل على البنات الاخوانيات! وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد تذكر سليمان الحكيم وهو يرى بنات سبعة الصبح في القفص بـ"ريا وسكينة"!
سيذكرني هو منذ الان فصاعدا عفوا فنازلا، بفرانكشتاين ونخنوخ. كما يذكر الاخوان بآية "وقرن في بيوتكن"، مع أنه علماني وليبرالي وناصري وفرانكشتايني. ويقول عن البنات المحجبات اللاتي لا يظهر منهن سوى وجوههن: "انهن عورات". قلنا في البداية انه يعاني من زهايمر غياب المنهج!
عزف منفرد على "الريموت كونترول"
- الاعلامي معتز الدمرداش، اسم الله عليه، مهني لا غبار على مهنيته، استمر بالسخرية من علي القزاز، بعد انسحابه من البرامج، عملا بمقلوب الحديث الشريف: أيحب احدكم أن يأكل لحم اخيه ميتا..
- نائب الحزب الناصري أحمد عبد الحفيظ، يتهم الطرفين، في لحظات العدل والعقل، بغياب الخيال السياسي، لذا سنطلق عليه لقب ابو الخيال السياسي.
- السيسي طلع ان اصله انغولي. لأنّ انغولا التي دمرت 60 مسجدا اقتدت بالسيسي المؤمن في معركة مسجد الفتح!
- اتصل المذيع عثمان آي فرح بالشاعر المصري زين العابدين فؤاد ليرثي أحمد فؤاد نجم، فبدأ بهجاء ديكتاتورية مرسي، مع أنّ الديكتاتور مرسي هو الضحية الوحيدة لديكتاتورية حكمه.
وأعتقد ان الرجل كان يمدح البلاط الجديد في مصر. دلوني على شاعر عربي مات من أجل كلمة حق منذ أمرؤ القيس الذي لحق بقيصرا.. باستثناء الشاعر أدونيس طبعا، فلكل قاعدة استثناء!
(عن صحيفة القدس العربي)