في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"، تطرق الروائي
المصري علاء الأسواني على استطلاع مؤسسة تومسون رويترز الذي وجد أن مصر تعتبر أسوأ دولة من ناحية معاملة
المرأة بين الدول العربية.
الأسواني عدد إنجازات المرأة المصرية في الفترة الليبرالية، حيث كانت لطفية النادي أول من تقود طائرة في مصر في استعراض جرى في الإسكندرية عام 1933.
وقال إن تطور وضع المرأة في مصر من ناحية تاريخية يتناقض مع نتائج الإستطلاع . فلطفية التي تعلمت الطيران لأنها "تحب الحرية" أصبحت نموذجا للنساء المصريات. أما حفيداتها اليوم فيعانين من القهر والاضطهاد والحرمان من التمثيل في العمل السياسي. فلماذا يعانين من مشاكل تجاوزتها لطفية قبل 80 عاما؟ تساءل الأسواني.
ويعتقد الكاتب أن الأزمة تعود إلى عام 1973 وحرب أكتوبر التي؛ وان حققت لمصر انتصارا، لكنها أعطت دول الخليج قوة غير مسبوقة بسبب ارتفاع أسعار النفط الناجمة عن وقف تصديره لأوروبا. وقد دفع هذا بالكثير من المصريين للهجرة إلى هذه الدول بحثا عن عمل وعادوا ومعهم تأثيرات وتعاليم
الوهابية.
فعلى خلاف التقاليد الإسلامية المعروفة في مصر، والتي شجعت المرأة على العمل والتعلم قامت الحركة الوهابية بتقييد وضعية المرأة بإرضاء الرجل، وحشرها في تربية الأطفال والعناية بالبيت، وقام رجال الدين الوهابيون بنشر الفتاوى الداعية لختان المرأة من أجل السيطرة على رغباتها الجنسية، وطالبوا المرأة بتغطية جسدها بشكل كامل، وحرموها من الدراسة أو العمل والسفر، بل لم تكن قادرة على الخروج من بيتها بدون إذن من زوجها.
ويرى الكاتب أن وضعية المرأة في المجتمعات الإسلامية تأثرت بالقيم الوهابية، بمن فيها الحركات الإسلامية، القاعدة والإخوان المسلمين. ومع انتشار الوهابية في مصر بدأت المرأة بارتداء الحجاب والنقاب، لكن ذلك لم يؤد إلى إنشاء مجتمع فاضل، بل العكس.
ويرى أن المرأة المصرية لم تعان من تحرشات جنسية حتى بداية السبعينات، مع أنها لم تكن ترتدي الحجاب، وكانت تلبس الأزياء الغربية. ومع زيادة الإقبال على الحجاب بحسب الكاتب زادت نسبة التحرش بالمرأة إلى درجات كبيرة؛ مشيرا لدراسة مصرية عام 2008 ذكرت أن نسبة 83% مم شاركن في الدراسة تعرضن للتحرش الجنسي مرة، فيما قالت نسبة 50% أنهن يتعرضن للتحرش الجنسي يوميا.
ويتساءل عن السبب الذي يجعل الرجال يتحرشون بالنساء عندما يرتدين الحجاب ولم يفعلوا الأمر نفسه عندما ارتدين الزي الغربي. ويجيب أن السبب كامن في الطريقة التي ينظر فيها المحافظون للمرأة باعتبارها جسدا وموضوعا للجنس والمتعة، مما أعطى شرعية للهجمات الجنسية عليهن.
ويقول الكاتب إن وضع المرأة في عهد مبارك عاني من التدهور رغم محاولات سوزان مبارك الظهور بمظهر المتنورة، وأن هناك نوع من التداخل في النظرة للمرأة بين مبارك وجماعات الإسلام السياسي.
ولم يبدأ التحرش الجنسي كوسيلة للانتقام إلا في عام 2005، حيث استخدمت ضد المرأة التي تظاهرت ضد النظام. وقام النظام بدفع مكافآت للبلطجية لاستهداف النساء المشاركات في التظاهرات، وتمزيق ملابسهن ولمس أجسادهن. ولم يتوقف هذا النوع من العقاب أثناء فترة العسكر، وأثناء حكم
الإخوان المسلمين. وأشار الى الحادثة المعروفة في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2011 عندما جرّت عناصر الشرطة فتاة وجردتها من ملابسها أمام عين الكاميرا. ويقول إن المرأة التي خرجت وتظاهرت بشجاعة في ميدان التحرير تم تهميشها بعد الثورة. وانتقد الإخوان الذين قال إنهم لم يرشحوا إلا 10 نسوة في انتخابات عام 2012 البرلمانية.
واتهم الأسواني الإسلاميين بمحاولة محو كل الإنجازات التي حققتها المرأة، وقاموا بالغاء القانون الذي يجرّم الطبيب الذي يقوم بإجراء عمليات الختان الفرعوني.
وزعم الأسواني أن حقوق المرأة في مصر اليوم هي علامة الصراع بين الثوريين الذين يقاتلون من أجل المرأة، وبين الرجعيين من الإخوان وجماعة مبارك الذين يريدون تجريد المرأة من حقوقها السياسية والإجتماعية. ويرى أن الصراع سيحل في صالح المرأة لان الثورة تمثل المستقبل الذي لا يمكن لأحد الوقوف أمامه.