ابننا الجميل محمد أحمد
مرسي، مؤسس حركة «رضع ضد الانقلاب». عندما رأيت صورتك بعد مولدك قبل أيام مع جدتك السيدة الفاضلة زوجة رئيسنا محمد مرسي انتابني شعور غريب ممزوج بدموع فرحة, لم نذقها منذ اختطاف
مصر ومعها رئيسها الشرعي.. جدتك ترفع إشارة «رابعة» بينما كفك الرقيق الصغير يحاول تقليدها بالإشارة نفسها.. طبيعي أن ترضع الصمود من أسرة صابرة تحتسب عند الله ظلما لا تستحقه، ولا يستحقه شعب وجد ضالته في رئيس عالم متدين نظيف اليد.
أنت ابن أبيك وابن جدك الغالي يا محمد.. ستكون امتدادا لكل الصامدين على الحق.. هم أقرب إلينا من حبل الوريد.. هم منا ونحن منهم.
من وسط الحزن تخرج الفرحة.. ومن أعماق اليأس يولد الأمل.. ومن وسط الصخور تنبت زهرة.. هكذا أنت يا محمد.
يقتلون شهيدا فيخرج آخر.. يعتقلون متظاهرا يعوضه الشعب بعشرة.. يخطفون محمد مرسي الكبير فيولد محمد مرسي الصغير.
كن فخورا يا حبيبنا بجدك وأسرتك.. قل لزملائك إنك رجل وابن رجل وحفيد أشجع الرجال.. احتفظ بالكلمة التاريخية لجدك وألقها على مسامعهم: «أنا عايز أحافظ على الأطفال.. أولادنا اللي هيجوا ويكبروا بعدنا.. أنا عاوز أحافظ على البنات أمهات المستقبل.. اللي هيعلموا أولادهم إن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالا.. لا يقبلون الضيم.. ولا ينزلون أبداً على رأي الفسدة.. ولا يعطون الدنية أبداً من شرعيتهم أو وطنهم».
قل لهم يا محمد: إن جدك تعرض صابرا لأكبر حملة قلب حقائق وإساءات وافتراءات وأكاذيب في التاريخ.. أخبرهم أنه لم يفتتن بالسلطة ولم يعتبرها مغنما.. قل لهم إنه كان يبكي خشية يوم يقف فيه بين يدي ربه.. ذكرهم بأنه حافظ لكتاب الله وحاصل على الدكتوراه من أكبر جامعات العالم.. قل لهم إنه تعرض للاعتقال أيام مبارك لمعارضته الظلم والفساد.
اشرح لهم أنه اتبع منهجا إصلاحيا توافقيا مع أناس لا يستحقون ولم يتعودوا إلا على زعيم عصابة يقودهم لنهب الوطن.. أخبرهم برفضه الإقامة مع أسرته في القصر الرئاسي، وعودته آخر اليوم إلى بيته «الإيجار» ليأكل من يدي جدتك مثل عامة الناس.
قل للجميع يا محمد: إن جدك كان يشعر بآلام البسطاء لأنه منهم.. أخبرهم أنه بدأ محاربة دولة الفساد والعار.. عرفهم أنه بدأ محاربة توريث المهن وإنهاء مأساة المتفوقين من البسطاء الذين يجدون أنفسهم في الشارع يندبون حظهم إن خلقوا فقراء ولا يعرفون الرشاوى ولا الوساطات.. راجع لهم ما فعله لما فتح باب التظلمات في سلك النيابة والقضاء بعدما اكتشف كم المحسوبية فيها، وأنه في عهده تم قبول تظلمات متقدمين لهذه الوظائف حاصلين على «امتياز»، واستبعدوا لحساب أولاد وأقارب مستشاري القضاء «الشامخ». قل لهم إن الفاسدين ألغوا كل شيء اتخذه جدك بعد ذلك, وعادوا لأولاد المحاسيب.
قل لهم يا محمد: إن جدك تمت محاربته من أول يوم دخل فيه قصر الرئاسة فائزا بأصوات الناس.. عرفهم أن متآمري الخارج مع كلابهم في الداخل بدؤوا مخطط إسقاطه منذ إعلان فوزه.. ذكرهم أن تهاني الجبالي قالتها يومها صريحة: مرسي لن يبقى على كرسيه أكثر من سنة.
قل لهم: إن جدك كان رئيسا لكل المصريين رغم ضلالات المضللين.. أعد على مسامعهم شهادة رامي جان القبطي حول موقف جدك الحاضن للشعب, مسلميه ومسيحييه.
قل لهم إن مشروع تنمية قناة السويس الذي عزم جدك على تنفيذه كان سيوفر لمصر 100 مليار دولار سنويا.. عرفهم أن أعداء مصر في الخارج الذين تعودوا من المسؤولين الفاسدين مد الأيادي، اشتروا الإعلام لمهاجمة المشروع لأنه سيؤثر عليهم ويقضي على موانئهم.
قل لهم يا محمد: إن محمد مرسي الكبير لم يستغل منصبه لمصلحة شخصية أو منفعة.. أخبرهم أن والدك سافر مثل أي مصري يعمل في الخليج طبيبا براتب عادي مثل ملايين المصريين الذين ضاق بهم الوطن, فضاقوا به وخرجوا منه ساعين إلى الرزق.. أخبرهم أن عمك أسامة ظل يعمل محاميا عاديا في الزقازيق ورفض العمل في أي شركة قطاع خاص كان يمكن بإشارة منه أن يلتحق بها.. قل لهم إن عمك عمر تنازل عن حقه كمواطن وسحب أوراقه من وظيفة حكومية بعد أن نهشه ذئاب الإعلام.. لا تنسى أن تخبرهم أن عمك عبدالله حصل على الثانوية العامة بمجموع %75, ولم يتدخل جدك لرفع نتيجته، ثم قدم أوراقه في إحدى الجامعات ولم يقبل, وبعدها التحق بجامعة أخرى.. قل لهم إن عمتك الشيماء ظلت على تواضعها ولم تقل يوما «أنا بنت الرئيس».. أخبرهم أن البلطجية المؤجرين من فلول دولة الفساد حاولوا اقتحام منزلها لحرقه بمن فيه.
قل لهم إن أشقاء جدك بقوا على حالتهم المتواضعة في قريتهم الفقيرة بالشرقية، دون أن تظهر عليهم أي آثار نعمة.. وإنهم لما ذهبوا لشقيقهم الرئيس لبناء مزرعة دواجن على أرض زراعية مثلما فعل مئات الألوف على امتداد مصر فإنه رفض، وقال لهم: لو فعلتم فسأقوم بإزالتها بنفسي لمخالفتها قوانين البناء.
قل لهم يا محمد إن الانقلابيين جلبوا جدك إلى المحكمة للتشفي فيه ومحاكمته، فإذا به يقلب الطاولة عليهم، ويحاكمهم ويفضحهم أمام العالمين. قل لهم إن معظم المعارضين لمحمد مرسي هم خليط من الفاسدين والمرتشين والأفاقين والبلطجية والقوادين والعاهرات، وإن النخبة الحقيقية هي التي أوصلته للرئاسة وقادت النضال دفاعا عن شرعيته وشرعية صوتها.
قل لهم يا ابننا إن كثيرا من العرب كانوا يعتبرون جدي «الخليفة السادس» لعلمه وعدله وقوة شخصيته وورعه وتقواه.
قل لهم يا محمد: أنا ولا فخر محمد أحمد مرسي.. حفيد الرئيس الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية.. واسمعها وافهمها يا «c c» شعب بيهتف مرسي رئيسي.. وده مطلب واحد ورئيسي!.