يميل كثير من المعلقين في
السعودية إلى القول بأن التغيير الذي أجراه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين نجله مشعل أميرا لمنطقة مكة بعد نقل الأمير
خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم؛ يهدف إلى "إصلاح"
وزارة التعليم. لكن آخرين يرون في المقابل؛ أن تعيين الأمير مشعل لإدارة منطقة مكة أمر له دلالاته بالنسبة لتراتبية هرم السلطة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور وحيد حمزة هاشم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك بن عبد العزيز في جدة، إن "القرار هدفه بالدرجة الأولى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب". ويضيف في حديث لـ"عربي21": "الأمير خالد الفيصل أثبت أنه رجل كفؤ وحرك العديد من المشاريع التي لم تكن تنجز، وقام بعمل إصلاحات في
إمارة مكة" التي كان يتولى إدارتها قبل تعيينه وزيرا للتعليم.
ويقول هاشم إن وزارة التعليم "تحتاج لرجل إصلاحي". ويلفت إلى أن "الأمير الفيصل له معرفة في المجالات التربوية، والملك ارتأى أنه الرجل المناسب في الوزارة".
وقال الكاتب والصحفي جمال خاشقجي إن الأمير الفيصل (73 عاما) كان من بين أشد منتقدي "التطرف" في النظام التعليمي. وأضاف لوكالة رويترز أن "إصلاح التعليم مهمة صعبة تتطلب سنوات وسنوات".
وبدا أن هذا الرأي أخذ حيزا واسعا في الصحف الغربية التي تحدثت مطولا ليس فقط عن مواجهة "التطرف" أو "التيار المحافظ" في وزارة التعليم، بل أيضا عن مواجهة "الإخوان المسلمين" في مفاصل التعليم.
ورغم أهمية "الإصلاحات" التي تعوّل عليها السلطة في السعودية بالنسبة لوزارة التعليم، إلا أن منصب أمير مكة يعتبر من أهم المناصب في هرم السلطة في السعودية، نظرا لضخامة عدد سكان المنطقة وأهميتها الرمزية (الدينية)، لوجود الحرم المكي واحتضانها موسم الحج.
ويرى هاشم، في حديثه لـ"عربي21" أن الأمير مشعل (43 عاما) له إنجازات في إمارة نجران (جنوب السعودية) التي كان يديرها خلال الفترة الماضية، وأنه "آن الأوان ليتولى إدارة منطقة أكبر وأكثر كثافة سكانية".
لكن هاشم يرفض التحليلات بأن التعيينات الأخيرة تهدف لتقريب أبناء الملك عبد الله من ولاية العهد، معتبرا أن الهدف لو كان كذلك لتم تعيين الأمير متعب، وهو أكبر أبناء الملك عبد الله، وفق تقديره. كما يشير هاشم إلى أن أبناء الملك فيصل لا يزالون في المراكز العليا في الدولة، مثل الأمير سعود الفيصل في وزارة الخارجية إضافة إلى الأمير خالد في وزارة التعليم.
وسبق أن عين الملك عبد الله ابنه متعب وزيرا للحرس الوطني بالمملكة، وابنه عبد العزيز نائبا لوزير الخارجية، وابنه تركي نائبا لأمير منطقة الرياض. كما قام الملك عبد الله بترقية أبناء اخوته إلى وظائف كبرى أخرى، بينها وزير الداخلية ورئيس المخابرات وأمير المنطقة الشرقية وأمير منطقة الرياض ونائب وزير الدفاع.