أثبت التقرير النهائي لمفتشي
الأمم المتحدة حول مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، استخدام تلك الأسلحة ضد المدنيين والعسكر، بشكل أكيد في 4 مواقع، وعلى الأرجح في موقع واحد من أصل 7 مواقع في البلاد، مشيرا إلى عدم وجود أي أدلة على استخدام تلك الأسلحة في موقعين آخرين.
ولاحظ التقرير أنه في عدة حالات كان بين الضحايا جنود ومدنيون ولكن لم يكن ممكنا دائما إثبات أي صلات مباشرة على وجه اليقين بين الهجمات والضحايات والمواقع المزعومة للحوادث.
وقال التقرير الختامي لكبير محققي الأمم المتحدة آكي سيلستروم "خلصت بعثة الأمم المتحدة إلى أن أسلحة كيماوية استخدمت في الصراع الدائر بين الأطراف في الجمهورية العربية السورية."
وكما ذكر سيلستروم في تقرير مبدئي في أيلول/ سبتمبر وجد الخبراء "أدلة واضحة ومقعنة" على إن غاز الاعصاب السارين استخدم على نطاق واسع ضد المدنيين في ضاحية غوطة دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في 21 من آب/ أغسطس وهو ما تسبب في مقتل مئات من الناس.
وقال الخبراء في التقرير الختامي إن السارين استخدم على الأرجح أيضا على نطاق ضيق في جوبر وسراقب وأشرفيات صحنايا، بينما لا توجد أي أدلة على استخدام تلك الأسلحة في منطقتي بحرية، وشيخ مقصود.
وأثبت التقرير استخدام الأسلحة الكيميائية، في الـ21 من شهر أب/أغسطس الماضي، في
الغوطة الشرقية، بكميات كبيرة "ضد الأطفال والمدنيين"، لافتا إلى أنه تم التأكد من ذلك في ضوء "أدلة واضحة ومقنعة"، وأن الهجوم بتلك الأسلحة تم من خلال صواريخ أرض-أرض.
وأوضح التقرير في نهايته، أنه تم التأكد من استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وسرد النتائج المتعلقة بالمناطقة السبعة التي جرى العمل فيها، ومقدار الأسلحة الكيميائية المستخدمة.
ووفق ما ورد في التقرير، فإن الأسلحة الكيميائية أُستخدمت بشكل أكيد، في مناطق الغوطة، وخان العسل، وسراقب، والأشرفية بالعاصمة دمشق،
ولفت التقرير إلى أن الناس تاثروا كثير بغاز السارين السام حينما وقعت تلك الصواريخ في المناطق التي يقيمون بها، موضحا أن غاز السارين ظهر في عينات دم وبول المرضى الذين أُجريت لهم تحاليل طبية للتأكد من ذلك.
وأوضح التقرير أنه في الـ19 من اذار/مارس الماضي، تم استخدام أكيد "وفق أدلة موثوق فيها"، الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين والعسكر، نافيا حصول المحققين على معلومات أكيدة بشأن الأنظمة التي استخدمت في ذلك الهجوم.
وذكر التقرير أنه في يوم الـ24 من أغسطس الماضي، استخدمت تلك الأسلحة في سراقب، وفي 25 استخدمت في الأشرفية، مشيرا إلى أن استخدامها كان بكميات قليلة نسبيا.
وعن الهجوم الكيميائي في منطقة جوبار في الـ24 من الشهر ذاته، ذكر التقرير أنه يعتقد أن يكون غاز السارين قد تم استخدامه في تلك المنطقة ضد الجنود، لافتا إلى أن هذا الغاز لم يثبت سوى في عينة دم شخص واحد من أربعة اشخاص أُخذت منهم عينات لتحليلها.
واقتصر التحقيق على محاولة معرفة هل تم استخدام أسلحة كيماوية لا على من الذي استخدمها. وكانت الحكومة والمعارضة في سورية تبادلتا الاتهام باستخدام الأسلحة الكيماوية وهو ما نفاه الجانبان كلاهما.
كان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون شكل فريق تحقيق سيلستروم بعد أن بعثت الحكومة السورية برسالة الى بان تتهم فيها مقاتلي المعارضة بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية في
خان العسل.
وسلم سيلستروم التقرير النهائي لبان يوم الخميس. وسيقوم بان بإحاطة الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بالتقرير يوم الجمعة ومجلس الأمن يوم الاثنين.
وقال بان "استخدام الأسلحة الكيماوية انتهاك خطير للقانون الدولي وإهانة لإنسانيتنا المشتركة. ويجب أن نبقى يقظين لضمان أن يتم إزالة هذه الأسلحة الرهيبة لا في سورية وحدها وأنما في كل مكان."
وتلقت الأمم المتحدة الان 16 تقريرا عن استخدام محتمل للاسلحة الكيماية في سورية معظمها من الحكومة السورية وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وفحص الخبراء بدقة سبعة من تلك الحالات.
وينتمي خبراء الأمم المتحدة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومنظمة الصحة العالمية.
وقالت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة إن التفاصيل الفنية في التقرير المبدئي لسيلتسروم عن هجوم 21 من آب/ أغسطس تشير الى تورط الحكومة لكن سورية وروسيا تلقيان اللوم على المعارضة.